رصدت الاستخبارات الهولندية نشاط قراصنة روس، وأبلغت نظيرتها الأمريكية بأن هؤلاء تمكنوا من كشف "آلاف" الرسائل الإلكترونية للحزب الديمقراطي قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في العام 2016، بحسب تقارير إعلامية هولندية. وأوردت صحيفة "فولكسكرانت" الهولندية اليوم الجمعة 26 يناير 2018 وبرنامج "نيوسور" الإخباري التلفزيوني أن هيئة الاستخبارات الوطنية الهولندية كانت تراقب مجموعة قراصنة معروفة باسم "كوزي بير" منذ العام 2014.
وتمكن العاملون في جهاز الاستخبارات الهولندي من اختراق الشبكة التي كان يديرها القراصنة من مبنى جامعي بالقرب من الساحة الحمراء في موسكو، حتى أنهم تمكنوا من الوصول إلى كاميرات مراقبة الغرفة.
وتابعت الصحيفة نقلا عن مصادر أمريكية وهولندية لم تسمها "كان بوسع الاستخبارات أن ترى ماذا يفعله الروس وأيضا من يقوم بذلك". وأبلغت الاستخبارات الهولندية نظيرتها الأمريكية بالأمر عندما رصدت في العام 2015 "قراصنة روسا وهم يخترقون معلومات مسئولين في الحزب الديموقراطي وينقلون آلاف الرسائل الالكترونية والوثائق"، بحسب الصحيفة.
ومضت الصحيفة تقول "إلا أن الأمر تطلب أشهرا قبل أن تدرك الولاياتالمتحدة معنى ما يحصل، (وذلك) بأن الروس تدخلوا في الانتخابات الأمريكية عبر عمليات القرصنة هذه وأن عملاء الاستخبارات الهولندية شاهدوا ذلك بأعينهم". وتدور شبهات كثيرة بأن "كوزي بير" وراء التدخل في الانتخابات الأمريكية التي فاز بها الرئيس الحالي دونالد ترامب.
ومع أن ترامب نفى بشدة أي تواطؤ بين فريقه والكرملين إلا أنه يخضع للتحقيق من قبل المدعي المستقل روبرت مولر الذي يحقق في الشبهات بحصول تواطؤ بين الفريق الانتخابي لترامب والكرملين خلال الاقتراع الرئاسي في 2016، وهو ما نفاه ترامب مرارا واعتبره تعديا على شرعية رئاسته.
ويحاول مولر أيضا كشف ما إذا كان الرئيس حاول عرقلة عمل القضاء باقالته المدير السابق ل"اف بي آي" جيمس كومي في مايو 2017.
ورفضت متحدثة باسم الاستخبارات الهولندية تأكيد المعلومات التي أوردتها وسائل الإعلام الهولندية وقالت "لا نعلق أبدا على العمليات". غير أن وكالات الاستخبارات الأمريكية أكدت "بثقة كبيرة" أن الكرملين وراء الهجوم المعلوماتي على الحزب الديمقراطي.
وكتبت "فولكسكرانت" أن "هذه الثقة مردها تمكن عملاء هولنديين من اختراق المكان المستخدم كمكتب في وسط موسكو على مدى سنوات"، وذلك نقلا عن مصادر قالت إن هولندا أعطت "أدلة تقنية" على حصول الهجوم الالكتروني على الحزب الديمقراطي.