الديمقراطية طالت الفيروسات حتى أن فيروس الروتا الأقدم عالميًا، والمتسبب فى إصابة ملايين الأطفال حول العالم بالإسهال، ووفاة 30 مليونًا منهم كل عام، يطلق عليه "الفيروس الديمقراطى" لأنه لا يفرق فى نسب إصابته بين الدول الصناعية الكبرى أو الفقيرة، أوالغنى والفقير، لكن الفارق الوحيد فى انخفاض نسب الإصابة به، يتمثل فى قدرة الدول الكبرى فى توفير التطعيمات الحديثة للوقاية من الإصابة به وتجنب دخول المستشفيات لعلاجه بالمحاليل التعويضية لإنقاذ حياة الطفل، وهو العلاج الوحيد نظرًا لأن المضادات الحيوية لا يمكنها شفاء الطفل. فى مدينة بانكوك بتايلاند أعلن المؤتمر التاسع الدولى لطب الأطفال بالمناطق الحارة والذى عقد بحضور أكثر من ألفى طبيب من بينهم عشرة مصريين عن ظهور عدد من اللقاحات المتطوره لتجنب الأمراض المهمة والمتسببة فى وفاة الأطفال حول العالم، وعلى رأسها لقاح جديد ضد الإسهال، وآخر للالتهاب الرئوى حيث يمثل المرضين 40٪ من وفيات الأطفال. وأوضحت الدكتورة أوسيه سيسيا كورن، رئيسة المؤتمر، أن اللقاء يهدف إلى تطوير الأبحاث وإيجاد سبل العلاج والتشخيص لأمراض المناطق الحارة بالنسبة للأطفال فى الأعمار المختلفة، وتبادل المعلومات والخبرات بين جميع الجمعيات الطبية على مستوى العالم. وناقش المؤتمر الأمراض التى تؤدى إلى وفاة الأطفال في عمر أقل من خمس سنوات، والعوامل الوراثية في أمراض القلب والعيوب الخلقية، والأمراض الروماتيزمية، كما تحدث عن الرضاعة الطبيعية للأطفال ومدى أهميتها، حيث يكتشف كل يوم الجديد فى مجال الرضاعة الطبيعية من الأم مما يضيف للمساحة بينها وبين الرضاعة الصناعية التى تعتمد على لبن البقر، حتى وإن تمت معالجته. وحول ذلك، تقول الدكتورة هنا أبو الغار أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة، إن المؤتمر أكد دور التطعيمات وضرورة إدخالها فى الجداول الإجبارية لتطعيم الأطفال، التابع لوزارة الصحة، خاصة فى مصر، حيث لا يغطى جدولها أمراض كثيرة، بينما هى تطعيمات إجبارية فى العالم كله منذ سنوات طويلة، وأهم سببين للوفاة للأطفال تحت 5 سنوات، مرض الإلتهاب الرئوى و الإسهال والنزلات المعوية، وأهم ميكروبين وراء الإصابة بهم، البكتريا الكروية للالتهاب الرئوى، وتطعيمها متوافر منذ سنوات طويلة فى العالم كله، لكنه لا يستخدم في مصر بسبب ارتفاع أسعاره، وروتا فيروس والذى يسبب وفيات كثيرة فى مصر في فصل الخريف والربيع. وأشارت إلى أن دول أفقر من مصر تمكنت من تطعيم أطفالها بتلك التطعيمات مثل السودان، ويرجع ذلك إلى تمكنهم من الدخول فى برنامج المنح المغطى من المؤسسة الخيرية التابعة لبل جيتس، حيث لم تتمكن مصر من الحصول على تلك المنحة لأن الحكومة السابقة قالت إن معدل الدخل للفرد أعلى من الحد الأدنى المطلوب للحصول على المنحة، بينما هذا غير صحيح، لأن هناك فروقًا كبيرة بين الفقير والغنى و40٪ من الشعب المصرى تحت خط الفقر، وإذا تم نقل تلك المعلومة بالإحصاءات المضبوطة سوف تحصل مصر على المنحة ونحن الآن فى عهد جديد، ويجب أن يتم إثارة هذا الموضوع وأن يتم إعادة الإحصاءات للتأكد من الدخل لأن المنحة سوف تصل إلى مليارات الجنيهات ويتم عن طريقها حماية أطفال كثيرة فى مصر، ويخفض مستوى الوفيات تحت سن 5 سنوات وهو من أهم العناصر التى يحكم بها على حضارة الشعوب لأن معيار الشعب المتحضر، انخفاض نسب الوفاة للأمهات والأطفال تحت سن 5 سنوات. ويقول الدكتور عادل رياض أستاذ طب الأطفال إن من أهم ما تحدث عنه المؤتمر، هو فيروس "روتا والمكورات الرئوية" وهو ميكروب يسبب التهابًا رئويًا، والإصابة بالأذن الوسطى والتهابًا سحائيًا وتسممًا دمويًا وهناك تطعيمات حاليًا موجودة ومتوفرة فى بلاد كثيرة حول العالم ضمن التطعيمات الإجبارية تجنب الإصابة به والمضاعفات التى تصل إلى الوفاة. وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية المشاركة فى المؤتمر إن الإلتهاب الرئوى القاتل المنسى لأطفال أقل من خمس سنوات هو السبب الأول فى وفيات الأطفال فى هذا السن وفى كل عام تقريبًا، واحد ونصف مليون طفل حول العالم يموتون بسببه. وتقول الدكتورة جليلة مختار، أستاذ ورئيس قسم الأطفال بجامعة عين شمس، إن المؤتمر تحدث عن تطعيم "روتا فيروس" الذى هو أحد الأسباب المهمة للإسهال بشكل عام، الذى يحدث فى سن أقل من سنة، وقد يتطلب الإصابة به دخول المستشفى، فى حالات شديدة متكررة، مما يستهلك اقتصاد الدولة، والأسر، وقد يتسبب فى وفاة الطفل، لافتة إلى أن "روتا فيروس" لا يوجد له علاج مباشر، لأنه يحدث نتيجة للفيروسات ولايوجد له مضاد حيوى، وفى تلك الحالة، فإن علاجه يتطلب محاليل مانعة للجفاف، وخصوصًا فى سن أقل من سنة.