قالت السيدة جيهان السادات، زوجة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، إن الاحتفالات بذكري حرب أكتوبر في هذا العام لها مذاق خاص، وتختلف عن أي احتفالات طيلة ال30 عامًا الماضية. وأكدت في حوارها الخاص مع الإعلامي معتز الدمرداش ببرنامج "مصر الجديدة" على قناة الحياة 2، مساء أمس السبت أن احتفالات أكتوبر لهذا العام لم تكن مُتركزة في شخص واحد فقط مثل كل عام، إنما كانت الاحتفالات لكل من شارك في الحرب وليس - فقط كما كان- لصاحب أول طلعة جوية. وأضافت أنها فوجئت في ذكرى الاحتفالات لهذا العام بالمئات من المصريين البسطاء القادمين من كل المحافظات، مشيرة إلى أنها قدرت جيدا يوم 6 أكتوبر الماضي كيف يقدر الشعب أنور السادات مقارنة بأي رئيس آخر، مضيفة أنها شاهدت سيدة منقبة تقف علي قبر السادات يوم 6 أكتوبر وتلقي خطبة في ذكراه، وكذلك العشرات من الآباء الذين كانوا يحكون لأبنائهم عن إنجازات السادات وكيف كان بطلا حقق إنجازا وصنع تاريخ لمصر. وكشفت جيهان السادات عن العديد من الوقائع التي تكشف تهميش مُتعمد من قبل مبارك تجاه الرئيس السادات وعائلته، وضربت جيهان مثالا على ذلك بواقعة متحف المنصة وهو المتحف التي اتفقت مع المهندس رمزي عمر علي إنشائه بالقرب من المنصة في بداية الثمانينات بتكلفة 2 مليون جنيه، وعرضت علي مبارك في بداية حكمه إنشاء ذلك المتحف كرد اعتبار للسادات، غير أن مبارك رفض وقال لها "إصبري شوية". وأضافت جيهان السادات أن مبارك رفع صور الرئيس السادات من مقرات الحزب الوطني بعد شهور من اغتياله، على الرغم من أنه هو المؤسس الأول للحزب، فضلا عن أنه كبروتوكول عام معمول به في دول العالم أن المؤسس دائما توضع صورته في المقر الرئيسي. وأوضحت جيهان السادات أنها سافرت إلى أمريكا لإلقاء محاضرات بالجامعات هناك بعد حالة التهميش التي شعرت بها في مصر، خاصة أنها كانت فقط تريد تكريم شخصي للرئيس السادات ولم تجده، وعلى الرغم من أنها لاقت هجومًا حادًا في أمريكا فإنها لم ترد أو تعقب. وقالت إنه للمرة الأولي بعد 30 عامًا من الصمت عن أسرار حرب أكتوبر، بدأت هذه الأيام تنشر حقائق جديدة عن حرب أكتوبر لا تتعلق فقط بمبارك ولكن بكل قادة الحرب الحقيقيين، وعن المصادفة بين يوم اغتيال السادات ويوم ذكري انتصار أكتوبر، قالت جيهان السادات إن زوجها الراحل كان دائما يعشق المتناقضات ويصنعها، فهو شاهد علي افتتاح قناة السويس في ذكري نكسة 5 يونيو، وكذلك كان ميعاد ميلاد ابنها جمال متزامنًا مع الحرب. ونفت جيهان السادات أن يكون مبارك تورط في قتل زوجها السادات، قائلة ،" لو كان عندي دليل واحد على أن مبارك قتل السادات ما كنتش سبته حتى وهو رئيس"، وأوضحت أنها لم تقل أن السادات أخطأ في اختيار مبارك نائبًا له، وقالت إن مبارك وقت إن تم اختياره نائبًا للرئيس كان رجلا عسكريًا يتسم بالبروتوكول العسكري له من الإمكانيات ما يؤهله لذلك، ولم يكن قد تغير مثل أيامه الأخيرة. وعن علاقتها بسوزان مبارك زوجة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك قالت جيهان السادات إن هناك وقتًا طويلا تم فيه المقاطعة بين الأسرتين ولكن العلاقة تجددت بعد ذلك، مشيرة إلى أن سوزان كانت تقدرها ودائما تتصل بها، وشددت جيهان السادات علي أنها لديها كرامة ولم تقحم نفسها أبدا في علاقات متواصلة