إذا صدقت توقعات منظمة السياحة العالمية، فإن عدد السائحين سيزيد من (625 مليون سائح) إلى (1.6مليار) في عام 2020، وسينفق المسافرون (تريليونى دولار) في مقابل 445 مليار دولار حالياً، مما يجعل السياحة الصناعة الأولى في العالم وستصبح مصدر دخل وحيداً من الدول، لهذا أصبح البحث عن سبل لتنمية السياحة وخصوصاً المستدامة منها هدف تسعي إليه الدول ومنظمات المجتمع المدني وهذا النوع من السياحة يعني وجود سياحة نظيفة رفيقة بالبيئة وصديقة للمجتمع تحمي الإنسان من أضرار التلوث وتغير المناخ وفي نفس الوقت لها مردود مالي كبير. لذا دعا (الملتقي العربي للسياحة البيئية) الذي عقد بالقاهرة إلى ضرورة إعداد دليل للسياحة البيئية في الوطن العربي متضمناً أهم مواقع التراث والمحميات الطبيعية مع تطوير البرنامج السياحي للمحميات الطبيعية وإعداد كود تراخيص لشركات السياحة البيئية مختلفاً عن باقي التراخيص السياحية الأخر .. وكما ناقش الملتقي الذي عقده الاتحاد العربي للشباب والبيئة بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي التحديات التي تواجه السياحة البيئية في مصر والوطن العربي وبحضور نخبة من خبراء السياحة والبيئة العرب.عرض كل من السفير عبد الرحمن السحيباني، الأمين العام المساعد للشئون الاقتصادية بجامعة الدول العربية، والدكتور حبيب الهبر، القائم بأعمال المدير، والممثل الإقليمي لغرب آسيا، ببرنامج الأممالمتحدة للبيئة دراسة عن «الدليل الإرشادي للسياحة المستدامة» الذي ناقش مفهوم السياحة المستدامة في العالم والوطن العربي لتعريف أصحاب الاستثمارات السياحية في مصر والوطن العربي بجدوى تطبيق هذا المفهوم في استثمارتهم، وأوضحت الدراسة أهمية تقليل الآثار السلبية للسياحة على الموارد الطبيعية والثقافية والاجتماعية في المناطق السياحية وتثقيف السياح بأهمية المحافظة على المناطق الطبيعية، بالإضافة إلي التأكيد على أهمية الاستثمار المسئول والذي يركز على التعاون مع السلطات المحلية من أجل تلبية احتياجات السكان المحليين والمحافظة على عاداتهم وتقاليدهم. كما طالبوا في الدليل بإجراء البحوث الاجتماعية والبيئية في المناطق السياحية والبيئية لتقليل الآثار السلبية والعمل على مضاعفة الجهود لتحقيق أعلى مردود مادي للبلد المضيف من خلال استخدام الموارد المحلية الطبيعية والإمكانات البشرية. وأشار الدليل الإرشادي للسياحة البيئية لأمثلة وتجارب ناجحة للسياحة البيئية المستدامة يمكن الاستفادة منها وهي حماية آثار قبيلة المايان في منطقة تكاكس في المكسيك, منتجع ميناء كينج فيشر جزر فريزر- أستراليا , محمية أرز الشوف – لبنان, واحة سيوة للتنمية المستدامة – مصر, التجربة الأردنية الأولى في السياحة البيئية - ضانا. .أما دراسة (الإدارة البيئية وصناعة الضيافة) التي أعدها كل من الدكتور مجدى علام، والدكتور ممدوح رشوان، والدكتور أحمد الجلاد أكدت أنه مع ازدياد نمو السياحة البيئية فى مصر والمنطقة العربية يظهر الاحتياج إلى إقامة منشآت سياحية بيئية، تصمم وتبنى وتدار بأسلوب يسهم ويدعم عمليات الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية. .وأكدت الدراسة وجوب الحفاظ على البيئة والحفاظ على الثروات الطبيعية البيئية المتمثلة فى الحفاظ على الهواء والماء والأرض والطاقة والحفاظ على الحياة الشاطئية والبحرية والكثبان الرملية, الحفاظ على الحياة البرية والفطرية والبحرية (النبات والحيوان), الحفاظ على التراث والثقافة والبيئة الاجتماعية. وعن السياحة الصحرواية وأهميتها في مصر والعالم العربي جاءت الدراسة بعنوان (السياحة الصحراوية بمصر) للدكتور محمود عبدالمنعم القيسونى والتي رأت أن السياحة الصحرواية نشاط يدرج ضمن مفهوم السياحة البيئية أو السياحة النبيلة، كما تلقب فى العديد من دول العالم اليوم مشيرة إلي أنها النشاط الواعى المسئول الحامى للتنوع البيولوجى والجيولوجى والعامل بإخلاص على حماية المجتمعات المعزولة والنائية بعاداتها وتقاليدها ومنتجاتها.