وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى باريس يوم الخميس سعيا لإيجاد أرضية مشتركة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في وقت يواجه فيه انتقادات حامية في الداخل فيما يتعلق باتصالاته مع روسيا وفي الخارج فيما يتصل بتغير المناخ والتجارة. وبعد بداية شائكة للعلاقات بينهما، يجد كل منهما الآن ما يدعوه لتحسين الصلات.. فماكرون يأمل في النهوض بدور فرنسا في الشئون العالمية، وترامب الذي يبدو منعزلا بين زعماء العالم يحتاج صديقا في الخارج. وبعد أسابيع من استقبال ماكرون للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر فرساي، سيحضر ترامب يوم الجمعة عرضا عسكريا في ذكرى يوم الباستيل وكذلك الاحتفالات بمرور 100 عام على دخول القوات الأمريكية الحرب العالمية الأولى. وستركز المحادثات على المساعي الدبلوماسية والعسكرية المشتركة، لكن مسئولا في الإليزيه قال إن ماكرون لن يتردد في التطرق إلى قضايا أكثر صعوبة. ولم يجتذب ترامب أصدقاء كثيرين في أوروبا لأسباب منها رفضه اتفاق باريس لتغير المناخ وموقفه من التجارة القائم على أساس شعار (أمريكا أولا). ويقول مساعدون للرئيس الفرنسي إنه لا يريد أن يشعر ترامب بأنه في وضع صعب. وقال كريستوف كاستانيه المتحدث باسم الحكومة الفرنسية لتلفزيون (بي.اف.ام) "ما يريد إيمانويل ماكرون أن يفعله هو إعادة ترامب إلى الدائرة بحيث لا تستبعد الولاياتالمتحدة التي لا تزال القوة العظمى في العالم". ولدى وصوله إلى باريس توجه ترامب مباشرة إلى مقر إقامة السفير الأمريكي حيث سيتناول الغداء مع مسئولين عسكريين أمريكيين كبار قبل أن يجتمع مع ماكرون في فندق ليزانفاليد وهو مجمع واسع يعود للقرن السابع عشر دفن فيه نابليون بونابرت وشخصيات محاربة أخرى اشتهرت في التاريخ. وسيتناول الرئيسان بعد ذلك العشاء مع زوجتيهما في مطعم بالطابق الثاني من برج إيفل. وقال مسئول الإليزيه إن الرمزية واضحة: "باريس لا تزال باريس". وكان ترامب قد قال خلال حملته الانتخابية إن موجة هجمات المتشددين تظهر أن "فرنسا لم تعد فرنسا" وحث الفرنسيين على انتهاج موقف صارم إزاء الهجرة والجهاديين. وقال مسئول بالبيت الأبيض يوم الثلاثاء إن ترامب وماكرون سيتناولان في لقائهما الحرب الدائرة في سوريا وكذلك مكافحة الإرهاب. وقال مسئول الإليزيه "ليس لدي شك في أن الرئيسين سيتحدثان عن الأعمال العسكرية في سوريا وسيتطرقان إلى المستقبل". وتابع "قال ماكرون من قبل إن العمل العسكري غير كاف وإن علينا أن نخطط للتنمية والاستقرار". وإلى جانب سوريا والشرق الأوسط قال مسئول الإليزيه إن ماكرون سيحاول أيضا إقناع ترامب بالمساهمة بصورة أكبر في تمويل قوة عسكرية جديدة من دول غرب أفريقيا لقتال المتشددين في منطقة الساحل التي تريد فرنسا إنهاء وجودها العسكري فيه.