معهم، وأوضحت جيهان السادات أنها وزوجها كانا يحبان منصور حسن ويريدانه رئيسا للوزراء لأنه يمتلك قدرات وإمكانيات تؤهله لذلك المنصب. وانتقدت جيهان السادات دور سوزان مبارك قبل الثورة في الدفع بنجلها جمال لتولي منصب الرئاسة خلفا لزوجها ووقوفها بقوة وراء ملف التوريث، وقيام جمال بالعديد من الجولات في المحافظات للتدريب على المنصب الجديد، مؤكدة على أن الثورة قامت من أجل القضاء على النظام السابق والرفض التام ل 30 عاًما من الحكم، وقالت " الناس زهقفوا من مبارك وقالوا إن ابنه كمان جاي، وكذلك أشياء أخري استفزازية مثل الغلاء والفوارق الطبقية". وقالت جيهان السادات: إن مبارك لو قال بعد اندلاع الثورة إنه سيكمل فقط المدة ولن يرشح جمال للرئاسة ومجلس شعب 2010 يتم حله ويكفيني شرف أني كنت من قادة أكتوبر، لكان الشعب المصري قدره. وقالت جيهان السادات إنها كانت تعتقد أن الشباب المصري لا يهتم بما يحدث في مصر ولكن اكتشفت أنه شباب يدري كل شيء ومطلع ويعرف حقيقة الأمور، وقالت إن الإنسان المصري بعد ثورة 25 يناير يختلف عما قبله، وطالبت بعدم الهجوم على المجلس العسكري لأنه صمام الأمان. وانتقدت جيهان السادات اهتمام الإعلام بالافراج عن عبود الزمر، وقالت إنه اعتذر للشعب المصري عن قتل السادات، وفرقت جيهان السادات بين نهاية زوجها الراحل الرئيس انور السادات وبين الرئيس السابق محمد حسني مبارك، فقالت أن زوجها مات شهيدا وهو واقف على رجليه ومات شهيدا وهو بين أبنائه، أما مبارك فهو يحاكم حاليا بتهمة قتل المتظاهرين المصريين ويدخل قفص الاتهام . وقالت جيهان السادات إن كلمة "موجود يا افندم" التي قالها مبارك في أول جلسة هي كلمة قاسية ومؤلمة، مشيرة إلى أنها كانت تأمل أن يدخل مبارك قفص الاتهام وهو يجلس على رجليه وليس نائما علي سرير، لأنه المفترض أنه محارب وعنده الشجاعه أن يعترف بأي خطأ ويتحمل مسئوليته ويذكر أيضا أنه بطل من أبطال أكتوبر. وأضافت جيهان السادات أن مبارك ظن بدخوله علي السرير استعطاف الشعب المصري ولكن هذا ليس صحيحًا، وشددت السادات على أن علاء وجمال مبارك هم السبب الأول في كل ما يحدث لمصر ولمبارك، وأنهما كلفا والدهما كثيرا. وأنهت جيهان السادات في نهاية حوارها مع معتز الدمرداش مفاجأة مدوية، وهي أنها ممنوعة من الظهور في التليفزيون المصري والصحف المصرية خلال حكم مبارك، مشيرة إلى أنه أجرى معها حديث تليفزيوني ولم يتم عرضه. وكشفت جيهان السادات أن معاشها فقط هو 900 جنيه من الرئيس السادات، وقالت إن ذلك المعاش مدني رغم أن زوجها عسكري، وقالت إن المعاش حاليا وصل 4 آلاف جنيه، وأنها لم تحصل علي معاش نجمة سيناء، رغم أن أنور السادات كان يرتديها، ورغم أني طلبت نجمة سيناء إلا أن مبارك لم يستجب لذلك، وقالت جيهان السادات إنها اتصلت بسوزان مبارك وطلبت منها زيادة معاشها الذي لا يتعدي 3 آلاف جنيه وأنها تستحق 5 آلاف جنيه في الشهر، وقدمت الأوراق لكي يخرج لها معاش نجمة سيناء إلا أن زكريا عزمي رد عليها بأن النجمه تمنح ولا تعطى. وأشارت جيهان إلى أنها ليس لديها الثأر من الجماعات الإسلامية التي اغتالت زوجها مشيرة إلى إنها لم ترفض أبدا خروج عبود وطارق الزمر بعد انتهاء مدتهما، وعن مرشحي الرئاسة قالت إن محمد سليم العوا والدكتور محمد البرادعي وهشام البسطويسي وعمرو البسطويسي هم أبرز المرشحين.