إذا تحدثت إلى ممدوح الولى، تشعر أنك أمام صحفى شامل فهو كاتب اقتصادى، ولديه وعى سياسى ومهموم بمشاكل الوطن، الفقراء والأغنياء، الكبار والصغار. دماثة خلقه تحيرك، لأنه فى هذه الناحية لا يختلف عن منافسه يحيى قلاش، لذلك يعتقد كثير من الصحفيين أن المنافسة على البرامج لا على الأشخاص، وأن قدرة كل مرشح على الحشد ستلعب دورا مهما فى حسم مصير المعركة الانتخابية. رفض الكاتب الصحفى ممدوح الولى، المرشح على مقعد نقيب الصحفيين، أن يتم احتسابه على "الإخوان"، معتبراً أن الحديث عن كون ميوله إخوانية، مجرد مهاترات، رافضاً الاعتراف بشىء فى الحياة اسمه الفشل أو النجاح، وذلك عندما سألناه: "هل ستستقيل عندما تفشل كنقيب؟" لكنه فى المقابل كشف بوضوح عن برنامجه الانتخابى-الذى رفض تحديد موعد لتنفيذه- ومدى موافقته من عدمها بشأن تطبيق قانون "الغدر" على الصحفيين.. وإلى نص الحوار: *سألناه فى البداية عن رؤيته للمشهد الانتخابى بعد صدور حكم من القضاء الإدارى بوقف الانتخابات وإلغاء الحكم بعد ذلك؟ ما حدث خلال هذا الأسبوع، أعطى فرصة لإعادة الحسابات مرة ثانية، والالتقاء بالزملاء الصحفيين لنشر البرنامج الانتخابى والتواصل معهم. *هل هناك قوة متربصة بنقابة الصحفيين دفعت بأحدهم لإيقاف الانتخابات؟ بالطبع هناك غموض متعدد الجوانب فيما حدث من وقف للانتخابات فى عدة أشياء، منها توقيت صدور الحكم وما ذكره محامى النقابة من أنه لم يستشكل على الحكم لإغلاق خزينة المحكمة، ثم اتضح بعد ذلك أن الخزينة مفتوحة حتى الساعة الثامنة مساءً والأيام المقبلة سوف تكشف هذا اللبس. * هل عدم ترشح الدكتور ضياء رشوان أخلى لك الساحة فى "الأهرام" ؟ لا كل المؤسسات مفتوحة على جميع التيارات، ولم تقف على مرشح واحد، فالجمهورية مثلاً ليست مغلقة على يحيى قلاش ولا الأهرام مغلقة علىّ، فهناك تنوع. * لماذا تدور انتخابات النقابة فى الصراع بين الإيديولوجيات فى ظل غياب الليبرالية ؟ هناك تخوف على النقابة من أننا نحول المشهد إلى صراع بين الإخوان واليسار والناصريين وهذا ليس فى صالح النقابة. * ما تعليقك على قائمة الأعضاء التى طرحتها جماعة الإخوان ؟ كل تيار حر فى ترشيح قائمته. *لكن لا يوجد تيار أعلن قائمة بشكل رسمى إلا "الإخوان" فهل هذا يعنى تدخلا مباشرا فى انتخابات الصحفيين؟ طريقة الإخوان كان فيها نوع من "الفجاجة" لكن العبرة فى الصندوق الانتخابى وكل تيار يطرح مرشحيه. * ما هى المشاكل التى ترى أنها ستواجهك كنقيب للصحفيين؟ الملف المالى هو أبرز المشكلات التى سوف تواجهنى، باعتبار أن هذا تخصصى وسبب ترشحى، فعلى الرغم من أن النقابة تحصل على 7.6 مليون جنيه دعما من وزارة الإعلام، إلا أن هناك مليونًا ونصف المليون للعلاج و5.1 مليون جنيه للمعاشات ومليونًا للأنشطة، وهناك عجز مليون جنيه فى العلاج ومليون فى المعاشات و2.5 مليون فى الأنشطة، وبالتالى فنحن نحتاج 4.5 مليون جنيه، ومشروع النادى الاجتماعى عليه قسط سنوى 825 ألف جنيه، والنقابة لم تدفعه منذ سبعة أعوام، وشركة مدينة نصر هددت بسحب الأرض إذا لم يتم الدفع، وبالتالى أخذت النقابة الأموال التى تم دفعها فى مدينة الصحفيين وسددت بها ديون النادى وتبلغ 5.7 مليون جنيه على أمل وعد الحكومة بسد العجز 10 ملايين جنيه للنقابة. وجاءت الأحداث بما لا يشتهى أحد ورحل النقيب وأصبحت النقابة فى حاجة إلى 6 ملايين جنيه لمدينة الصحفيين وغرامات تأخير، أما عن ملف "بالوظة" فلكى نستعيد الأراضى ونبدأ التفاوض نحتاج إلى مليونى جنيه وبإجمالى الديون فهناك 13.6 مليون جنيه، ولو تحصلنا عليها سيكون هناك عجز فى النقابة العام المقبل 6 ملايين جنيه. * هل تسبب المجلس المنتهية صلاحيته فى هذا العجز؟ هذه تراكمات ولم يهتم أحد بالموارد، وكان هناك استسهال وتراخٍ فى ملف الموارد وبعض أعضاء المجلس كانوا "بيكبروا دماغهم"، لكن باختصار المجلس السابق "لم يأخذ الأمور بجدية". * ما هى الحلول من وجهة نظرك للخروج من هذه الأزمة وسد العجز؟ لدينا مساران، أحدهما تقليدى، وهو بالاشتراكات وتحصيلها وتأجير القاعات وتحصيل الدمغة الصحفية وتأجير الثلاثة أدوار الخالية فى النقابة، وإجراء مبارايات كرة وحفلات غنائية وتقليل الهدر المالى، أما المسار الثانى والحقيقى هو تفعيل التعامل مع إشغالات النقابة، فالنادى الاجتماعى عبارة عن 49 ألف متر على طريق السويس، فلماذا لا يتم تأجير هذه الأراضى وسداد باقى الأقساط، وأن تكون هناك الفائدة المشتركة، وهناك قطعة أرض فى الإسكندرية على الكورنيش منذ سنتين ومهملة، فلماذا لم يتم تأجيرها للأندية المجاورة؟ وبدلا من كونها عبئا علينا تصبح مصدرا للدخل، وهذه أفكار مبدئية، ولكن عندما ندخل فى حيز التنفيذ سنستعين بأصدقائنا من خبراء الاقتصاد لإيجاد حلول لكل ملف، ونفتح المجال للبحث والتنفيذ. * وماذا عن مدينة الصحفيين فى التجمع الخامس وأكتوبر فى ظل ما يتردد عن أن النقابة باعت الصحفيين للأوقاف؟ أنا فوجئت أن الصحفيين لم يحصلوا على الشقق، وسوف نتحرك فى هذا الملف. * كيف سيكون الحل المطروح بالنسبة لك؟ كل ملف له أطرافه ولابد أن نسمع وجهات النظر المختلفة لنضع حلولا، وكل عام يحدث تغير فى الأسعار.. فالأسعار التى أعلن عنها المقاول منذ ثلاثة أعوام تختلف عن الآن، ولذلك لابد أن نسمعه أولا لنصل إلى حل وسط فى صالح الأوقاف الزملاء. * ما هى الخدمات النوعية واليومية التى ستقدمها للصحفيين؟ من السهل أن أغرق النقابة فى الخدمات، لكننى فى نفس الوقت أخشى أن أغرق الصحفيين فى الديون، وسأعمل على الاستفادة من حالة الركود فى الأسواق وتعامل النقابة كمشترى خدمات بالجملة فى الحصول على نسب تخفيضات مميزة، وسوف أتفاوض مع شركات "الإسكان" للحصول على نسب خصم معتبرة، وسوف نحصل على نسب خصم جيدة بمجالات السلع المعمرة والسيارات وسوف نضع شروطا مميزة بالقروض الصحفية وقروض الائتمان، وننشئ مكاتب لتقديم خدمات حكومية بمقر النقابة. وبالنسبة للخدمات اليومية بمقر النقابة سوف نقدم خدمة الحفظ الإلكترونى لشهادات الأعضاء وأسرهم للرجوع إليها عند التعامل مع كل مرافق النقابة دون إعادة تقديم نفس الأوراق، وتوصيل بعض الخدمات للصحفيين بمقر عملهم. * وماذا عن مجال الحريات؟ سأقوم بتشكيل لجنة قانونية من الصحفيين القضائيين والبرلمانيين بمختلف الصحف ورجال القانون خارج النقابة، لوضع قانون يكفل حرية تداول المعلومات وتجريم منع حصول الصحفيين على المعلومات، وإلغاء الحبس فى قضايا النشر وحرية إصدار الصحف ويتمتع الصحفى بحصانة مهنية، وكذلك تعديل قانون الصحافة لسنة 96 وقانون النقابة. * هل يحوى برنامجك الجديد على شروط جديدة لقيد الصحفيين بجداول النقابة؟ هذا الملف يحتاج إلى نوع من الوقفة وأن تكون هناك نوعية فى الاختيار من جانب لجنة القيد، فهناك ما يقرب من 34 كلية وأقسام صحافة بها عشرات الموهوبين الذين يحتاجون إلى نظرة، ولم يملكوا سبيلا أو الوساطة لدخول المؤسسات الصحفية، وهذا الملف به العديد من الثغرات التى تحتاج إلى متفرغين له يتصدون لهذه الثغرات، والتى منها أن يقوم الصحفيون بدفع مبالغ مالية للحصول على عقد عمل للقيد بنقابة الصحفيين، فنحن لا نعطى الملفات حقها وتمر المدة بسرعة ونردد نفس الوعود. * هل هناك قوانين سوف تلزم المؤسسات الصحفية بتعيين الشباب وحفظ حقوقهم؟ لا نملك أن نُلزم أحدا، ولكن نضع ضوابط لحماية الشباب بحلول وسطية تحقق مصلحة المؤسسة وحق الأجيال فى أن تعمل، وألا يُستغل مجهودها دون جدوى ولابد أن نحدد الملفات والمسئول عنها، وبعد فترة نسأل كل مجموعة ماذا قدمت؟. * طبقا لوعودك سوف تحتاج إلى 48 عضو مجلس وقد يكون أكثر وليس 12 فقط لإنجاز هذه الملفات ؟ النقيب عبارة عن "مقاول" عندما يبنى مبنى خلال سنة سوف يحتاج إلى عمال ومهندسين وإلا المبنى "مش هيطلع"، وهذا هو الفرق مابين الدمايطة والآخرين المتفرغين لكتابة البيانات والتنديد والاستنكار دون العمل الميدانى، وهذا هو الدافع الذى أعتمد عليه لإحداث نقلة وأن يكون الأشخاص متخصصين فى مجالهم، وعندئذ سوف نتميز وستكون النقابة عبارة عن خلية نحل، والنجاح "معدى" وهذه هى الروح التى أتمنى أن أحققها. * وما هو برنامجك بالنسبة للعاملين بنقابة الصحفيين؟ "مينفعش موظف يؤدى خدمة وهو يعانى ويتألم"، لذلك لابد أن نراعى احتياجاته وندرس قدراته وندربه على جميع الأنشطة. * هل يحظى الصحفيون الشباب بنصيب فى برنامجك الانتخابى؟ بالطبع.. فأنا حريص على أن أضع حصة أكبر فى قروض صندوق الطوارئ وفى الوحدات السكنية والتصدى لتجاوزات الصحف الخاصة معهم، فيما يخص علاقات العمل، وسوف نقدم دعما للإصدارات الخاصة بهم بمكافأة رمزية، وسوف يتم عقد ندوات لمناقشة إصداراتهم الأدبية والثقافية، وسوف نكرم الموهوبين منهم بالتخصصات الصحفية المختلفة ماديا ومعنويا. * ماذا عن بدل التدريب والتكنولوجيا؟ وما ردك على شائعات إلغائه؟ بدل التكنولوجيا لن يتوقف وسوف أسعى لتثبيت الموعد الدورى الشهرى لصرف البدل، وذلك خلال فترة انتقالية أقصاها ثلاثة أشهر من انتخابات النقابة وتبكير موعد صرف البدل فى الأعياد والمناسبات مثلما كان يحدث من قبل، والسعى لزيادة قيمة البدل من خلال التفاوض مع الحكومة. * هل ستسعى لوضع كادر للصحفيين؟ هذا أحد مطالبى، ولكن ذلك يحتاج لدراسة وتحضير، وسأسعى لوضع هيكل عادل للأجور، وحد أدنى مناسب يتغير حسب معدلات التضخم، ووضع لوائح مالية وإدارية بالصحف الحزبية والمستقلة، وتفعيل المفاوضة الجماعية الواردة بقانون العمل ودخول النقابة كطرف بها. وكذلك إدخال النقابة كطرف فى عقد العمل مع المؤسسات الصحفية ووضع بدل نقدى للتعطل عن العمل. *هل ترى أن مشروع العلاج الحالى مناسب للصحفيين؟ وماذا عن خطتك لتطويره؟ مشروع العلاج الحالى لا يتناسب مع الصحفيين، فسوف نشكل لجنة من محررى العلوم والصحة لإدارة المشروع واختيار الأطباء والمستشفيات والتبكير فى إصدار دليل المشروع، ولابد من تنقية دورية لكتاب المشروع ممن تم فسخ التعاقد معهم وإيجاد نسخة إلكترونية لدليل المشروع تتضمن آخر المستجدات به. * هل ساندك أحد فى صياغة برنامجك الانتخابى ؟ لا.. لقد قمت بوضعه بمفردى لأننى فى الأساس أحب المذاكرة، وقمت بجمع برامج الزملاء المرشحين خلال الأعوام الماضية وقوانين النقابة والصحافة واستعنت بها، وبرنامجى نوع من الاستمرارية. * هل وضعت جدولا زمنيا لتحقيق برنامجك الانتخابى؟ المسألة متوقفة على عوامل أخرى، أهمها طبيعة المجتمع، فلو اتجه المجتمع نحو الديمقراطية والانتخابات فهذا سيساعدنا على إنجاز البرنامج، أما لو اتجه اتجاها معاكسا واستمر الركود الاقتصادى، فهذا سيعوق ولن نستطيع حتى تأجير القاعات أو الثلاثة طوابق، فمن مصلحتى أن يكون هناك تحسن فى الحالة الاقتصادية. * لكن البعض قد يظن أنك ستتخذ الظروف السيئة للمجتمع حجة لك فى حالة فشلك فى تحقيق برنامجك؟ أى عمل له قطاعان، أحدهما يحقق 50 % منه، والآخر 90 % وفى النهاية لابد أن يتحقق منهما شىء. * متى سنحكم عليك بالفشل ؟ لا يوجد شىء اسمه فشل ونجاح، والأشياء ليست ثابتة وهناك متغيرات وليس معنى ذلك أننى متشائم، فمثلا عندما تفاوضنا لتأجير الثلاثة طوابق، وجاء بالفعل مستثمرون ووصلنا لعروض هائلة، فوجئنا بمتغير سلم النقابة فتراجع المستثمرون، وبالتالى فحدود برنامجى هى الأسوار الدولية والخارجية. *متى تقدم استقالتك وتترك نقابة الصحفيين فى حالة فوزك بمنصب النقيب؟ سؤال واقعى ووارد، لكننى أظن أن الإدارة فن واستيعاب الآخرين أمر ذو مهارات ومن خلال ممارستى للمشوار النقابى فكم التوافق أعلى بكثير من كم التصادم، فتقديمى للاستقالة ستكون متأخرة كثيرا. *حتى ولو تكرر معك ما حدث من اعتداء على النقيب السابق الأستاذ مكرم محمد أحمد؟ نحن كبشر الكرامة مهمة لدينا، ولكن لن أسمح لأحد أن يستدرجنى لهذا الأمر، فنحن نحتاج ألا نخسر صورتنا كصحفيين أمام المجتمع. *ماذا لو لم توفق فى الانتخابات؟ سأعود إلى عملى، فلدى بدائل عديدة، وهناك كتابان مؤجلان ولن أنكسر أو أحزن. *هل أنت من أنصار خوض الانتخابات بقائمة من الأعضاء معك أم تتحرك بشكل فردى وتترك للصحفيين حرية الاختيار؟ لن أضع قائمة، لكننى أحتاج للتنسيق مع بعض المرشحين تكون لديهم القدرة المهنية والنقابية. *هل ستنسق مع مرشحين من جماعة الإخوان؟ سأنسق مع بعضهم، والبعض الآخر لن أنسق معه حسب الرؤية المهنية وإمكانات كل شخص وستكون الكفاءة هى الأساس، وليس التيار أو الولاء. *ما تعليقك على من يحسبك على تيار "الإخوان المسلمين"؟ لست إخوانيا، ومن يدعى ذلك فهذه مهاترات انتخابية، والحمد الله أن الاتهام جاء فى فكر وليس فى أى شىء آخر، خاصة وأننى استمريت كأمين لصندوق النقابة دورتين ولى علاقات بالبنوك والشركات، ولم يذكر أحد أى شىء آخر، فهذا الاتهام أرحم من غيره، وهذا أمر متكرر فى الانتخابات المصرية على جميع مستوياتها، ولن يخلو مرشح فى مصر فى أى انتخابات من الاتهامات. *هل تطالب بتطبيق قانون "الغدر" على الصحفيين؟ الفكر لا يُجرم ويكفى رد الفعل الشعبى..ومن سيطبقه المجلس العسكرى أم الحكومة؟ وعلى من؟ خاصة وأن جزءا كبيرا من نقابة الصحفيين كان من نفس هذه العناصر، وفى النهاية كل من أخطأ دفع الثمن. *هل الثورة المصرية انتقلت للصحافة؟ لا..الثورة المصرية لم تنتقل للصحافة حتى الآن، وسوف تنتقل للصحافة عندما تنتقل للمجتمع المصرى أجمع، وهذا يستغرق وقتا طويلا، فالثورة روح وتغيير، فحتى اليوم نفس الممارسات التى كانت تتم كما هى، ففى الأول كنا نمجد مبارك وحزبه، والآن نمجد المجلس العسكرى وطنطاوى، فالسياق العام لم يتغير والشخصيات التى تم اختيارها لم تكن صاحبة مواقف. *هل ستكون انتخابات الصحفيين مرآة للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة؟ قد يكون هذا صحيحا، وربما لا، فالتجربة هى التى ستسفر عن ذلك، وهل سنقدم نموذجا انتخابيا ناجحا للمجتمع أم تسيطر علينا التيارات الحزبية؟