تستضيف صفحة الفن التشكيلى فنانة من رواد الزمن الجميل، ألا وهى الفنانة وسام عباس فهمى، حيث عرفت أعمالها التصويرية بارتباطها الشديد بالطبيعة، التى مرت بعدة مراحل منها مرحلة اعتمدت على رؤية تشكيلية، حيث تركيبات البيوت والأشجار والنخيل فى اتجاه أقرب إلى التجريد. ونعرض بعض أعمالها لفن البورتريه التى استغرقت فترة من حياتها الفنية منها لوحة لابنتها الفنانة راندا فؤاد وهى طفلة، التى ورثت منها صفاء الألوان وبهجتها، وهى واحدة من مرحلة الستينيات، وهى لفتاة صغيرة ترتدى رداء أصفر اللون ممسكة بمجموعة من الزهور تعبر عن براءة الطفولة وجمالها وتتدلى ضفائر شعرها لتنقلنا إلى براءة الطفولة وروعتها. وأيضا قدمت الفنانة وسام خلال تلك المرحلة لوحة باسم «الشيخ» قد برعت فى إبراز ملامح رجل مسن يرتدى طربوشا أحمر اللون يشع ضوءا داخل اللوحة. ومرحلة الوسط وهى مرحلة السبعينيات نأخذ منها «بورتريه» لسيدة أرستقراطية جالسة وقد ارتدت رداء أنيقا غامق اللون وقد اهتمت الفنانة بتفاصيل الملامح والأطراف التى نقلت لنا حالة من التعبير التأملى، قد سرحت بعينيها إلى آفاق بعيدة، وقد أحيطت بهالة من الضوء فى خلفية العمل. والبورتريه الأخير لحفيدة الفنانة وسام «لينا عبد الغفار» وهى من مرحلة التسعينيات ونلاحظ تأثرها بالفن المصرى القديم، وقد استخدمت الرموز الفرعونية بشكل شفاف فى خلفية العمل، وقد ارتدت رداء أبيض حالما يعبر عن الصفاء الروحى والوجدانى. وتعد وسام فهمى مع زميلاتها اللائى سبقنها مثل إنجى أفلاطون وجاذبية سرى وزينب عبد العزيز من الفنانات الرائدات اللائى شكلن الحركة التشكيلية فى مصر . يقول عنها الناقد الراحل الكبير حسن بيكار: «وسام لها بوتقة ألوان خاصة بها تسبح فى بحور الألوان، والفرشاة فى يديها لعبة تحركها ببراءة طفولية فى دوامة الألوان الرائعة، إن وسام فهمى ترسم الأحلام وهى مستيقظة وترسم مشاهد من فوق السحاب وهى فوق الأرض». الناقد الراحل مختار العطار يقول عنها: «استطاعت الفنانة وسام بلغتها التشكيلية أن تؤكد عظمة الطبيعة وتكشف عن جلال وهيبة المعمار الشرقى، احتار المتلقى بين الطابع الموسيقى والتشخيصى الذى يبدو غير واقعى ويشع حيوية يعمره إحساس فريد بعظمة المكان. والفنانة تخرجت فى «ليوناردو دافنشى عام 1965 وقدمت أكثر من 18 معرضا خاصا فى كل من القاهرة وفرنسا وبلجيكا وهولندا ومارسيليا والولايات المتحدةالأمريكية، ولها مقتنيات عديدة فى كل من يوغوسلافيا والمغرب وتركيا وأمريكا.