أسابيع معدودة ويرحل الدكتور محمد عمران, رئيس البورصة المصرية الحالي, عن منصبه بعد تقدمه بطلب رسمي إلي الدكتور هشام قنديل, رئيس مجلس الوزراء, مبديا رغبته في عدم التجديد. وعلمت' الاهرام الاقتصادي' إن العديد من الاسماء بدأت تحركات مكثفة في محاولة للفوز بمنصب رئيس البورصة للسنوات الاربع المقبلة وعلي رأسهم المستشار خالد النشار, نائب رئيس البورصة الحالي, الذي يلقي دعما كبيرا من الدكتور أشرف الشرقاوي, رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرقابة المالية. وقالت مصادر مطلعة إن اتصالات مكثفة دارت في الاسابيع الماضية بين' النشار' و'الشرقاوي' من جهة وبين رئيس الوزراء, هشام قنديل, من جهة أخري لتعزيز موقف النشار للظفر بالمنصب مستغلين خبرته في موقعة بالبورصة خلال العامين الاخيرين وسبقهما عامان اخران في هيئة' الرقابة المالية'. أضافت المصادر في تصريحات خاصة لالأهرام الاقتصادي أن الدكتور محمد عمران أوصي في مذكرة رسمية بعث بها إلي الدكتور هشام قنديل ببقاء الدكتور خالد النشار في منصبه نائبا لرئيس البورصة لكنه لم يوص به لشغل منصب رئيس البورصة. وأكدت المصادر أن' قنديل' وعد' النشار' شفويا بإصدار القرار لصالحه, لكن مصادر مطلعة أكدت لالاهرام الاقتصادي أن النشار ليس من بين الاسماء التي يدعمها حزب الحرية والعدالة الذي قدم أسماء مختلفة لمنصب رئيس البورصة القادم. يأتي ذلك في الوقت الذي بدأ فيه' النشار' عقد جلسات مع كبار المديرين التنفيذيين بالبورصة كشف خلالها عن أنه الرئيس القادم. وأوضحت المصادر أن اللجنة الاقتصادية بحزب الحرية والعدالة عززت اسم الدكتور عصام خليفة, رئيس مجلس إدارة شركة الاهلي لادارة صناديق الاستثمار, باعتباره شخصية مستقلة لها خبرات طويلة في مجال الاستثمار في سوق المال فضلا عن أنه من الشخصيات التي تلقي احترام جميع العاملين في منظومة سوق المال. وأكدت المصادر أن منصب رئيس البورصة ربما ليس هو الشغل الشاغل لمسئولي الحرية والعدالة نظرا لأن المنصب الاكثر أهمية هو منصب رئيس هيئة الرقابة المالية وهي الجهة التي لها اختصاصات سن القوانين أما البورصة فهي جهة تنفيذية. ومن بين الاسماء التي تبذل مجهودات مضنية للفوز بمنصب رئيس البورصة هشام عامر مساعد رئيس البورصة الحالي الذي دخل في خلافات واسعة مع الدكتور' عمران' نتج عنها إصدار رئيس البورصة قرارا بنقل عامر إلي فرع البورصة بسوهاج وهو القرار الذي رفض عامر الامتثال له حتي الان ما دفع رئيس البورصة لتحريك دعوي ضده لدي النيابة الادارية ولا تزال جارية حتي الان. ومر علي البورصة المصرية خلال العقد الماضي4 رؤساء كان أطولهم من حيث المدة التي قضاها في المنصب سامح الترجمان في الفترة من ديسمبر1998 حتي أغسطس2004 وتلاه محمد عبدالسلام لمدة عام واحد من أغسطس2004 وحتي30 يونيو2005 ثم ماجد شوقي في الفترة من يونيو2005 وحتي يوليو2010 ثم الدكتور خالد سري صيام من يوليو2010 وحتي مارس2011, ثم محمد عبد السلام للمرة الثانية حتي سبتمبر2011, وأخيرا الدكتور محمد عمران من سبتمبر2011 وحتي الآن. وكان الدكتور عمران قد أعلن في إبريل من العام الماضي عن نيته للتقدم باستقالته من عمله كرئيس للبورصة في الأول من يوليو2012, وذلك بعد انتهاء المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر وانتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة جديدة, رغم أن قرار تعيينه كرئيس للبورصة يمتد إلي الأول من