أعلن الباجي قائد السبسي رئيس وزراء تونس السابق اليوم -السبت- إطلاق حزب سياسي جديد قائلا: إنه سيسعى للتصدي لهيمنة حركة النهضة الإسلامية وإحداث توازن في المشهد السياسي في تونس مهد الربيع العربي. وتقود حركة النهضة مع حزبين علمانيين الحكومة الحالية بعد فوزها في الانتخابات العام الماضي بينما لم تحقق المعارضة النتائج المتوقعة وسط دعوات إلي توحيد صفوفها. وقال السبسي في اجتماع حضره حوالي 2000 من انصاره "المشهد السياسي غير متوازن والأحزاب للأسف لم تقدر على لم شملها بشكل كاف لذلك نعلن إنشاء حركة نداء تونس". وتوحدت كثير من الأحزاب العلمانية فيما بينها لكن لم تتمكن حتى الآن من الانتشار بشكل واسع في الأوساط الشعبية والشارع التونسي. وذكر رئيس الورزاء السابق المخضرم (85عاما) أن حزبه الجديد سيكون مفتوحا للجميع بمن فيهم "الدساترة" و"التجمعيون" في إشارة إلي المنتمين للنظام السابق. ويقول معارضو السبسي إن مبادرته ستمكن اتباع وقيادات حزب التجمع الدستوري المنحل من العودة إلى الساحة السياسية من باب واسع رغم مطالب شعبية لإبعادهم من الحياة السياسية. وأمام مقر قصر المؤتمرات بالعاصمة حيث عقد الاجتماع رفع عشرات المحتجين الإسلاميين شعارات مناوئة للسبسي تصفه بأنه من فلول النظام السابق وأنه يسعى لإعادته. وردد المتظاهرون هتافات "لا رجوع.. لا رجوع لعصابة المخلوع" و"عار.. عار ياسبسي رجعت انت والتجمع" قبل ان تفرقهم قوات الامن. وتواجه حركة النهضة الإسلامية -التي ينظر اليها على أنها معتدلة- انتقادات واسعة من المعارضة العلمانية بالتسامح والتراخي مع التشدد الديني الذي اصبح يهدد نمط حياة التونسيين. وقال السبسي الذي قاطعه أنصاره عدة مرات بترديد النشيد الوطني أن أحوال البلاد حرجة للغاية بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية وتزايد العنف الديني وتعهد بأن يعيد حزبه إطلاق "الحلم التونسي" من جديد. وأضاف قائلا "هي حركة ستجمع كل الطاقات والكفاءات التي تحملت مسؤوليات وتلك التي كانت مقصية..وهي حركة قائمة على برنامج يهدف الى اطلاق الحلم التونسي من جديد". ويضم حزب السبسي الجديد الطيب بكوش ورضا بلحاج ولزهر القروي الشابي وهم وزراء سابقون في حكومته إضافة إلى عدد من المستقلين الآخرين. وشن السبسي هجوما قويا على الحكومة الحالية قائلا إن الأوضاع ساءت بشكل حاد، وأن الحريات تقلصت منذ أن بدأت فترة حكمها بعد فوزها في الانتخابات في 23 أكتوبر تشرين الماضي داعيا الى اشراك الجميع في "اطفاء الحريق الذي يلتهم البلاد". ويقول بعض المعارضين ان سيطرة الاسلاميين على مفاصل الحكم في تونس يهدد بإعادة الدكتاتورية والتضييق على الحريات التي عاني منها التونسيين طيلة عقود من حكم الرئيسين السابقين زين العابدين بن علي والحبيب بورقيبة. ودأبت حركة النهضة على نفي هذه الاتهامات وتقول إنها تضمن كل الحريات وأن هناك تهويلا لما يجري في البلاد بغاية ارباك أول حكومة منتخبة بشكل حر في تاريخ البلاد. وحذر السبسي الحكومة التي تقودها النهضة من "الاغترار" بشرعية فوزها الانتخابي، مضيفا أن الظرف الحالي لم يعد يحتمل سوى شرعية التوافق بين جميع الاطراف السياسية في تونس للخروج من "النفق المظلم وإعادة الحلم".