تفاوتت توقعات مربى الدواجن حول اسعار البيع للمستهلك النهائى بعد القفزات السعرية المتتالية خلال الشهرين الماضيين بنسبة لا تقل عن 05٪ حيث قفز سعر كيلو الفراخ الحية من 41 جنيها الى 22 جنيها وأكثر فى بعض الاماكن. توقع منتجون حدوث انخفاض سعرى بعد موجة الارتفاع يبدأ من الاسبوع الاخير من مارس الجارى مع تحسن الجو وانحسار الموجة الباردة. فى حين توقع آخرون استمرار ارتفاع السعر فى ظل زيادة الدولار وارتفاع سعر مدخلات تغذية وتربية الدواجن. يقول الدكتور نبيل درويش رئيس اتحاد منتجى الدواجن: إن صناعة الدواجن تعرضت خلال ال 6 أشهر الماضية لما لم تتعرض له على امتداد تاريخها منذ بداية الانتاج المكثف فى الستينيات فقد تفشت الامراض واصبحت وبائية مثل انفلونزا الطيور و»IB« و»النيوكاسل« و»الجمبور« وسببت نفوقا لدى المزارع بلغ في بعضها نحو 07٪ من الانتاج . كل هذا والهيئات البيطرية بمصر وعلى رأسها الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة فى واد وشركات صناعة الدواجن والمربون فى واد آخر، يعانون ويصرخون ولا مجيب فلا توجد خطة لاستئصال هذه الأمور من جذورها كما تم فى بلدان أخرى ولا تطبيق لاجراءات قانونية موجودة بالفعل وقرارات وزارية صادرة منذ سنين للحفاظ على هذه الصناعة وعلاج امراضها وحل مشاكلها. يضيف د. نبيل إنه نظرا للخسائر الكبيرة وغير المحتملة فقد توقف العديد من المربين عن التربية خوفا من التعرض للأمراض وزادت نسب النفوق العالية وتكلفة التدفئة خلال فصل الشتاء لعدم توافر الغاز خلال الفترة السابقة مما أدى الى انخفاض المعروض المطروح من الدواجن بالاسواق وزيادة اسعارها وتهددت استثمارات ب 52 مليار جنيه يعمل بها 5.2 مليون عامل وموظف وبيطرى يعولون قرابة ال 01 ملايين نسمة، واتجه المسئولون للحل الاسهل وهو فتح باب الاستيراد. اضاف رئيس اتحاد الدواجن: فوجئ المربون بتصريح لوزير التموين فى الصحف بأنه بحث مع رئيس اتحاد الدواجن بأمريكا امكانية استيراد دواجن مجمدة ومعلبات بها لحوم دواجن من أمريكا وهذه المعلبات هى الباب الخلفى لاستيراد المجزءات من الدواجن وتلك كفيلة بتدمير الصناعة الداجنة والقضاء عليها نهائيا كما حدث فى بولندا وروسيا والصين. وقال سيد حسن أحد المستثمرين بالصناعة وأمين صندوق الاتحاد: ان الاتحاد العام لمنتجى الدواجن اضطر الى ارسال بعثة أطباء بيطريين فى 8 شركات داجنة الى أمريكا للتدريب على كيفية علاج الامراض التى توطنت فى مصر. اضاف أن منتجى الدواجن ظلوا يبيعونها بعشرة جنيهات للكيلو الحى من المزرعة بخسارة جنيهين من أصل التكلفة ولم يجدوا من يساعدهم فى تحمل هذه الخسارة رغم أن هناك صندوقا للتعويضات به حاليا أكثر من 006 مليون جنيه يمول من فرض رسم 1٪ من قيمة مدخلات الصناعة يحصل من المنتجين لمواجهة مثل هذه الاخطار المرضية. ويرى أن هناك املا فى عودة الاسعار الى سابق عهدها خلال موسم الصيف حيث ارتفاع الحرارة يقضى على العديد من الامراض التى يموت فيروسها عند درجة حرارة معينة. يؤكد المحاسب عادل الألفى مدير عام القاهرة للدواجن أن كتكوت التسمين يباع ب 5.2 جنيه رغم أن تكلفته 3 جنيهات ولدينا حاليا 8.1 مليون كتكوت تسمين يخسر المربى نصف جنيه فى كل كتكوت، كما أن تاجر التجزئة واصحاب المحلات يضطرون لزيادة السعر نتيجة نفوق الدواجن فى الطريق ما بين المزرعة والمحلات وكذلك نقص الوزن بما لا يقل عن 03٪ كل ذلك وزاء زيادة الاسعار. ويتوقع الألفى تراجع الاسعار بدءا من الاسبوع الاخير من مارس الجارى مع تحسن الجو وانخفاض درجة البرودة وارتفاع الحرارة والدخول لموسم الصيف عندها تعود الاسعار، مشيرا إلى أن المربين كثيرا ما باعوا بأسعار أقل من التكلفة ولم يلتفت اليهم أحد والزيادة الحالية فى الاسعار لاسباب خارجة عن ارادتهم. فيما يرى مراد سيكا صاحب احدى المزارع للدواجن أن الاسعار قد لا تتراجع مرة أخرى فى ظل ارتفاع الدولار أمام الجنيه المصرى خاصة أن أهم مكونين فى اعلاف الدواجن الذرة الصفراء والصويا يستوردان من الخارج وقد زاد الدولار من 6 جنيهات الى 8 جنيهات وسوف يظهر أثر ذلك فى الفترة المقبلة، محذرا من دخول لقاحات مضروبة مستوردة من الخارج الى السوق المصرى دون رقابة ولا تطبيق للمعايير وبالتالى لم تقض على انفلونزا الطيور مما تسبب فى زيادة النافق.