وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأربعاء إلى بكين في زيارة رسمية هي الأولى له في الصين ، ومن المتوقع أن يجري خلالها مباحثات حول التجارة ويستميل نظيره الصيني شي جينبينج لبذل المزيد في مواجهة كوريا الشمالية . ووصل ترامب وزوجته السيدة الأولى ميلانيا ترامب إلى بكين لبدء الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام . ومن المقرر أن يلتقيا خلالها الرئيس الصيني شي وزوجته بينج ليوان لتناول الشاي قبل التجول في القصر الإمبراطوري "المدينة المحرمة" وسط بكين وحضور حفل أوبرالي. ويختتم اليوم الأول من الزيارة بمأدبة عشاء رسمية . وتأتي زيارة ترامب للصين في إطار جولته الرئاسية الآسيوية الأولى التي شملت اليابانوكوريا الجنوبية وسوف تشمل أيضا فيتنام والفلبين. وقبل وصوله إلى بكين بساعات فقط ، أدلى ترامب بخطاب قوي في كوريا الجنوبية دعا خلاله كوريا الشمالية إلى التخلي عن برامجها النووية والصاروخية، كما دعا الصين وروسيا إلى سياسة العزل ضد حكومة بيونجيانج. وحث ترامب بكين وموسكو على "قطع جميع العلاقات" مع بيونجيانج ، بما فيها العلاقات الدبلوماسية ، وذلك خلال خطابه أمام البرلمان الكوري الجنوبي. وقال ترامب "بالنسبة لتلك الدول التي تختار تجاهل هذا التهديد ... ثقل هذه الأزمة سوف يقع على ضميركم". وكانت الصين قد اقترحت "نهجا مزدوجا" في التعامل مع بيونجيانج ، والذي يشمل تعليق الحكومة الكورية الشمالية لتطوير الأسلحة النووية في الوقت الذي توقف فيه الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية تدريباتهما العسكرية المشتركة التي تستهدف بيونجيانج. ورفض مسئولو الولاياتالمتحدة هذا الاقتراح في الماضي ، ودعوا إلى عقوبات أقوى ضد بيونجيانج. وسوف تكون التجارة أيضا من بين القضايا المهمة الاخرى التي يبحثها ترامب خلال زيارته للصين. ولطالما اتهم ترامب الصين بسرقة وظائف أمريكية ودعا بكين إلى تقليل عجز التجارة مع الولاياتالمتحدة. وتشير التوقعات الى ان الصفقات التى سيتم ابرامها بين الشركات الامريكيةوالصينية تقدر بمليارات الدولارات. وكان تسوى تيان كاي، السفير الصينى لدى الولاياتالمتحدة قد تحدث عن هذا الموضوع في تصريحات ادلي بها في واشنطن مؤخرا وذكر ان الصين مستعدة لشراء المزيد من المنتجات الامريكية.. وقال انه اذا تمكن الجانب الامريكى من رفع بعض القيود التى وضعها على الصادرات الى السوق الصينية من منتجات التكنولوجيا الفائقة للاستخدام المدنى فان ذلك قد يزيد كثيرا من الصادرات الامريكية ويقطع شوطا طويلا نحو تحقيق التوازن في ميزان التجارة البينية. وفي تصريحات صحفية ادلي بها المتحدث بإسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ منذ ايام قليلة قال فيها ان شي وترامب سيتبادلان خلال محادثاتهما وجهات النظر المتعمقة حول العلاقات الصينيةالامريكية والقضايا الدولية والاقليمية محل الاهتمام المشترك. واكد ان الصين مستعدة لبذل جهود مشتركة مع الولاياتالمتحدة لتحقيق نتائج هامة من خلال تلك القمة من اجل تنمية العلاقات الثنائية واعطاءها قوة دفع جديدة. وبمناسبة زيارة ترامب قامت وكالة شينخوا الصينية الرسمية أمس بنشر تقرير يحتوى علي بعض الحقائق والأرقام حول العلاقات الاقتصادية الصينيةالأمريكية اشارت فيه الى انه فى الفصول الثلاثة الأولى من العام 2017 زادت التجارة الثنائية بنسبة 13.7 فى المائة سنويا لتصل إلى 422.64 مليار دولار أمريكى، حيث حققت صادرات الصين إلى الولاياتالمتحدة نموا بنسبة 11.5 فى المائة فى حين تفوقت عليها الواردات من الولاياتالمتحدة التى حققت تقريبا نسبة 20 فى المائة . وبحسب التقرير أصبحت الصين اكبر شريك تجارى للولايات المتحدة فى الوقت الذى اصبحت فيه الولاياتالمتحدة ثانى اكبر شريك للصين.. وارتفعت التجارة الثنائية الى 519.6 مليار دولار فى عام 2016 من 2.5 مليار دولار فى عام 1979 عندما اقامت الدولتان العلاقات الدبلوماسية بينهما . وافاد التقرير بأن الصين تلقت 26 فى المائة من صادرات الولاياتالمتحدة من الطائرات من طراز بوينج و 56 فى المائة من حبوب الصويا و16 فى المائة من السيارات و 15 فى المائة من المنتجات الزراعية و 15 فى المائة من الدوائر المتكاملة . الى انه خلال العقد الماضى زادت الصادرات الامريكية الى الصين بنسبة 11 فى المائة سنويا فى المتوسط فى الوقت الذى ارتفعت فيه صادرات الصين الى الولاياتالمتحدة بنسبة 6.6 فى المائة فقط. وقالت الوكالة في تقريرها انه وبالرغم من أن الصين مازالت تشهد فائضا تجاريا مع الولاياتالمتحدة فإن ذلك لا يعنى ان الصين تستفيد فى الوقت الذى تخسر فيه الولاياتالمتحدة، حيث ان ما يقرب من 40 فى المائة من الفائض التجارى يولد فعليا من شركات امريكية فى الصين كما ان التجارة مع الصين تساعد كل أسرة أمريكية على توفير 850 دولارا كل عام، مشيرة الى انه فى عام 2015 حققت التجارة الثنائية والاستثمار المتبادل 2.6 مليون وظيفة للولايات المتحدة . ونوهت بالنشاط الذي يشهده الاستثمار البينى بين الصينوالولاياتالمتحدة حيث بلغ الاستثمار غير المالى من الشركات الصينية فى الولاياتالمتحدة فى مجمله نحو 50 مليار دولار بنهاية 2016 فى الوقت الذى استثمرت فيه الشركات الأمريكية ما يقرب من 80 مليار دولار فى 67 ألف مشروع فى الصين.