الشرق الأوسط يحتاج لقيادات قوية مثل السيسى ولا نوجه انتقادات لمصر مثل بعض المنظمات الدولية
يمكننا مساعدة مصر فى تدريب الكوادر لإنشاء المفاعلات النووية فى الضبعة
أكد بيتر زيجارتو، وزير الخارجية والتجارة المجرى فى حديثه ل «الأهرام العربى» أن بعض الدول الغربية ساندت قوى فى المنطقة اتضح أنها مؤذية مثلما حدث مع الإخوان، وأن الشرق الأوسط يحتاج لقيادات قوية مثل السيسى، لكن بعض الدول الغربية تخشى من القيادات القوية معبرا عن استعداد بلاده لتدريب الخبراء فى مجال الطاقة النووية. قمت بزيارة القاهرة عدة مرات فهل تشعر بالتغير الذى تم على مدى العامين الماضيين؟ وهل استطعت زيارة الأهرامات خلال زياراتك لمصر؟ ذهبت فى رحلة سياحية إلى أنطاليا بتركيا العام الماضى ومرت الطائرة فى طريق العودة على مصر وشاهدت الأهرامات، وكان مشهدا مثيرا، وأتمنى العودة كسائح إلى مصر لزيارة الأهرامات، لكن للأسف عادة زياراتى للقاهرة للعمل ولا يوجد وقت كاف. و قد زرت مصر اربع مرات من قبل زيارات عمل حيث كانت أول مرة فى 2013، وكان الوضع مختلفا تماما فى عهد الإخوان، لكن الآن أشعر أن مصر أصبحت بلدا حرا، وأصبح سلوك الناس أكثر استقرارا، وقد زرت القاهرة فى نوفمبر الماضى ثم زرتها مصاحبا لرئيس الوزراء المجرى فى يونيو الماضى. ما هدف زيارتك الأيام الماضية لمصر؟ زرت تركيا ثم مصر والهدف الأساسى هو متابعة لزيارة رئيس الوزراء المجرى لمصر فى يونيو الماضى خاصة فى المجال الاقتصادى والتجارى، لأن مصر شريك اقتصادى مهم لنا ولدينا مشروعات لابد من دفعها بعد أن تم الاتفاق عليها بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس الوزراء المجرى، ومن بينها تصدير 700 عربة قطار لصالح الهيئة القومية للسكك الجديد، والذى سيقوم الجانب المجرى من خلالها بتمويل توريد العربات من خلال بنك تنمية الصادرات المجرى، أكسيم بنك، بتكلفة نحو 900 مليون يورو، وكذلك التعاون فى المجال الزراعى وإنشاء المنازل الخضراء صديقة البيئة والتعاون فى مجال استخدام المياه والرى، وكذلك مجال الطاقة، خصوصا أن كلا البلدين يساند استخدام الطاقة النووية لتوليد الكهرباء، برغم أن ذلك أمر غير مفضل أوروبيا، لكننا نستخدم الطاقة النووية منذ أربعين عاما، ولدينا خبرات فى مجال التدريب والتعليم ولدينا استعداد للتعاون مع مصر فى مجال التدريب للمهندسين والفنيين النوبيين العاملين فى مفاعل الضبعة. وهناك تبادل ملموس للزيارات بين المسئولين فى البلدين مما يعكس مدى الاهتمام، فالرئيس السيسى زار المجر يونيو الماضى وأعقبتها زيارة لرئيس الوزراء لمصر، كما قام وزير الزراعة المصرى بزيارة بودابست منذ ثلاثة أسابيع، وسيزور القاهرة وزير العدل المجرى نهاية سبتمبر، وقد التقيت خمس مرات خلال العام الماضى مع نظيرى المصرى سامح شكرى، وهى إشارة إلى مدى الاهتمام بتدعيم العلاقات بين البلدين، ونسعى لمزيد من دعم العلاقات خاصة أن حجم التجارة بين البلدين انخفض بنسبة ٪10 خلال عام 2015،حيث وصل إلى نحو 290 مليون دولار وبلغت الصادرات المصرية لمصر نحو 270 مليون دولار والواردات نحو 29 مليون دولار تقريبا، كما أن هذه النسبة لم ترتفع العام الحالى، اللجنة المشتركة اجتمعت يونيو الماضى ووضعت خطة من أربع عشرة نقطة لتعزيز العلاقات، خصوصا فى مجال الطاقة والزراعة. ماذا عن عودة السياحة المصرية لمصر؟ هناك انخفاض فى عدد السياح بعد حادث الطائرة الروسية ففى عام 2014 وصل عدد السياح المجريين إلى اربعين الف سائح، وقد رفضت المجر زيادة التحذيرات من السفر لمصر وقمت بزيارة مصر بعدها بنفسى لإظهار تضامن بلادى مع مصر، وهناك حاليا تشديد لمستوى الامن فى المطارات المصرية، ومصر تعتبر من المقاصد السياحية المفضلة للسياح المجريين، ولكننا نحتاج للمزيد من الطائرات المباشرة بجانب الطيران من القاهرة ببودابست، ونحتاج خط طيران مباشر بين بودابست واحد المدن السياحية المصرية الاخرى مثل شرم الشيخ، كيف ترى التقدم المصرى على استعادة دورها الإقليمى أخيرا؟ المصريون ناجحون فى استعادة دورهم كقوة إقليمية، لديكم تحديات كبيرة لكنكم أقوياء، والرئيس السيسى شخصية رئيسية حاليا فى عالم السياسة الدولية، وآمل أن تتم تقوية الدور المصرى الساعى لاستقرار المنطقة، وكلما زاد استقرار مصر زاد استقرار المنطقة نظرا لتأثير مصر الكبير على المنطقة، ونأمل أن يتم التوصل للاتفاق مع الدول الجارة حول استخدام مياه النيل، وأن يتم التوصل لاستقرار الأوضاع فى ليبيا، وللأسف فإن الشرق الأوسط شهد العديد من القرارات الدولية الخاطئة، أو سوء إدارة دولية للأوضاع الداخلية فى بعض الدول، وقد عادت مصر إلى الطريق الصحيح، ونحن نساند محاولات الرئيس السيسى لاستمرار مصر فى هذا الطريق ولا نوجه أى انتقادات لتلك السياسيات لأسباب غير واقعية، كما تفعل عدد من المنظمات الدولية والإعلام الغربى، ونحن نرتدى نفس الحذاء لأن المجر عانت بعض تلك الضغوط أيضا، وللأسف فإن الزعماء الأقوياء يتم النظر إليهم أوروبيا على أنهم تهديد وهذا غير صحيح، لأنه فى الأوقات المليئة بالتحديات تحتاج الدول لقيادات قوية ستستطيع التعامل مع التحديات. كيف ترى الجهود المصرية لمكافحة الإرهاب؟ المجر لا تتحدث فقط عن ضرورة محاربة الإرهاب، ونحن مشاركون بقوات فى الحرب ضد داعش فى العراق، ولدينا فرقة مكونة من 150 جنديا فى المناطق الكردية للتدريب والقتال، ونمد قوات البشمركة بمعدات وأسلحة، وندرك أن مصر أحد اللاعبين الأساسيين فى الحرب ضد الإرهاب، ونحن ملتزمون بالعمل مع مصر فى هذا الإطار، ونؤمن بأن المنظمات الإرهابية لا تعمل على إحداث عدم استقرار فى الشرق الأوسط فقط، لكن فى أوروبا أيضا، والخطر الإرهابى الذى تواجهه أوروبا حاليا غير مسبوق خصوصا بعد الأحداث فى باريس وبروكسل ونيس، والمشكلة أن أوروبا لم تستطع التعامل مع قضية المهاجرين بشكل جيد، وواجهت ظاهرة عبور عشرات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين للأراضى الأوروبية بشكل يومى، مما أعطى فرصا للجماعات الإرهابية لإرسال مقاتلين تابعين لها ضمن هؤلاء المهاجرين. تعانى أوروبا أزمة المهاجرين فكيف ترون الحل الأفضل للأزمة السورية التى أدت لزيادة عدد المهاجرين؟ ليس لدينا قوات فى سوريا بل فقط فى العراق، أعتقد أن الحل يتركز فى إيجاد السلام فى سوريا وتأجيل قضية من يحكم سوريا إلى المرحلة التالية، أعتقد أن فشل تحقيق الحل السياسى حتى الآن بسبب تقديم مسألة من يحكم سوريا على مسألة إيجاد حل سلمى كمرحلة أولى، وهذا هو موقفنا . لكن المشكلة الحقيقية فى عدم الاستقرار فى بعض دول الشرق الأوسط، ولهذا فإن القضية تحتاج لعلاج الجذور وتقوية الاستقرار وليس فقط منع المهاجرين كما تفعل المجر؟ موقف المجر معقد ويؤكد أهمية علاج المشكلة من جذورها، وقد هوجمنا فى الإعلام الغربى بسبب موقفنا غير المؤيد لاستيعاب المهاجرين غير الشرعيين، لكننا نريد حماية أنفسنا ونؤكد أهمية حل المشكلة من جذورها، وإذا فقدنا القدرة على التحكم فيمن يعبر إلى حدودنا بشكل غير شرعى، فإننا نفقد جزءا من سيادتنا على أراضينا، وأيضا يجب أن نساند دولا مثل مصر والأردن والمناطق الكردية ولبنان وهى جارة للدول الأقل استقرارا، كما أن علينا التعامل مع جذور المشكلة، والحقيقة أن دافعى الضرائب الأوروبيين يدفعون آلاف الملايين من اليوروهات لمساندة الدول فى المنطقة، لكن علينا أن ننظر فى كيفية استخدام تلك الملايين، ويجب عدم مساندة دول تصدر إلينا آلاف المهاجرين ولا تفعل أى شىء لمنع ذلك، يجب أن نساند فقط الدول التى تمنع الهجرة غير الشرعية، وهناك أخطاء دولية فى إدارة أزمة المهاجرين، وبعض الدول الغربية ساندت قوى فى المنطقة اتضح أنها مؤذية مثلما حدث مع مصر والإخوان. البعض يرى أن عدم إيجاد حلول للقضية الفلسطينية هو الأساس خلف انتشار الإرهاب الراديكالى، حيث تستخدم المنظمات الإرهابية تلك القضية كسبب للعنف بجانب الغزو الأمريكى للعراق؟ نحن نشعر بخيبة الأمل تجاه محاولات حل القضية الفلسطينية، لأننا لا نرى أى تحسن، وأعتقد أنه كلما كان هناك تأخير فى إيجاد حلول، زاد عدم الاستقرار فى المنطقة، وهو ما يؤثر على أوروبا، ونحن مع إيجاد حل سلمى للقضية الفلسطينية ونساند حل الدولتين، ولدينا علاقات قوية مع إسرائيل، ولدينا طائفة يهودية كبيرة فى المجر، وفى الوقت نفسه لدينا علاقات قوية مع الجانب الفلسطينى أيضا وقد قام وزير خارجية فلسطين بزيارة بودابست أخيرا. كيف تنظرون إلى أفكار السيسى لتحريك القضية بجانب المبادرة الفرنسية؟ أعتقد أن المبادرة الفرنسية لم تحصل على تأييد إسرائيل، ومن المهم أن تكون هناك شمولية فى التعامل مع المشكلة، وبالتالى فإن عدم حضور أحد الأطراف الرئيسيين لن يكون مفيدا، والجهود المبذولة لدفع عملية السلام مهمة. كيف تنظرون إلى مبادرة مصر لجعل الشرق الأوسط خاليا من الأسلحة النووية؟ بالطبع الوضع الأمثل هو عالم خالى من الاسلحة النووية، لكن ذلك حلم ونحن دولة صغيرة لا نستطيع تحقيق ذلك، ونأمل أن يتحقق هدا الحلم يوما ما لكننا بعيدين عن ذلك، لأن القوى النووية الكبرى ليست مستعدة للتخلى عن قوتها النووية، لكن الاستخدامات السلمية للطاقة النووية مهمة، ولدينا اتفاق مع روسيا لبناء مفاعلين جديدين لدينا.