يوليو2013, غير أنه فضل وقتها- بحسب عمران- الاكتفاء بما قدمه خلال الفترة الماضية, واستكمال الأسابيع المقبلة في إعادة هيكلة البورصة واجتياز المرحلة الانتقالية. وفي أغسطس الماضي, فوجئ العاملون بسوق المال بقرار' عمران' بالعدول عن استقالته بعد طلب رئيس الوزراء تأجيلها, والمضي في مهامه كرئيس للبورصة. وتولي الدكتور محمد عمران رئاسة البورصة في سبتمبر2011 خلفا لمحمد عبد السلام, وقد شغل من قبل منصب نائب رئيس البورصة في الفترة من2006 وحتي2010 وكان الرئيس وقتها ماجد شوقي, كما شغل أيضا منصب نائب رئيس الشركة القابضة للتأمين لشئون العمليات. وهو أستاذ التمويل بكلية التجارة والتكنولوجيا بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا. ونجح' عمران' خلال فترة ولايته في اجتذاب أكثر من14 شركة للقيد في البورصة بإجمالي رءوس أموال بلغت5,2 مليار جنيه, إلا أن هذه الشركات لم تضم كيانات كبيرة بسبب الظروف غير المواتية التي مر بها السوق, وفي الفتره ذاتها نجحت البورصة في التعاون مع عدد من3 شركات برءوس أموال بلغت76 مليون جنيه في ملف توفيق أوضاع الشركات, كما بلغت إجماليات زيادات رءوس الأموال خلال الفترة نفسها6.1 مليار جنيه. علي جانب آخر, حدد مجلس ادارة البورصة منذ أسابيع معدودة مواعيد العملية الانتخابية الخاصة بالدورة الجديدة لمجلس الادارة, حيث تم تلقي طلبات الترشيح اعتبارا من يوم الأحد الماضي وحتي عصر الخميس الموافق16 مايو, ومن المقرر ان يتم إعلان الكشوف النهائية للمرشحين للانتخابات يوم الأحد, الموافق9 يونيو, علي ان تجري الانتخابات مساء ويعلن أسماء الأعضاء الجدد مساء نفس اليوم. ويتكون مجلس إدارة البورصة من9 أعضاء تتولي البورصة مسئولية تنظيم عملية انتخاب5 أعضاء منهم كممثلين عن الشركات سواء المقيدة أو الوساطة فضلا عن الشركات الصغيرة والمتوسطة التي سيصبح لها ممثل ولأول مرة في مجلس الإدارة الجديد, فيما يتم تمثيل البنك المركزي والهيئة العامة للرقابة المالية وشركة مصر للمقاصة في مجلس الإدارة عبر ترشيح هذه الجهات, ويتم اختيار رئيس مجلس الإدارة ونائبه بقرار من السيد رئيس مجلس الوزراء. وتقدم ثلاثة مرشحين الأسبوع الماضي بطلبات إلي اللجنة المشكلة لإدارة الانتخابات وذلك للمنافسة علي مقاعد مجلس الادارة, حيث تقدم كل من محسن عادل, العضو المنتدب لشركة بايونيرز لصناديق الاستثمار, للمنافسة علي مقاعد الاوراق المالية وأشرف الضبع, بشركة العقارية للبنوك الوطنية, عن الشركات المقيدة ومنصور البربري, رئيس شركة بي أي جي للاستثمار, علي مقاعد الشركات الصغيرة والمتوسطة. ومن المقرر أن تنحصر المنافسة علي مقعد الشركات المقيدة بين كل من خالد أبوهيف الرئيس التنفيذي لشركة الملتقي العربي للاستثمارات وأشرف الضبع نائب رئيس مجلس إدارة الشركة العقارية للبنوك الوطنية. أما المنافسة علي مقاعد الشركات العاملة في الأوراق المالية والسمسرة, فمن المقرر أن تكون بين كل من أحمد أبوالسعد العضو المنتدب لشركة دلتا رسملة لإدارة صناديق الاستثمار, وعلاء سبع رئيس مجلس إدارة شركة بلتون المالية القابضة, ومحسن عادل العضو المنتدب لشركة بايونيرز لصناديق الاستثمار, ومحمود شعبان رئيس مجلس إدارة شركة الجذور لتداول الأوراق المالية, وسيف عوني نائب رئيس مجلس إدارة شركة وديان, وإيهاب سعيد عضو مجلس إدارة شركة أصول لتداول الأوراق المالية, بالإضافة لممثلي شركات' إتش سي' و' ثري واي' و' ثمار' و'بركة'.