نظمت وزارة الاقتصاد الاماراتية الملتقى السنوي للشركاء الاستراتيجيين لعام 2016، الذي يمثل منصة سنوية تكرم خلالها الوزارة جهود عدد من الجهات الحكومية والخاصة التي تربطها بها علاقات استراتيجية من التعاون والشراكة، في إطار السعي لتحقيق أهدافها الاستراتيجية وبلوغ رؤيتها المستقبلية. حضر الملتقى الذي عقد اليوم المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، والمهندس محمد أحمد بن عبد العزيز الشحي وكيل الوزارة للشؤون الاقتصادية، وعبد الله آل صالح وكيل الوزارة لشؤون التجارة الخارجية والصناعة، وحميد بن بطي المهيري الوكيل المساعد لقطاع الشركات. وقال المهندس سلطان بن سعيد المنصوري أن التعاون وتكامل الجهود بين الوزارة وشركائها الاستراتيجيين يكتسب أهمية كبيرة في ظل تلاقي الرؤى والأهداف لتجسيد توجيهات القيادة الرشيدة بالوصول إلى اقتصاد تنافسي مستدام قائم على الإبداع والمعرفة والابتكار، بسواعد وكفاءات مواطنة متمكنة، مثنياً معاليه على الدور الجوهري الذي يؤديه شركاء الوزارة من جهات حكومية وخاصة ووسائل إعلام في الدفع قدماً بمسيرتها ودعم مبادراتها وتحقيق تطلعاتها، في إطار المساعي المشتركة لبلوغ النجاح والتميز في خدمة دولة الإمارات وتعزيز مكانتها الاقتصادية إقليمياً وعالمياً. وأضاف الوزير المنصوري أن مبادرات وأنشطة وزارة الاقتصاد خلال الفترة الماضية عكست تطوراً واضحاً في عمل الوزارة وتوسعاً في مهامها واختصاصاتها، حيث تميز أداؤها بالتقدم المطرد والنشاط الدؤوب نحو تحقيق التطلعات وبلوغ الطموحات. وأوضح أن الصدى الإيجابي لتلك المساعي البناءة انعكس في الأداء المثمر لمختلف القطاعات الاقتصادية الحيوية في دولة الإمارات، واتضحت معالمه بترسيخ دعائم المسار التنموي المستدام الذي تمضي فيه الدولة بخطى ثابتة. وذكر أن قراءة المشهد الاقتصادي الراهن على المستويين الإقليمي والدولي، تبين لجميع المتابعين أن الاقتصاد الوطني لدولة الإمارات استطاع التعامل بكفاءة ومرونة كبيرتين مع المتغيرات والتحديات الاقتصادية الكثيرة، وفي مقدمتها انخفاض أسعار النفط، مستشهداً بالنمو الذي حققه الناتج المحلي الإجمالي للدولة في نهاية العام، وبتوسع التجارة الخارجية للإمارات وتعزيز مكانتها بصفتها محوراً تجارياً رائداً على الصعيدين الإقليمي والعالمي، والحفاظ على صدارة الدول العربية في مجال الاستثمار الأجنبي. وأضاف وزير الاقتصاد أن الجهود التي بذلتها الوزارة بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين عكستها أيضاً التطورات اللافتة التي شهدها القطاع الصناعي خلال الفترة الماضية، والتحسين المستمر في بنية قطاع السياحة، فضلاً عن استمرار الإنفاق الحكومي والخاص على المشاريع الاستراتيجية الحافزة للنمو. إلى ذلك، تابع معالي الوزير المنصوري، شهدت بيئة الأعمال الإماراتية تطورات هامة على صعيد التشريعات الحديثة والقوانين الداعمة للنمو، وتشجيعاً كبيراً لقطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال، وتطوير منظومة عالمية المستوى لتشجيع الابتكار والتكنولوجيا والبحث العلمي وحماية حقوق الملكية الفكرية، فضلاً عن الجهود المتواصلة لتمكين الممارسات التجارية السليمة وحماية المستهلك. وأكد المنصوري أن الطموحات التنموية ما تزال كبيرة، وأن الطريق نحو بلوغ المستهدفات التي عبرت عنها توجيهات القيادة الرشيدة ومقررات الأجندة الوطنية يحتاج إلى مواصلة العمل وبذل الجهود المشتركة، مشيراً معاليه إلى أن "ملتقى الشركاء الاستراتيجيين يمثل منصة سنوية رائدة نعزز من خلالها أواصر الشراكة ونجدد العزم نحو انطلاقة جديدة تتضافر فيها جهودنا جميعاً لتحقيق أهداف الدولة في المرحلة المقبلة، وفي مقدمتها الانتقال نحو حقبة ما بعد النفط باقتصاد متنوع ومستدام ومزدهر، في إطار الرؤية التي رسمتها توجيهات القيادة الرشيدة". وشهد الملتقى إطلاق فيلم "اقتصاد ما بعد النفط" وهو فيلم تسجيلي يستعرض أبرز مقومات الاقتصاد الإماراتي ومعالم تطوره وتنوعه واستشراف آفاقه المستقبلية، مع تسليط الضوء على المزايا الاقتصادية المتنوعة التي تمتلكها كل إمارة من إمارات الدولة. ويعد الفيلم إحدى مبادرات وزارة الاقتصاد التي تم تنفيذها بمشاركة نخبة من القيادات الاقتصادية