لم يكن من قبيل المبالغة أن وضعت هذا العنوان فى هذا التوقيت الذى نمر به على أرض مصر ومنذ قيام ثورة الشباب ونحن نتحدث ونناقش ونصطدم ونتحاور وكأننا مجتمع يبنى من جديد ونضع له الأسس والمعايير وكأنه فقدها، إن هذا المجتمع أيها السادة مستمر وله جذور حتى لو شئنا اصلاحها أو حتى تغييرها يجب ألا ننسى أننا كنا هنا وسنظل هنا. فلنترك الأحاديث والكلمات والحوارات لأهلها نسمعها نتابعها نعلق عليها ولكن لا تشغلنا عن العمل لمصر وأبنائها وأنفسنا أيضاً. هذه المقدمة لا أقصد بها أحداً بذاته ولكنى أخاطب الجميع هيا بنا نعمل. رغم إعجابى بإعلانات البنوك التى تدعو الشباب للحصول على القروض اللازمة لعمل مشروعات الشباب فى المجال الذى يهواه ويحبه فأبديت استغرابى من إحجام الشباب حتى إنه يحتاج إلى دعوة وإعلانات تكلف البنوك الشىء الكثير. وأنا بشكل خاص تعلمت من الحياة الكثير وأحد أهم الأشياء ألا أحكم إلا بعد أن أنظر إلى الوجه المقابل وأرى وجهة نظرة فى هذا الموضوع. ولقد قمت بالاتصال بالخبراء والمختصين وبعض الشباب الذى يبحث عن فرصة عمل وفى مقر جمعية الصناع المصريون قمنا بأكثر من لقاء. ويا هول ما سمعت من الشباب أصحاب التجربة فى الحصول على القروض وتخيلوا معى المتاهات التى يقابلها والأوراق والضمانات المطلوبة فى أول خطواته نحو بدء الحياة والتحول من كلمة عاطل إلى إنسان منتج يستطيع أن يعتمد على نفسه وتكوين أسرة وبيت ويتحمل مسئولياته بدلاً من الشكوى والتظاهر وزيادة أعباء الدولة بما لا يطاق. لقد فتح الشباب قلبهم وتحدثوا بصراحة أرجو أن تتحملوها كما تحملتها ونتفهمها ونقدرها. فى البداية إننا شباب مصر وأبناؤكم فعللوا لنا ما نقرأه فى مانشتات الصحف عن المعونات والهبات والقروض بمئات الملايين من الدولارات والموجهة للقضاء على البطالة وتشغيل الشباب أين تذهب؟ ... إن أكثر ما يواجهنا عند بداية الخطوة الأولى التعامل معنا بتعال واستهجان وتثبيط للهمم فنحن فى نظر مانحى القروض: دائما لصوص حتى يثبت العكس ونقوم بسداد القرض وفوائده. أو أن يطلب منا مجموعة من الضامنين المتضامنين ذوى الحيثية الذين يمكن الرجوع إليهم وحبسهم إذا ما واجهتنا ظروف خارجة عن الإرادة وتأخرنا قسطاً واحداً. أننا عديمو الخبرة فاسمعوا لنصائحنا وإلا فسيكون الفشل حليفكم. دراسات الجدوى المطلوب تقديمها لاستلام القرض والترخيصات اللازمة من المحليات والتعامل مع التأمينات والضرائب التى تستهلك نصف القرض قبل أن تبدأ. الفوائد المحددة للقرض وهى عالية جدا وليست هناك فترة سماح عند بداية المشروع سواء للفائدة أو الأقساط حتى يقف المشروع ويبدأ فى تحقيق الثمار. عدم تفضيل منتجات الشباب رغم جودتها وعدم قدرتهم على المنافسة أو الدخول فى المناقصات أو التعامل مع البنوك لعدم وجود سابقات أعمال. عدم توفير أسواق مجمعة للشباب فى كل محافظة وعدم القدرة على الاشتراك فى المعارض. كل المصانع فى مصر تعتمد على إنتاج منتجاتها كاملة وليس للصناعات المغذية مكان لتشجيع الشباب عليها. نكبلهم ونلقيهم فى اليم ونلومهم لماذا لم يسبحوا رئيس جمعية الصناع المصريون