آلة حاسبة، تليفون محمول، تكييف، إيريال تليفزيون.. ليس هذا إعلان لمحل سلع كهربائية لكنه رمز انتخابي جديد تحمله لافتات الدعاية الانتخابية لمرشحي مجلس الشعب 2010، إلى جانب عدد من الرموز نشاهدها للمرة الأولى والتي أثارت استياء المرشحين وسخرية عدد من الناخبين على حد سواء، ومنها "ثمرة المانجو، عنقود العنب، الزرافة واللانش". يرتبط استخدام الرموز الانتخابية بارتفاع نسبة الأمية، إلا أن بداية استخدامها يرجع إلى عصر الفراعنة والذين عرفوا بلغتهم" الهيروغليفية". وكانت عبارة عن رموز مرسومة تعبر عن المعاني والأشياء ومنها مازال يستخدم حتى الآن مثل رمز الأفعى للصيدلية والقناع للتمثيل والمسرح والميزان للعدل. على الرغم من التطور الذي يشهده المجتمع وارتفاع نسب مستخدمي الكمبيوتر وشبكات الإنترنت ،إلا أن الرمز الانتخابي يظل جزءا من العملية الانتخابية، يتصارع عليه جميع المرشحين. بدأ المجتمع المصري يعرف الرموز الانتخابية عام 1956 ، حين ألزمت المادة 29 فقرة 3 من قانون مباشرة الحقوق السياسية وزارة الداخلية، بإصدار قرار يربط إسم كل مرشح للانتخابات وكل موضوع مطروح للاستفتاء بلون أو رمز محدد من ضمن 31 رمزا. في عام 1984 أصدر وزير الداخلية قرارا بزيادة الرموز إلى 100 رمز، يتم توزيعها على المرشحين بأسبقية تقديم أوراق الترشيح، فكان الحزب الوطني يتمسك بالرمزين التاريخيين "الجمل والهلال" فيما كان يثير غيرة باقي المرشحين متهمينه بالهيمنة وفرض سلطته للاختيار. مع زيادة أعداد المرشحين عن الدائرة الواحدة، أصدرت اللجنة العليا للانتخابات عدة قرارات خاصة بمجلس الشعب، آخرها 19 لسنة 2007 و59 لسنة 2010 والتي تضع آلية لتوزيع الرموز للأحزاب، بحيث يختارون منها ما يروق لهم بشرط عدم التعارض مع ما يختاره الأخرون، كما يحق لوزير الداخلية إصدار قرار بإضافة رموز جديدة. وهو ما حدث.. فقد لاحظ المتقدمون للترشيح لانتخابات الشعب دخول رموز غريبة منها" الميكرفون، هلب، سلم نقالي، أباجورة، غزالة، زرافة، سمكة، آلة كمان، بايب، فأس ، ثمرة ذرة، طلمبة مياه، شمعدان، ورقة الشجر، شرشرة، إشارة مرور، مشط، دش استحمام" وغيرها. واختصت اللجنة العليا للانتخابات الأحزاب بإعضائها الحق في إختيار رموزها الانتخابية بجواب رسمي منها يفيد صفة اعضائها، ويبقي للمستقلون الإختيار من الرموز المتبقية، كما يجوز للحزب طلب تغيير الرمز خلال أسبوع من الترشح. برغم عدم إشتراط أسبقية التقدم، كما كان يحدث في الدورات الانتخابية السابقة، فقد حظي الحزب الوطني بحصوله على 6 رموز، وصفها باقي المرشحين بالمميزة، وهي غصن الزيتون والقمر والنجمة والحصان، بالإضافة إلى الرمزين التاريخيين الجمل والهلال، فيما تنوعت رموز أحزاب المعارضة بين الشعلة والكف والمنزل وغيرها. في الوقت الذي اعتبر فيه الكثيرون حصول الحزب الوطني على رموز مميزة، علي حد قولهم، حرصت اللجنة العليا للانتخابات بلتأكيد على عدم وجود أي امتيازات في الاختيار الذي تم طبقا لعدة قواعد. هى الحزب الأقدم فى النشأة وفى حالة التساوى يتم اللجوء إلى من له عدد أكبر فى البرلمان. وعند التساوى يتم اللجوء إلى من درج على استخدام الرمز خلال الانتخابات السابقة، وفى حالة التساوى يتم إجراء قرعة، على أن يتم تخصيص الرموز المتبقية للمرشحين المستقلين.