محمد طلعت الجندي الشعب في الشوارع الآن تحت موجة برد ورياح شديدة تقترب من الصفر... فقط ليعبر عن رأيه ومطلبه..! انطلقت اليوم السبت مظاهرات شعبية حاشدة، لأول مرة في تاريخ كوريا الجنوبية مطالبة رئيسة الجمهورية "بارك كون هيه" بالتنحي عن السلطة في سابقة ديمقراطية لم تشهدها البلاد من قبل. على خلفية الفضيحة السياسية المعروفة ب" تشيه سون شيل" صديقة ومساعدة الرئيسة التي استغلت منصبها.. ووفقا للترجمة الحرفية:" بإساءة استخدام النفوذ". نظمت المظاهرات ودعت إليها "حركة الشعب الطارئة لإقالة الرئيسة" وهي حركة تحالف بين أكثر من 1500 منظمة مدنية، من ومن ضمنها بعض مؤسسات الدولة. وعلى رأسهم طلاب المدارس الثانوية والجامعات والأسر الكورية.. حيث تحركت الحشود من أمام المدارس والجامعات والميادين العامة بالعاصمة "سيول" وهي متجهة في طريقها الآن إلى القصر الأزرق(قصر الرئاسة) بميدان "كوان هنيم". حاملين لافتات:(بارك كون هيه.تنحي/بارك كون هية. ارحلي) وفي وقت قريب من ساعة الصفر، قدمت الجهة المنظمة للمظاهرات طلبا للمحكمة لإلغاء قرار الشرطة بعدم السماح بمرور المتظاهرات بالقرب من قصر الرئاسة، وبالفعل صرحت المحكمة بمرورر المظاهرات بالقرب من قصر الرئاسة مع وضع خطوط وسياج ضوئية حول حدود القصر. من الظريف أن الحكومة نفسها قد دعت إلى أحقية الشعب في غضبه، وتسيير المظاهرات السلمية، وأبدت تفهمها وسط تصاعد الغضب الشعبي بسبب فضيحة فساد الرئيسة بارك.! وعلى استحياء شديد عبر وزير التعليم ونائب رئيس الوزراء للشؤون الاجتماعية، في بيان أمس الجمعة قبيل الاحتجاج قال فيه بالنص "الحكومة قلقة من أن يتحول التجمع الى حادث عنف واسع النطاق ويعيق تعبير الناس عن آرائهم.. اننا ندرك جيدا أن شعبنا يمر بخيبة أمل حول الفضيحة الأخيرة، وأنهم قلقون من سيرورة شؤون الدولة... ولكن نحن نبذل جهودا قصوى لإدارة البلاد وقيادة مجتمعنا في الإتجاه الصحيح. ". وتوارد أنباء على أن النيابة العامة تدرس موعد إجراء التحقيق مع الرئيسة وكيفيتها حسب الدستور. ومن المتوقع أن يتم تركيز التحقيقات مع الرئيسة "بارك" على تزويد "تشيه سون شيل" بوثائق رئاسية ، منها نصوص الخطابات، والحوارات التي كانت تجري بينها وبين رؤساء الشركات الكورية الكبرى السبعة التي تبرعت بأموال لصندوقي "مير" و"كي سبورتس" المثيرين للجدل. وعلى سبيل الأخذ بالمشورة الأخلاقية والتطهر، التقت"بارك كون هيه" خلال أيام الأسبوع المنصرم مع كبار الزعماء الدينيين لسماع آرائهم والحصول على المشورة بشأن هذه الفضيحة. وقال مكتب الرئاسة إن بارك دعت مطران الكنيسة الكاثوليكية في سيئول الكاردينال "أندرو يوم سو جونغ" ، الى جانب القساوسة "كيم جانغ-هوان" و "كيم سام هوان" من الكنيسة البروتستانتية، إلى جانب مدير البوذية المكرم "جانسونع"، للاستماع إلى أفكارهم بشأن الوضع الراهن. كما نفت الرئيسة خلال اللقاءات مع رجال الدين الشائعات التي كانت قد تناولتها وسائل الإعلام حول انضمامها لطائفة "الشامانية" وهي الطائفة التي تنتمي لها صديقتها المتهمة، وهي طائفة تمارس طقوس من السحر والسيطرة على الأخرين لما كان له التأثير الأكبر لرفض وغضب الشعب من رئيستهم ظنا أنها كانت تمارس عليهم بعض هذه الطقوس السحرية كي لايروا أخطائها جيدا..!.