يبدأ اليوم السفير هشام بدر، مندوب مصر الدائم لدى المقر الأوروبى للأمم المتحدة فى جنيف، زيارة إلى معسكرات اللاجئين الصوماليين فى كل من كينيا وإثيوبيا، تستمر حتي يوم 29 سبتمبر الجارى، وذلك فى ضوء رئاسة مصر الحالية للدورة 62 للجنة التنفيذية بالمفوضية العليا للاجئين. وترجع أهمية الزيارة إلى أن مصر هى أول دولة عربية تشغل هذا المنصب، حيث تحرص من خلاله على توجيه رسالة إلى المجتمع الدولى بأهمية مساعدة الصومال والشعب الصومالى وعدم تركه فى محنته الحالية. ويصطحب السفير المصرى وفدا من نقابة الأطباء المصرية يضم أربعة أطباء لتقديم الخدمات الطبية للاجئين فى معسكراتهم، كتعبير عملى عن مساندة الصومال. كما تأتى هذه الزيارة فى إطار الجهود المتواصلة التى تقوم بها مصر للتعرف على الأوضاع الحالية للاجئين الصوماليين، والعمل على تلبية احتياجاتهم، خصوصا مع موجة الجفاف التى تضرب منطقة القرن الإفريقى والتى أسفرت عن إعلان الأممالمتحدة عددا من المناطق الصومالية كمناطق مجاعة، مما أضاف أعدادا من اللاجئين الصوماليين بلغ أكثر من 273 ألف لاجئ خلال عام 2011 فقط، ليصل إجمالى اللاجئين الصوماليين إلى أكثر من 900 ألف لاجئ. وقد بلغ إجمالى المساعدات الإنسانية المقدمة من الحكومة والمجتمع المدنى المصرى للصومال نحو 6 ملايين دولار، متمثلة فى معونات غذائية ومهمات للإيواء. وصرح السفير هشام بدر بأن هذه الزيارة تعكس مجددا التزام مصر الراسخ نحو الاضطلاع بمسئولياتها، وفى جميع المناصب الدولية، تجاه حث المجتمع الدولى على التعامل الإيجابى مع قضايا اللاجئين فى العالم العربى وأفريقيا والدول الإسلامية، واجتثاث الأسباب المؤدية لها. وأكد أنه سيبعث برسالة واضحة إلى المجتمع الدولى من معسكرات اللاجئين الصوماليين فى كينيا وأثيوبيا، مفادها أن الوضع الحالى لابد وأن يكون درسا مستفادا بضرورة عدم إهمال الملف الصومالى، والحاجة الملحة إلى تعبئة الجهود من أجل التوصل إلى تسوية شاملة فى الصومال. وأضاف أن الوضع الحالى المتمثل فى وجود أكثر 900 الف لاجئ صومالى، موزعين بشكل رئيسى على كينيا وإثيوبيا واليمن وجيبوتى، هو أمر لا يمكن قبوله أو السكوت عنه أو التراخى فى التعامل معه. وقال إن تلك الزيارة تعد كذلك فرصة لإبراز دور الدول المضيفة للاجئين ومدى تحملها لأعباء ضخمة للتعامل مع تدفق اللاجئين إلى أراضيها، خاصة فى حالتى كينيا وإثيوبيا باعتبارهما من دول القرن الأفريقى المجاورة للصومال، مما يعزز ما تطالب به الدول المضيفة للاجئين بشكل عام مثل مصر من ضرورة مشاركة المجتمع الدولى لها فى تحمل الأعباء الناجمة عن استضافتها للاجئين.