قال السفير التركى بالقاهرة حسين عونى بوصطالى إن مصر تمثل أولوية كبيرة كشريك استراتيجى لبلاده، مؤكدا أن حجم الاستثمارات معها سيصل الى نحو 5 مليارات دولار خلال السنوات القليلة المقبلة، مؤكدا أن تركيا أصبحت الآن قادرة بل وحريصة على تقاسم خبرتها مع الدول الصديقة الأخرى وتوسيع شراكاتها وبدأت هذا الأمر مع مصر جاء ذلك بمناسبة مرور 89 عاما على إعلان الجمهورية التركية وقال إن بلاده تحتفل هذا العام بهذه الذكرى التاسعة لقيام الدولة الجديدة، ولم يعد يتبق سوى 11 عاما حتى يحتفل الأتراك بالذكرى المئوية لإعلان الجمهورية، مشيرا الى أن تركيا استطاعت النهوض من بين ركام إمبراطورية منهارة لتتحول إلى ديمقراطية برلمانية سليمة وسريعة النمو ولفت الى أنها أصبح فى استطاعتها أن تحتل المركز السابع عشر عالمياً والسادس أوروبيا من الناحية الاقتصادية بل وأصبحت أكبر الأسواق على مستوى منطقتنا والأكثر اندماجاً فى النظام الاقتصادى العالمى وشدد بوصطالى على أن مصر تتمتع بالأولوية الأعلى لتصبح شريكا إستراتيجيا لتركيا، ليس فقط من وجهة نظر ثنائية، ولكن أيضا كبوابة إقليمية ومتكاملة إلى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وتابع:نحن ممتنون للقيادة والشعب المصرى للشراكة التى أقاموها مع تركيا فى المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ونعتقد أن الشراكة بيننا هى التى سوف تضاعف الفرص المتبادلة وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون الثنائى والإقليمى والدولى وقال اننا نؤمن بأن تركيا ومصر سيكون بينهما تعاون أقوى تلبية للاحتياجات الخاصة بهما وكذا احتياجات الدول والشعوب المجاورة وينبغى أن نعمل بعزم وإصرار لإعادة اكتشاف وإحياء تراثنا الثقافى المشترك الذى بالتأكيد سوف يقدم لنا قدراً هائلاً من مساحات التعاضد والتعاون وأكد بوصطالى أن الشعب التركى يتفهم تماماً تطلعات وتوقعات الأشقاء المصريين بل والصعوبات التى تواجههم، نحن نعلم بالتغييرات المؤلمة التى تحدث فى الموازين الإقليمية والدولية، ولكننا أيضا واثقون من أن حكومة وشعب مصر لن يستطيعوا فقط أن يتغلبوا على القيود، ولكنهم أيضا سوف يخلقون نموذجا وتجربة فريدة وناجحة لإلهام دول وشعوب أخرى فى المنطقة نحو الديمقراطية ونحو حريات أكبر ونحو دولة القانون والعدالة والازدهار وتابع : نحن نتفهم تماما أن يكون لدى بعض الدوائر شكوك حول جدوى ومدى استمرارية التضامن والشراكة بين دولتينا الناميتين وردنا على تلك الشكوك هو قرارنا والتزامنا بالاستثمار فى مصر المستقبل، لافتا الى أن الحكومة التركية تعهدت من جانبها مؤخرا بتقديم حزمة اقتصادية تبلغ قيمتها 2 مليار دولار لمساندة إحياء وتحقيق الاستقرار للاقتصاد المصرى وقد تعهدت بذلك الالتزام دون أى شروط مسبقة وأكد السفير التركى أنه عندما وقع البلدان اتفاقية التجارة الحرة فى عام 2005، كانت تجارتهما الثنائية وقتها تقدر بأقل من 500 مليون دولار ودخل الاتفاق حيز التنفيذ فى عام 2007وهذا العام، الذى يشهد العام الخامس لتطبيق الاتفاقية سوف تصل تجارتنا، بل ومن الممكن أن تتجاوز ال5 مليارات دولار ولفت الى أنه: قبل خمس سنوات كانت الاستثمارات التركية فى مصر غير موجودة بل وعاطلة أما اليوم، فنحن نتحدث عن ثلاثمائة مالك لمشروعات تجارية وأكثر من مائة مصنع تقوم بتوظيف خمسين ألف عامل مصرى باستثمارات تبلغ 1،5مليار دولار، وتضخ ما لا يقل عن500 مليون دولار من القيمة المضافة جالبة مئات الملايين من عائدات التصدير إلى الاقتصاد المصرى ونوه بأن رجال الأعمال الأتراك أصبحوا مصرين من خلال إعادة استثمار أرباحهم مرة أخرى فى مصر وإنهم يستثمرون فى مستقبل هذا البلد وإستراتيجيتهم هى النمو وبناء المستقبل معا إذا لم تكن هذه الرؤية مستدامة فأى رؤية هى إذن؟ وقال إنه يؤمن بأن القرن الحادى والعشرين سوف تظهر كل من أرض النيل وأرض الأناضول القدرة والإصرار على العمل كشريكين متضامنين ليس فقط نحو مستقبل أكثر ازدهارا من أجل الأجيال القادمة ولكن أيضا نحو الحد من التوترات و الخلافات السياسية والثقافية الراهنة، لتعزيز الجسور القائمة وبناء قنوات جديدة بين الحضارات والثقافات والأديان وختم السفير بقوله:وكما أكرر فى كل مناسبة بأنه كما سبق وفعل المصريون أكثر من مرة على مر التاريخ من خلال بناء الأهرامات وحفر قناة السويس،فإنه عندما يتقارب الشعبان التركى والمصرى بعضهما ببعض، فسوف تكون القارات بدورها أكثر تقارباً وسوف تهدأ الصراعات وبالتالى يتوفر ويزدهر مرة أخرى مناخ جديد للأعمال والتنمية حيث تسطع الشمس ببريق أكبر فى سماء البحر الأبيض المتوسط وقال إنه وقد شرفت فترة عمله التى استمرت لمدة ثلاث سنوات فى مصر الرائعة على الانتهاء، فإننى وأسرتى سوف نغادرها قريباً حاملين معنا الذكريات الجميلة والشعور بالنعمة التى حظينا بها فى صورة الحب الذى أظهرته لنا كافة فئات المجتمع والحكومة والقيادة المصرية وحيث إننا شربنا من مياه النيل ونعمنا بها، فإننا نرجو من كل قلبنا وبكل السعادة تحقُق المقولة التقليدية "بأننا سوف نعود ثانية إلى مصر بطريقة أو أخرى" وإننى أكرر مرة أخرى شعارى:"مصر وتركيا يد واحدة" من أجل عالم أكثر ازدهارا واستقرارا