يأتي الإعلان عن فوز الروائي الإنجليزي "جوليان بارنز" بجائزة "المان بوكر" لهذا العام وسط وسط جدل كبير حول مدي المصداقية الفنية للجائزة مع إعلان مجموعة من الكتاب نيتهم إطلاق جائزة أدبية منافسة للمان بوكر، التي غيرت أولوياتها ورجحت كفة الشهرة واتساع مدي قراءة أعمال الكاتب عي القيمة الأدبية للعمل الأدبي. ولكن هذه هي قمة جبل الثلج فقط، فتاريخ المان بوكر كان حافلاً بالجدل منذ إطلاقها في عام 1986 بحسب صحيفة "الجارديان البريطانية" مع إعلان شركة "بوكر ماكونيل" التي تتاجر في السكر والروم وأدوات التعدين وتنتج أفلام جيمس بوند عن تخصيصها 5000 آلاف جنيه استرليني لجائزة أدبية لدول الكومنولث البريطاني "بريطانيا وكندا وأيرلندا وزيمبابوي". وكان أول الفائزين بالجائزة هو "بي اتش نيوبي" أحد العاملين بهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن روايته "شيء لنجيب عليه" عام 1969. وفي عام 1972 بدأ الجدل حول الجائزة مع فوز الروائي الإنجليزي جون بيرجر بالجائزة فتبرع بنصف قيمتها البالغة 5 آلاف جنيه استرليني لحركة الفهد الأسود البريطانية إعتراضاً علي نشاطات شركة "بوكر ماكونيل" صاحبة الجائزة. وبينما اختفي كثير من الفائزين بالجائزة بعد حصولهم عليها، فاز بها كتاب عظام أمثال ايريس ميردوخ 1978 وسلمان رشدي وكينجيسلي آميز وآصف بيات، ولكن ربما المعركة الأكبر في تاريخها حدثت عام 1980 حين أصبح ويليام جولدينج ينافس أنثوني بيرجيس الذي رفض حضور الحفل إلا بعد أن يضمنوا له الفوز وهو ما لم يحدث. وشهدت "المان بوكر" نقداً حاداً في الثمانينيات وتوجهاتها السياسية، وفي عام 1984 نشر مقال يجعو للتعقل وإعطاء الجائزة علي أساس المتعة الخالصة التي يعيطها العمل الفني لا العزمة المفترضة للكتاب. ومع حلول عام 1994 بدأت البوكر في فقدان مثداقيتها حين وصفها الكاتب البريطاني ريتشارد جوتت بأنها قمة جبل ثلج خطيرة ومهمة في بحر الثقافة البريطانية وهي تمثل رمزاً للتوعك الذي يصيب الثقافة البريطانية حالياً. أما هذا العام فيتزايد النقد للجائزة لأناه بدأت تركز علي الأعمال الأكثر مقروئية دون الجودة وهما دعا مجموعة من الكتاب علي رأسهم الروائي الأيرلندي الشهير جون بانفيل، والكاتب البريطاني ديفيد ميتشل، ومات باركر، ومارك هادون، وجاكي كاي للدعوة إلي إطلاق جائزة جديدة تتلافي تلك الأخطاء.