بالدولة ورجال الأعمال من 14 جهة حكومية اتحادية ومحلية ومن القطاع الخاص، وقد تم تصويره وإخراجه بالتعاون مع شركة "سيتي فيلم" للإنتاج الفني، ومدته 22 دقيقة، ومن المقرر عرضه على عدد من القنوات التلفزيونية منها قناة(CNBC عربية) إلى جانب عرضه ضمن باقة الأفلام على رحلات الطيران الخاصة بشركتي الاتحاد للطيران وطيران الامارات. كما سيتم توفير نسخ قصيرة من الفيلم في مدد زمنية تتراوح بين 7 و5 دقائق باللغتين العربية والإنجليزية للنشر في عدد من المواقع الإلكترونية المتخصصة. كما استعرضت وزارة الاقتصاد خلال الملتقى خطتها الاستراتيجية للأعوام الخمسة المقبلة 2017-2021، حيث قدم الدكتور عبد الله الحمادي مدير إدارة التميز المؤسسي والمستقبل بوزارة الاقتصاد عرضاً تقديمياً أوضح خلاله رؤية الوازرة الرامية نحو تعزيز اقتصاد تنافسي عالمي متنوع مبني على المعرفة والابتكار وبقيادة كفاءات وطنية. وسلط الحمادي الضوء على أبرز الأهداف الاستراتيجية للوازرة خلال السنوات الخمس المقبلة والمتركزة في تعزيز تنافسية وتنوع الصناعات الوطنية القائمة على المعرفة والابتكار، وتعزيز تنافسية المشاريع الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال الوطنية، وزيادة جاذبية الدولة للاستثمارات، وتمكين الممارسات التجارية السليمة وحماية المستهلك، وتعزيز تنافسية الدولة في حقوق الملكية الفكرية وتهيئة بيئة محفزة للبحث والتطوير والابتكار، وتعزيز تنافسية الدولة في الأسواق التجارية الخارجية وتطوير علاقاتها مع الدول بما يخدم مصالحها التجارية الاقتصادية، وتعزيز موقع الإمارات كأفضل مقصد سياحي مستدام، وأيضاً ضمان تقديم كافة الخدمات الإدارية وفق معايير الجودة والكفاءة والشفافية، مع ترسيخ ثقافة الابتكار في بيئة العمل المؤسسي. إلى ذلك، أطلق وزير الاقتصاد خلال الملتقى تطبيقاً ذكياً جديداً لوزارة الاقتصاد بالتعاون مع مؤسسة دبي التجارية، بعنوان "اتفاقيات التجارة الحرة لدولة الإمارات". وأوضح المهندس محمود البستكي الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي التجارية خلال استعراضه أبرز ملامح التطبيق أنه يهدف إلى التوعية باتفاقيات التجارة الحرة التي تكون الدولة طرفاً فيها، ونشر مضموناتها والتعريف بالالتزامات المترتبة عليها بموجب تلك الاتفاقيات، حيث يسمح التطبيق للمستخدم بالاطلاع على محتوى تلك الاتفاقيات، ويوفر إمكانية تصفح النصوص القانونية لكل اتفاقية وملاحقها والبحث فيها بطريقة مبتكرة وعلى نحو ميسر من خلال الهاتف الذكي، مؤكداً أن إطلاق التطبيق ينسجم مع الجهود الوطنية المبذولة لترسيخ مفهوم الحكومة الذكية وتعزيز مناخ الابتكار في الدولة عبر التوظيف الأمثل للتكنولوجيا في تحقيق التنمية. وبعد محطة تفاعلية تضمنت استطلاعاً لمستوى رضا الشركاء عبر استبيان إلكتروني شارك فيه حضور المنتدى من ممثلي شركاء الوزارة الاستراتيجيين من الجهات الحكومية والخاصة، كرم معالي وزير الاقتصاد عدداً من المشاركين في فيلم "اقتصاد ما بعد النفط"، من أبرزهم الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) وتسلم درع التكريم نيابة عنها مروان السركال المدير التنفيذي لشروق، و منصور سلطان الخرجي المدير العام لدائرة التنمية الاقتصادية بأم القيوين، ومحمد عبيد بن ماجد العليلي المدير العام لدائرة الصناعة والاقتصاد بالفجيرة، وأحمد عبيد الطنيجي نائب المدير العام لدائرة التنمية الاقتصادية برأس الخيمة، و الحارث بن سالم الموسى نائب رئيس مجلس إدارة فالكون سيتي أوف ووندرز، وسعادة د. عبيد سيف الزعابي الرئيس التنفيذي لهيئة الأوراق المالية والسلع، و إبراهيم عبيد الزعابي المدير العام لهيئة التأمين، وسعادة باتريك وارد المدير التنفيذي لشركة دانة غاز، وسعادة بيتر بالتوست المدير التنفيذي لبنك دبي التجاري، وعدد من كوادر وزارة الاقتصاد الذين ساهموا في إعداد الفيلم. وفي ختام الملتقى، كرم كل من المهندس محمد أحمد بن عبد العزيز الشحي، وكيل الوزارة للشؤون الاقتصادية، و عبد الله بن أحمد آل صالح، وكيل الوزارة لشؤون التجارة الخارجية والصناعة، ممثلي الشركاء الاستراتيجيين الحاضرين من الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص ووسائل الإعلام.
