ينشط حاليًا اللوبى الإسرائيلى فى فرنسا للضغط على الرئيس الفرنسى اليمينى نيكولا ساركوزى، لمنعه من الاعتراف بالدولة الفلسطينية، قبل أيام من لجوء الرئيس الفلسطينى محمود عباس للأمم المتحدة، لإقناع المجتمع الدولى بالتصويت لصالح إقامة دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو 1967. وذكرت مجلة "لوجورنال دو ديمانش " الفرنسية أن 110 من نواب الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ، وجهوا رسالة مفتوحة إلى الرئيس ساركوزى، طالبوه فيها بإستخدام حق "الفيتو" فى مجلس الأمن فى حال قرر الرئيس محمود عباس اللجوء إليه للحصول على إعتراف أحادى الجانب بالدولة الفلسطينية. يأتى توقيع هؤلاء النواب على هذه الرسالة بعد حملة قام بها فى البرلمان الفرنسى بغرفتيه كلا من كلود جواسكين، رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية الإسرائيلية بالجمعية الوطنية الذى ينتمى لحزب الإتحاد من أجل الحركة الشعبية (اليمنى الحاكم) وجون - بيير بلانكاد، رئيس جمعية الصداقة الفرنسية الإسرائيلية بمجلس الشيوخ الذى ينتمى للتجمع الديمقراطى والاجتماعى الأوروبى (تجمع برلمانى يضم 18 من نواب مجلس الشيوخ). يشار إلى أن هؤلاء النواب لا يمثلون مع ذلك سوى نسبة 11.8% فقط من إجمالى نواب المجلسين البالغ عدد إعضائهما 925 عضوًا بواقع 577 عضوًا فى الجمعية الوطنية و348 عضوًا فى مجلس الشيوخ، وترجع مع ذلك أهمية هذه الرسالة إلى أنها حظيت بتوقيع نواب من اليمين والوسط واليسار. يذكر أن فرنسا لم تعلن رسميا حتى الآن عن موقفها الرسمى حيال الدولة الفلسطينية المقترحة وتحاول مسك العصا من الوسط، غير أن يوم 23 سبتمبر سيظهر ما إذا كانت فرنسا ستظل مؤيدة لإقامة الدولة الفلسطينية، كما أكد الرئيس ساركوزى أكثر من مرة أم أنها ستخضع للوبى اليهودى الذى يلعب دورًا مهمًا "إلى حد ما" فى تحديد نتيجة الانتخابات الرئاسية الفرنسية التى ستجرى بعد 7 أشهر من الآن. يشار إلى أن اللوبى اليهودى الإسرائيلى فى فرنسا لا يتمتع بنفس قوة النفوذ السياسى الذى يتمتع به اللوبى اليهودى الإسرائيلى فى أمريكا، لكنه يقترب منه فى القوة على المستوى الإعلامى، حيث يمتلك اليهود فى فرنسا العديد من أهم الصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية.