كان من المفترض أن يتم افتتاح «المتحف المصرى الكبير» الذى يبلغ إجمالى تكلفته 1.1 مليار دولار منذ العام الماضى، ولكن حتى الآن تم الانتهاء من 60٪ من الإنشاءات ومازال الباقى متوقفا. نظرا للأحداث المتلاحقة التى مرت بها مصر فى الأعوام الأخيرة. واهتم مجلس الوزراء بالانتهاء من المشروع لما له من أهمية اقتصادية بالغة وجذب سياحى وتنمية للمنطقة المجاورة للمتحف ونواح أخرى متعددة، ولذلك انتقل المجلس برئاسة المهندس إبراهيم محلب وعقد جلسة خاصة فى إحدى قاعات الجزء المنتهى من المتحف منذ حوالى اسبوعين، للوصول إلى حل لاستكمال ذلك به وافتتاحه. وقد علمت «الاقتصادى» ان المتحف يحتاج الى قرض ميسر ثان بمبلغ 400 مليون دولار من هيئة التعاون اليابانية «جايكا» وذلك بعد القرض الأول الذى تم الحصول عليه بمبلغ 300 مليون دولار من نفس الهيئة، وقد بدأ الحديث عن هذه الدفعة الثانية من القرض منذ عام تقريبا، بدون إجراءات رسمية. وعن تحقيق هذا المطلب قال الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار إن طلب قرضا بمبلغ 400 مليون دولار من هيئة التعاون اليابانية يحتاج إلى وقت للدراسة والمفاوضات الودية، وبالفعل فقد تم عمل هذه الدراسة من جانب المتحف المصرى الكبير بوزارة الآثار، ووجهنا هذا الملف إلى وزارة التعاون الدولى للاكتمال لارساله إلى «جايكا»، وذلك بعد أن حصلنا على موافقة مجلس الوزراء على أن يفتتح جزء أساسى من المتحف فى مايو 8102 وأضاف الوزير: نعمل الآن على محورين بالتوازى، الجانب الإنشائى من ناحية ونقل الآثار وعمليات ترميمها وإعدادها من ناحية أخرى، على أن تنتهى الإنشاءات فى هذه المرحلة فى عام 2017، ثم توضع الآثار للعرض وتكون جاهزة فى عام 2018 وكللت هذه المفاوضات والجلسات بانعقاد «مؤتمر المتحف المصرى الكبير الدولى الأول - عن توت عنخ آمون» فى 10 مايو الجارى بمتحف الحضارة بالفسطاط، حيث مجموعة توت عنخ آمون ستمثل الجزء الرئيسى من المعروضات فى الجزء الأول من المتحف الكبير. وصرح الوزير بأنه سينتج عن هذا المؤتمر أبحاث للنشر العلمى وعمل كتالوج بها للمتحف، وكذلك ستتم دراسة الإعداد وطرق العرض لمجموعة توت عنخ آمون التى ستعرض كاملة فى المتحف، وهناك شركة متخصصة فى العرض المتحفى ولها سابقة أعمال وحاليا ندرس هذا الأمر. وقال الدكتور طارق توفيق مدير المتحف المصرى الكبير: مع الظروف السياسة التى مرت بها مصر فى الفترة السابقة فقد شاب المشروع البطء إلى جانب أنه اتضح أن كل جهة فى المشروع تعمل بمنأى عن الجهة الأخرى وكأننا فى جزر منعزلة وهذا كان سينبئ بحدوث مشاكل مستقبلا، ونسعى لافتتاح جزئى للمتحف عام - 2018 إذا ما أمكن تأمين التمويل - وقد تم اتخاذ قرارات لتمويل جزء من المشروع من مجلس الوزراء بمبلغ 284 مليون جنيه يتم الإفراج عنها فورا للمشروع ليقوم بالتزاماته المختلفة وبصفة أساسية تجاه شركتى الإنشاءات وإحداهما مصرية والأخرى بلجيكية بعد انتهاء مجلس الوزراء من مناقشة الوسائل لتدبير المبلغ من ميزانية الدولة لأن وزارة الآثار حاليا لا تستطيع أن تقوم بهذا التمويل . وردا على الجزء الذى سيفتتح فى عام 2018 قال طارق توفيق: سيتم افتتاح «الدرج العظيم» وصالتى عرض لمجموعة الملك توت عنخ آمون. وعندما يصل الزائر إلى نهاية الدرج العظيم يكون فى مستوى الأهرامات وينظر إليها وكأنها أمامه مباشرة، ونحن مازلنا ملتزمين بالتصميمات التى وضعتها الشركة العالمية للمتحف من قاعات رئيسية وواجهات من الألباستر . وعن تفاصيل القرض من «جايكا» قال: فى الاجتماع الذى عقده مجلس الوزراء بالمتحف بدأت إجراءات مناقشة طلب قرض ثان من اليابان، وتجرى الجهات المنوط بها ذلك الإجراءات المطلوبة للحصول على القرض بمبلغ 400 مليون دولار (أى ما يعادل 3 مليارات و52 مليون جنيه مصرى بالسعر الحالى) خاصة أنه تم الانتهاء إلى حد كبير من الدراسات الخاصة بطلب القرض، على أن يكون قرضا ميسرا بنفس تسهيلات القرض السابق، بل هناك مفاوضات للحصول على شروط أفضل على فترة أكثر من 20 سنة.