جاستن موربي شهدت مدن "توريت، يامبيو، كاجوكيجي، موربو و لانجا فى جنوب السودان، فى سبتمبر 2016 صدامات واشتباكات عنيفة بين كل من قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان وقوات المعارضة المسلحة، وتمكنت قوات المعارضة المسلحة، من استعادة بعض المدن من قبضة الجيش الشعبي الامر التي ادت الي عملية كر وفر بين طرفى الصراع فى الدولة الوليدة. واسفرت المواجهات بين الطرفين عن عشرات الجرحى والقتلى ومئات من النازحين الذين فروا من المواجهات العسكرية في تلك المدن. تعيد هذه المواجهات العسكرية للاذهان المواجهات التي شهدتها العاصمة العاصمة جوبا فى خلال الفترة ما بين ديسمبر2013، ويوليو 2016، بين حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت الذي ينحدر من فبيلة الدينكا ونائبه السابق رياك مشار من قبيلة النوير. وفي السياق نفسه توصل الطرفين الي اتفاق سلام في اغسطس 2015 التي بموجبها عاد النائب السابق دكتور رياك مشار الي جوبا لاستئناف دوره كنائب لرئيس جمهورية جنوب السودان , لكن تجدد القتال مرة اخرى فى جنوب السودان في يوليو الماضي مما ادي الي خروج نائب الرئيس رياك مشار وقواته من العاصمة جوبا للمرة الثانية ولكن اندلاع العنف من حين الي اخر في دولة جنوب السودان هدد البلاد بحرب شاملة مما جعل مجلس الامن الدولي باصدار قرار من خلال جلسة خاصة لدولة جنوب السودان بناءا عليها، اتخذ مجلس الامن قرارا بارسال قوات اممية لحفظ الامن و السلام في الدولة الوليدة. وفي الواقع ان فشل اتفاقية السلام بين الفرقاء السياسيين في جنوب السودان يرجع الي عدم توافر الثقة بين النقبة السياسية الحاكمة في دولة جنوب السودان، وهذا نتائج لاتفاق الاخير الذى تم توقعه من قبل الوسطاء (مجموعة الايقاد ) و (مجموعة الترويكا الاوربية ) بالاضافة الي الولاياتالمتحدةالامريكية, حيث ظهر الاتفاق الاخير بشكله العام بوجود جيشين وشرطتتين في دولة واحدة. وعلي الرغم من ان اتفاقية السلام الذى تم توقيعه، الإ انه لم يقدم اى نتائج ايجابية فى عملية التسوية السياسية المتعثرة في دولة جنوب السودان، حتي تتجنب البلاد من انزلاق في حرب اهلية دامية وهو ما جعل الولاياتالمتحدةالامريكية ان تعمل في اعادة النظر في خياراتها السياسة التي تنتهجها فى حكومة جنوب السودان يرتبط بما سبق ان الحاجة الملحة في جنوب السودان لاعادة تنشيط العملية السياسية شاملة وتنفيذ اصلاحات في مؤسسات الدوله لوضع حدا للانقسام القبلي والطائفي والاقتتال . ومن الواضح ان البنية الوطنية في جنوب السودان هش, وهذا يرجع الي الانتماءات القبلية الضيقة التي تتسم بها بعض دول الافريقية (جنوب الصحراء ) حجرة عثرة فى التعايش السلمي الذى يمهد الطريق لبناء الدولة الوطنية. والجدير بالذكر وافق مجلس الامن الدولي بمشروع قرار صاغته الولاياتالمتحدةالامريكية، وحلفائها بمنح صلاحيات واسعة لقوات حفظ السلام فى جنوب السودان، على سبيل المثال بالامكان استخدام كل الوسائل الضرورية لحماية المنشاءات و اتخاذ اجراءت استباقية لحماية المدنيين من التهديدات، وفى ذان السياق بلغ عدد القوات الاممية المشاركة في عملية السلام فى جنوب السودان، الي 17,000 الف. بالرغم من الجهود التي تبذلها البعثة الاممية في جنوب السودان الا ان لايزال الوضع الانساني ولاسيما العنف الممارس ضد المواطنيين العزل، ومن جهة آخرى تبادل طرفى الصراع فى الدول الوليدة الاتهامات بشأن القتال الدائر حاليا فى ولاية الوحدة الغنية بالنفظ، حماية المدنيين التابعة للامم المتحدة بمدينة (بانتيو ) ولكن العنف الذى اندلع في يوليو 2016 وعلي الرغم من تنفيذ اطلاق النار الا ان هذا الاتفاق لايزال هشا . فى ضوء ذلك قام نائب الرئيس السابق رياك مشار بعدة جولات خارجية، لعدد من دول الجوار شملت كينيا، إثيوبيا، جنوب أفريقيا واخير السودان، من أجل الدفع بمسارات تسوية سياسية شاملة فى جنوب السودان، فى الوقت نفسه تهدد قوات المعارضة باقتحام العاصمة جوبا اذا لم يتم احياء عملية السلام، وعودة رياك مشار الي منصبه كنائب لرئيس . تأتى تلك التصريحات من قبل المعارضة المسلحة، كعامل ضغط قوى لسياسة حكومة جوبا فى ظل حالة الاستقطاب السياسيى والجهوى بين القبائل فى جنوب السودان، خاصة فى ولاية "أكتوريا" وفى مقابل تعتبره جوبا عاملا تكتيكيا سياسيا، يهدف من خلاله انهاء الحياة السياسية لخصمه السياسى رياك مشار. خلاصة القول ان المشهد السياسي في جنوب السودان في حالة الحرب ولا سلم بين طرفي الصراع في جنوب السودان فحكومة سلفاكير ميارديت بالرغم من انها تسيطر علي الكثير من الولايات الا انها فشلت في تحقيق الامن والاستقرار، نتيجة لشد الافق السياسي لحكومة جوبا ومن جانب الاخر تبني قوات المعارضه المسلحة امالها في عودة دكتور رياك مشار الي سدة الحكم من خلال قوات الجيش الابيض التابعة لقبيلة النوير علي الرغم ان القتال بين طرفي الصراع في جنوب السودان حتما في النهاية يقود البلاد الي حربا بلا هوادة , جيلا بلا انتماء مما يعني في نهاية المطاف الانزلاق صراع قبلى، وحروب اهلية دامية، تكون نوأة بذرة فى تفتيت دولة جنوب السودان، بسبب الصراع يتمركز حول قيادة سياسية ضعيفة داخل بلد ما زال بحاجة إلى ممارسة واسعة النطاق في بناء الدولة المواطنة. * صحفى من جنوب السودان