أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في ذكرى مرور عشر سنوات بدء الحملة العسكرية الأمريكية في أفغانستان أن تنظيم القاعدة يوشك على الانتهاء لكن "التحديات الهائلة" تظل في إعادة بناء البلاد. وقال أوباما في بيان "بإيصال العدالة إلى أسامة بن لادن وعديدين آخرين من قادة القاعدة أصبحنا أقرب من أي وقت مضى من هزيمة القاعدة وشبكتها القاتلة". كانت غارة جوية قامت بها طائرة أمريكية بدون طيار قبل أسبوع بقتل أنور العولقي داعية القاعدة، الأمريكي المولد والذي يعتبره البعض "قائد العمليات" لتنظيم القاعدة في اليمن. أثير جدل شديد بشأن سير الحرب في أفغانستان، حيث زعم كل من الطرفين أن له اليد العليا فيها. وتزايدت الهجمات السرية الأمريكية بشكل واضح خلال عهد أوباما خاصة في المنطقة القبلية على طول الحدود بين باكستانوأفغانستان مما يشير إلى سياسة أمريكية ناجحة مقارنة بالنتائج المتباينة للحرب الشاملة، لكن محللين يرون في تركيز أوباما في خطاباته على هزيمة القاعدة محاولة لتحويل الأنظار عن نصر حققته طالبان على أرض الواقع. من المقرر أن تسحب الولاياتالمتحدة عشرة آلاف جندي من أفغانستان بنهاية العام و23 ألفا الصيف القادم، حيث تعمل الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي على تسليم المسئولية الأمنية كاملة إلى قوات الأمن الأفغانية بنهاية عام 2014. أقر أوباما بأنه "ما زالت هناك تحديات هائلة في أفغانستان" في إشارة إلى العنف الذي أسفر عن مقتل نحو 1800 جندي أمريكي والاغتيالات التي يتعرض لها مسئولون حكوميون والفساد المتفشي، لكنه قال إن تقدما يحدث. وقال "طردنا طالبان من معاقلها الرئيسية وقوات الأمن الأفغانية تزداد قوة والشعب الأفغاني لديه فرصة جديدة لبناء مستقبله".وأضاف "بعد عقد صعب ننهي من موقع القوة وبمسئولية حروب اليوم".لكن المخاطر ما زالت قائمة. فقد تعهدت حركة طالبان في بيان الجمعة بمواصلة القتال حتى تغادر كل القوات الأجنبية البلاد. قال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم الحركة في بيان صدر بالإنجليزية إن القتال الذي خاضته الحركة في العقد الماضي "حتى مع ندرة الأسلحة والعتاد...أجبر المحتلين الذين كانوا ينوون البقاء للأبد على إعادة التفكير في أوضاعهم". واتفق الرئيس الأفغاني وحلفاؤه الغربيون على عودة كل القوات الأجنبية المقاتلة إلى بلادها بنهاية 2014، ولكن الغرب وعد بمواصلة الدعم بعد الانسحاب بتقديم أموال وتدريب القوات الأمنية الأفغانية.وقال متحدث باسم القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان أن القوات ليس لديها خطط لإحياء المناسبة. ذكر بيان طالبان الذي نشر عبر البريد الإلكتروني "مع انقضاء عشر سنوات على الجهاد الأبي للشعب الأفغاني ضد الغزاة يتعين علينا أن نتذكر أن النصر الإلهي حليفنا".وأضاف البيان "إذا اعتصمنا بحبل الله وتجنبنا عدم الإخلاص والفرقة والرياء وغيرها من العلل فإننا وبعون الله سنجبر عدونا على الانسحاب الكامل من بلادنا". ورغم أن القوات الأجنبية قوبلت في بادئ الأمر كمحررين في مناطق معادية لطالبان فإن وجودها تسبب في وقوع العديد من القتلى وتلقت البلاد مليارات الدولارت التي استغلت في جرائم فساد مثلما استخدمت في التغيير. يعتقد أن اكثر من 11 ألف مدني قتلوا في الحرب وأصيب آلاف آخرون.ويلقى باللائمة على المتمردين في وقوع 80 في المئة من القتلى المدنيين هذا العام لكن يرى بعض الأفغان أن وجود القوات الأجنبية هو السبب الرئيسي لمعاناتهم. امتد العنف إلى الغرب والشمال اللذين كانا ينعمان بالهدوء في السابق ونفذ المقاتلون سلسلة من أعمال القتل، كان آخرها اغتيال رئيس أفغاني سابق بينما أحكمت قوات الحلف سيطرتها على معاقل طالبان في الجنوب. واجهت الاستراتيجية الأمريكية في أفغانستان صعوبات بسبب باكستان التي قال أوباما خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض الخميس إنها تقاوم قطع علاقاتها مع "الشخصيات البغيضة" بينما تغطي رهاناتها بخصوص أفغانستان في المستقبل.