تربط مصر بليبيا علاقات طويلة علي مدي التاريخ قوامها الجوار والدين واللغة واستقرار الكثير من المصريين في دولة ليبيا الشقيقة بعد اكتشاف الثروة البترولية لديهم للعمل والبناء وجمعهما أخيرا الثورة ضد الظلم والانظمة الفاسدة. وقد تطلبت المرحلة بناء أنظمة جديدة للتعاون بعيدة عن فترات الفتور والضبابية في العلاقات بين البلدين في ظل الانظمة السابقة مما كان يعوق حلم التكامل بين الدولتين وخاصة التكامل الاقتصادي. ولقد بدأت هذه العلاقات الطيبة في التحسن مع قدوم النظام السياسي الحالي بالرغم من محاولات الوقيعة من جانب بعض وسائل الاعلام غير المسئولة بين الدولتين الشقيقتين. ولقد اتفقت مصر وليبيا في6 أغسطس2012 خلال زيارة رئيس مجلس الوزراء الليبي لمصر والوفد المرافق له الذي يضم وزراء العمل والاقتصاد والتربية والتعليم والعدل والبحث العلمي والتعليم العالي والزراعة والثروة الحيوانية والمالية ورئيس الاركان الليبي علي تشديد الاجراءات علي المنافذ الحدودية المشتركة لمنع عمليات تهريب البضائع والسلع التي تؤثر سلبا علي الصناعات المحلية بالبلدين بجانب تأثيرها السلبي علي ايرادات مصر من الرسوم الجمركية والضرائب والاستعانة بالخبرة المصرية في مجالات المقاولات لاعادة اعمار ليبيا واقامة مشروعات البنية التحتية والطرق وبحث زيادة التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة بين البلدين حيث تأتي ليبيا في المرتبة الثامنة بين الدول المستثمرة في مصر وذلك بإجمالي مساهمات في رأس المال المصدر بلغت2.3 مليار دولار بما يعكس نشاط519 شركة تعمل في مصر بالقطاعات الزراعية والمالية والسياحية واخيرا اللقاء الذي تم بين الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء الليبي لاستكمال التفاهم ووضع أسس راسخة للعلاقات المتبادلة. ويؤكد الدكتور محمود عبدالحي استاذ الاقتصاد الدولي بمعهد التخطيط القومي ان الحرص علي تقوية العلاقة بين الدولتين الجارتين هو في الاساس تحقيق مصلحة مشتركة للطرفين ولا يجب ان ننظر كما كان ينظر النظام السابق لدولة الجوار علي انها دولة بترولية فقط يعمل بها مليون عامل مصري وستستفيد مصر بتمويل مدخراتهم, ولكننا يجب ان نبحث عن مشروعات مشتركة كإنشاء مشروعات في مجال التصنيع كتصنيع الادوية واستصلاح واستزراع الاراضي الصحراوية كذلك انشاء محطات لتوليد الطاقة الشمسية. في العموم نحن نحتاج الي نمط جديد من التفكير لجني المزيد من ثمار الثورة في البلدين وبناء أسس جديدة في العلاقات بين الدولتين لا تتأثر بالاهواء السياسية. ويري الدكتور رشاد عبده استاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة ورئيس منتدي الدراسات الاقتصادية نحن لانزال علي تفاؤل بثورات الربيع العربي علي الاقل في التعاون الاقتصادي ومطلوب من مصر بعد الثورة الانفتاح علي دول الربيع العربي, ليبيا وتونس وشاهدنا زيارة الوفد المصري برئاسة الدكتور هشام قنديل للعراق واحداث تفاعل لا بأس به بين الدولتين ومطلوب توسيع هذه العلاقات بين مصر وكافة الدول العربية والاسلامية والعالم أجمع, واذا تحدثنا عن الجانب الليبي فهناك مليون مصري يعملون في ليبيا, ومانصبو اليه تحقيق التكامل والتعاون اكثر بين الدولتين وذلك بتكثيف الزيارات الحكومية بين الجانبين لوضع اسس للتعاون بشكل عام والتعاون الاقتصادي بصورة خاصة حيث من المنتظر ان يكون لمصر دور أكبر في اعادة الاعمار في ليبيا لعمق العلاقات بين البلدين. ويقول الدكتور محمد البلتاجي رئيس مجلس ادارة الجمعية المصرية للتمويل الاسلامي إن من الاهمية اعادة هيكل العلاقات بين مصر وليبيا واذابة اي خلافات اولا بأولا واعتقد اننا في أمس الحاجة لهذا التكامل خاصة أن الدولة الشقيقة ليبيا تحتاج بعد الثورة وما احدثه النظام السابق فيها من دمار الي اعادة مرافق وعمل بنية تحتية ولدينا شركات مصرية متخصصة في ذلك وتعرف طبيعة العمل في مصر وليبيا*