على الرغم من نجاح جهود رئيسة الوزراء البريطانية فى امرار التصويت الاولى لقانون بريكست ,حيث حصل على 326 صوتا مقابل 290 صوتا ,الاان المعركة لازالت محتدمة نتيجة المعارضة داخل حزبها وكذلك حزب العمال والحزب الليبرالى,حيث وصفت مصادر الحزب الاخير, التصويت بانه يوم اسود فى تاريخ –ام البرلمانات- اماحزب العمال المعارض وعلى الرغم من تصويت سبعه من اعضاءه لصالحه,الاانهم يرون انها خطوة تكتيكية لطرحه على الاستفتاء العام بعد ذلك,ويرى المعارضون من حزب المحافظين ,ان القانون ضعيف ومحبط ويحتاج الى تعديلات لابد منها. وتعد الضغوط الاقتصادية التى اعقبت قرار الانسحاب ,تحدى اخر يواجه تريزا ماى,حيث ارتفع معدل التضخم خلال شهر اغسطس الى 2,9 فى المائة مقابل 2,6 ف فىى المائة خلال شهر يوليو وكانت التقديرات تشير الى عدم تجاوزه 2,8.ويعزى هذا الارتفاع الى انخفاض قيمة الجنيه الاسترلينى بعد قرار الانسحاب وارتفاع اسعار السلع والخدمات وكذلك الرعاية الصحية ونفقات النقل.وتشير بيانات مكتب الاحصاءات الى ان ادخال مصاريف الصيانة والمواد الاولية والوقود يدعم التوقع بارتفاع معدل التضخم الى 3 فى المائة لعام 2017 . وترتيبا على ذلك اوضحت مصادر بنك انجلترا ,الى احتمالية رفع اسعار الفائدة من ربع الى نصف فى المائة والتوقف التدريجى عن سياسة دعم الجهاز المصرفى التى اتبعت فى اعقاب الازمة المالية العالمية,وان كانت هناك معارضة من خمس اعضاء مقابل 3 ثلاث اعضاء فى لجنة السياسات المالية بالبنك. ومع تزايد الاسعار وارتفاع ارقام النازحيين من بريطانيا والعودة الى بلدانهم فى اوروبا الموحدة,واجه الاقتصاد البريطانى بمطالب متزايده تدعوا الى ارتفاع الاجور لمواجهة التضخم وتعويض تناقص العمالة الاوروبية المغادرة,بل ان العمالة الاوروبية الحالية تطالب برفع اجورها لتعويض حالة عدم الاستقرار فى ظروفها المعيشية واحتمالات مغادرتها بين لحظة واخرى.وتعد حالة شركات السيارات المنتجة لجاجوار ولاند روفر ابرز الامثلة فى هذا الصدد,حيث اعلنت نقص العمالة الفنية مما قد يؤثر على انتاجها. وفى هذا السياق ,يمكن تفسير الجهود التى تبذلها ماى لدى الرئيس الامريكى دونالد ترامب ,لعدم عرقلة صفقة الطائرات التى تعاقدت عليها الخطوط الجوية –دالتا- مع الشركة المنتجة لطائرات الركاب بومباديرا ,التى تبلغ 113 طائرة,نتيجة معارضة شركة بيونج الامريكية التى ترى فى الصفقة اخلال بمبدأ المنافسة حيث ستقدم الحكومة البريطانية قرضا ماليا الى المصانع المنتجه فى بلفاست,وهو امر ضرورى من وجهة النظر البريطانية لاعتبارات تنشيط الاقتصاد وزيادة فرص العمل وكذلك الاعتبارات السياسية,فهل يستجيب ترامب لطلب الحليف الامين؟ ام يترك ماى فى عواصف السياسة والاقتصاد؟.