مع إعلان وزارة الإسكان طرح المرحلة الثانية من مشروع الإسكان المتوسط «دار مصر»، خلال الربع الأول من عام 2015 الحالي، كان لابد من تقييم المرحلة الأولى التى تجرى قرعتها العلنية هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة خلال النصف الثانى من شهر يناير الحالي، بين 41 ألفًا و564 يمثلون إجمالى الحاجزين فى تلك المرحلة، بإجمالى مقدمات بلغت مليارًا و646 مليونًا و640 ألف جنيه، وبتقييم المرحلة الأولى نجد أن مدينة القاهرة الجديدة بتغطية نسبتها 344٪ تلتها العبور بنسبة 264٪، ودمياط الجديدة بنسبة 212٪، والشروق بنسبة 204.6٪، على عكس مدن أخرى، الإقبال عليها، كان ضعيًفا للغاية كمدينة بدر حيث لم يتجاوز 7.7٪، والسادات 11.8٪، والعاشر من رمضان 58.4٪، وأكتوبر بنسبة 24.4٪ فقط. وكانت المرحلة الأولى لسحب كراسات الشروط الخاصة بالمرحلة الأولى لمشروع دار مصر للإسكان المتوسط، قد انتهت يوم الخميس الموافق 25 ديسمبر الماضي، بعد فترة استمرت شهرا كاملا، وسط استمرار حالة الجدل حول أسعار الوحدات المطروحة، ودفاع من الحكومة عنها، وخلط بين المشروع القومى للإسكان الاجتماعى الذى يطرح وحدات للفئة ذاتها ولكن بأسعار ومساحات أصغر، وتعلقت كراسات الشروط بحجز 30 ألف وحدة سكنية فى 8 مدن جديدة فى مقدمتها مدينة القاهرة الجديدة و6 أكتوبر والشروق والعبور وبدر والسادات والعاشر من رمضان ودمياط الجديدة، وذلك من بين 150 ألفًا يستهدفها المشروع، ورغم تأكيد الوزارة أن وحدات مشروع دار مصر أقل من مثيلاتها فى السوق بنحو 30٪ خاصة أنها كاملة التشطيب، فإن حاجزى الوحدات يرون أنها مرتفعة الثمن حيث حددت الوزارة سعر المتر فى القاهرة الجديدة ما بين 3900 و4250 جنيهًا، ودمياط الجديدة بسعر 3700 جنيه، ومدينة 6 أكتوبر بسعر 3400 جنيه، والشروق بسعر 3100 جنيه، والعبور بسعر 2900 جنيه، والعاشر من رمضان بسعر 2700 جنيه، وبدر والسادات بسعر 2550 جنيهًا. ويقول خالد عباس، مساعد وزير الإسكان للشئون الفنية، إن مدينة القاهرة الجديدة، جاءت على رأس المدن بالنسبة لأعداد المتقدمين، حيث تقدم لها 24 ألفًا و199 حاجزا، يتنافسون على 7032 وحدة، وفى المركز الثانى جاءت مدينة دمياط الجديدة بعدد 5569 حاجزًا ل 2616 وحدة، ثم العبور بعدد 3746 حاجزًا لعدد 1416 وحدة، فمدينة الشروق بعدد 3291 حاجزا لعدد 1608 وحدات، وأضاف عباس أن هناك مدنًا لم تتم تغطية وحداتها بالكامل، وسيتم طرحها خلال المراحل المقبلة، منها 6 أكتوبر حيث وصل عدد الحاجزين بها إلى 2940 حاجزا لعدد 12024 وحدة، والعاشر من رمضان بعدد 1570 حاجزا لعدد 2688 وحدة، والسادات 134 حاجزا لعدد 1128 وحدة، وأخيًرا بدر بعدد 115 حاجزا لعدد 1488 وحدة. يرجع أحمد ممدوح، مدير إحدى شركات العقارات سبب الإقبال الكبير على القاهرة الجديدة لانخفاض سعر المتر بصورة كبيرة عن المعروض فى السوق، حيث تصل الأسعار نصف التشطيب فى التجمعات ل 10 آلاف جنيه للمتر، وعندما تطرح بسعر يتراوح بين 3900 و4250 جنيهًا وكامل التشطيب فلا بد أن يحدث إقبال منقطع النظير، وحول أسباب عدم تغطية منطقة أكتوبر، قال إن السعر المطروح بها مرتفع مقارنة بالمعروض من الشركات الخاصة، مشيرا إلى أن المنطقة تشهد زيادة كبيرة فى المعروض كما أن الحيز القابل للبناء فى المدينة لا يزال كبيرا مما يجعل أسعار الأرض معقولة على عكس التجمعات التى تكاد تنفد منها المساحات القابلة للبناء. لفت المصدر نفسه إلى أن مناطق العبور والقاهرة الجديدة تشهد إقبالاً كبيرًا على الشراء من قبل المواطنين وبالتالى التغطية المرتفعة من قبل الحاجزين مبررة، إلا أنه استغرب من رفع الأسعار ببعض المناطق الأخرى كبدر والسادات التى قلصت من نسبة الحجز. من جهة أخرى، يقول الدكتور عماد مهنا، أستاذ إدارة الأعمال والتخطيط بالجامعة الكندية، إن التفضيلات من قبل الحاجزين يحكمها عدة عناصر كعنصر القرب بمعنى أن يكنون المكان المطروح قريبا من مكان عمل الحاجز، فأى شخص يضع تقييما لكل عنصر كعنصر القرب أو توافر المواصلات أو الهدوء أو البنية التحتية أو الارتفاعات أو التصميم أو مساحة الوحدات، وكلها تدخل فى تقييمه للمنطقة التى يختار الإقامة فيها فقد يفضل منطقة عالية فى السعر عن أخرى لتوافر ميزة نسبية بها عن غيرها.