تجمع صباح اليوم أكثر من 8 آلاف من أهالي إدكو، وافترشوا الموقع المخصص لإنشاء شركة لاستخراج الغاز الطبيعي علي شاطئ البحر المتوسط، وإشعال النيران في إطارات الكاوتش القديمة وقطع الحركة المرورية علي الطريق الدولي الساحلي تماما، بعد جلب الشركة لبعض معداتها للبدء في أعمال الإنشاء بحضور عدد من القوات الجيش التي قامت بعمل سلك شائك حول الموقع. كانت شركة الغاز "بريتش بتروليم" قد جلبت بعض اللوادر إلي موقع الأرض المزمع إقامة المشروع عليه، وذلك وسط تواجد مكثف من أفراد القوات البحرية والذين قاموا بفرض طوق أمني حول موقع الشركة ونصب سلك شائك لمنع دخول المواطنين إليها، وفور علم أهالي إدكو توافدت أعداد كبيرة من المواطنين تجاوزت 8 آلاف شخص، وافترشوا أرض الموقع البالغ مساحتها 125 فدانًا على شاطئ البحر، لمنع اللوادر من العمل، وبدي الأمر كما لو كان مرشحًا لحدوث تصادم بين المواطنين وأفراد الجيش لولاً تدخل العقلاء. جدير بالذكر أن تجمع الأهالي، يأتي بعد احتجاجات واسعة شهدتها مدينة إدكو طوال الشهرين الماضيين، وشملت تعليق الرايات السوداء في الميادين العامة وأعلى أسطح المنازل وأعمدة الإنارة، فضلا عن تسيير الجنازات وحمل النعوش الرمزية تعبيرا عن رفضهم للمشروع. وأوضح الدكتور علي محمد علي، المتحدث باسم "ائتلاف القوي الشعبية والوطنية بادكو" ان تجمع الأهالي صباح اليوم بموقع الشركة، يأتي تاكيداً لرفضهم إقامة المشروع، وتمسكهم بالارض التي تعد المتنفس الوحيد لهم علي شاطئ البحر ويستخدمونها كمصيف. وأكد أن الجميع يرفض إقامة المشروع، لكونه لا يبعد سوي 150 مترًا عن الأرض الفضاء المخصصة للتوسع السكني للمدينة، وأشار إلي الآثار السلبية العديدة التي نجمت عن إنشاء شركتين للغاز والبترول بادكو، والتي تمثلت في تدمير البيئة البحرية، وتوقف عشرات المئات من صيادي المدينة عن النزول إلى البحر. وأشار إلي عقد أهالي إدكو لأكثر من مؤتمر شعبي، لتأكيد رفضهم للمشروع، واقترحنا موقعًا بديلًا لشركة الغاز بجوار شركتي البترول والغاز، بما يسمح بتجميع شركات البترول في موقع واحد ويتيح الاستغلال الأمثل للشاطئ لكن قوبل اقتراحنا بالرفض. قال علي "ما أدهشنا إن المحافظ زار الموقع الأسبوع الماضي وتعهد بعدم إقامة أي مشروع يسبب ضررًا للمواطنين ولا يحظي بموافقة شعبية". علي الجانب الآخر، انتقل اللواء أحمد سالم جاد، مدير أمن البحيرة، والمستشار العسكري للمحافظة ورئيس المدينة وعدد كبير من القيادات في محاولة لتهدئة الوضع وحمل الأهالي على إعادة فتح الطريق.