مصطفى حمزة ارتفع عدد القتلى الذين تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان، من توثيق مقتلهم، خلال 22 شهراً جراء غارات التحالف العربي – الدولي، وضرباته الصاروخية منذ 23 سبتمبر 2014، وحتى اليوم السبت، إلى 5857 على الأقل، كما أصيب المئات بجراح في الغارات والضربات ذاتها، غالبيتهم الساحقة من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية المزعومة في العراق والشام «داعش». وكان نصيب الخسائر البشرية من المدنيين السوريين حسب تقرير المرصد 594 سورياً، من بينهم 163 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و89 مواطنة فوق سن ال 18، لقوا مصرعهم إثر ضربات التحالف الصاروخية وغارات طائراته الحربية على مناطق نفطية يوجد فيها مصافي نفط محلية وآبار نفطية ومباني وآليات، في محافظات الحسكة والرقة وحلب وإدلب ودير الزور، من بينهم عائلة مؤلفة من رجل وزوجته وأطفالهما الخمسة، قتلوا جراء قصف لطائرات التحالف على قرية دالي حسن بالريف الشرقي لبلدة صرين في شمال شرق محافظة حلب، و57 آخرين، من بينهم 12 طفلاً لقوا مصرعهم في قصف لطائرات التحالف على منطقة التوخار بريف منبج الشمالي، و64 مواطناً تم توثيق مقتلهم في المجزرة التي ارتكبتها طائرات التحالف العربي – الدولي، ليلتي الخميس والجمعة، (30-4 ، و1-5) 2015، وذلك لتنفيذها عدة ضربات استهدفت قرية بير محلي الواقعة قرب بلدة صرين في جنوب مدينة عين العرب (كوباني) بمحافظة حلب، وكان توزيع القتلى على النحو التالي: 31 طفلاً دون سن الثامنة عشر، هم 16 طفلة و15 طفلاً ذكراً، و19 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، و13 رجلاً فوق سن ال 18، وفتى في الثامنة عشر من عمره. كما أبلغ تنظيم «داعش» الإرهابي أهالي رجل من مدينة الميادين بريف دير الزور بمقتله جراء قصف طائرات للتحالف الدولي على إحدى مقرات للتنظيم في المنطقة، حيث كان معتقلاً لدى التنظيم، أثناء القصف الذي استهدف المقر وتسبب في قتله، في حين قتل أحد الحراس في حقل العمر النفطي جراء ضربات لطائرات التحالف على الحقل، ولقي قيادي في التنظيم مصرعه مع زوجته و4 من أطفالهما، في قصف لطائرات حربية تابعة للتحالف على منطقة دابق بريف حلب الشمالي. ورصد التقرير مقتل 5107 على الأقل من عناصر تنظيم «داعش»، غالبيتهم من جنسيات غير سورية، جراء الضربات الصاروخية وغارات طائرات التحالف العربي – الدولي، على تجمعات وتمركزات ومقار للتنظيم، ومحطات نفطية في محافظات حماه وحلب وحمص والحسكة والرقة ودير الزور، من ضمنهم عشرات القياديين من جنسيات سورية وعربية وأجنبية، أبرزهم أبو عمر الشيشاني القيادي العسكري البارز وأبو الهيجاء التونسي وأبو أسامة العراقي «والي ولاية البركة» وعامر الرفدان «الوالي السابق لولاية الخير» والقيادي أبو سياف وقادة عسكريين وأمنيين وأمراء قواطع. كما لقي ما لا يقل عن 136 مقاتلاً من جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) مصرعهم، جراء ضربات صاروخية نفذها التحالف العربي – الدولي وغارات لطائراته، على مقرات لجبهة النصرة في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشمالي، أبرزهم القيادي في تنظيم القاعدة محسن الفضلي وأبو همام -القائد العسكري في جبهة النصرة والقيادي أبو عمر الكردي والقياديان أبو حمزة الفرنسي وأبو قتادة التونسي. في حين قضى 10 مقاتلين من جيش السنة جراء قصف لطائرات التحالف الدولي على مقرهم في منطقة أطمة بريف إدلب، كما استشهد مقاتل من لواء إسلامي كان معتقلاً لدى تنظيم «داعش» جراء قصف لطائرات التحالف الدولي على مقر للتنظيم في ناحية معدان بريف مدينة الرقة. كذلك قتل إعلامي في وكالة إعلامية تابعة للتنظيم الإرهابي جراء ضربات نفذتها طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي على مناطق في قرية تل بطال بريف حلب الشمالي. ونعتقد في المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنَّ الخسائر البشرية، في صفوف عناصر تنظيم “الدولة الاسلامية” وفصائل إسلامية أخرى، هي أكبر من العدد الذي تمكن المرصد من توثيقه حتى الآن، وذلك بسبب التكتم الشديد من قبل الأطراف المستَهدَفة على خسائرها البشرية. وجدد المرصد السوري لحقوق الإنسان دعوته للتحالف الدولي لتوخي الحذر في عملية منبج العسكرية، لأن وجود عشرات آلاف المدنيين داخل المدينة، قد يتسبب في وقوع عشرات المجازر بحق المدنيين في حال تم استهداف المدينة بضربات جوية وصاروخية غير حذرة وغير دقيقة، كما أنه وبعد مرور 22 شهراً على بدء عمليات التحالف الدولي في سوريا، فإن المرصد السوري، يدين مجدداً استهداف المدنيين من قبل التحالف، والذي أسفرت ضرباته الصاروخية وقصف طائراته، على مناطق سورية عدة، عن مقتل نحو 600 مواطن مدني سوري، بينهم 252 طفلاً ومواطنة على الأقل، كما نجدد في المرصد السوري لحقوق الإنسان تأكيدنا بشدة، على وجوب تحييد المناطق المدنية عن عمليات القصف والاستهداف أو العمليات العسكرية، والتي ذهب ضحيتها بشكل أساسي المدنيون السوريون، الذين استشهد وجرح وشرد منهم الملايين نتيجة القصف الذي استهدف مناطق تواجدهم، فيما يستمر المجتمع الدولي في صمته المرعب، تجاه آلام الشعب السوري وآماله في الوصول إلى دولة العدالة والمساواة والديمقراطية والحرية، وتقديم قتلتهم إلى المحاكم المختصة لينالوا هم وآمريهم والمحرضين عليهم عقابهم.