تمتص الكائنات الحية الموجودة في قاع البحار والمحيطات نسبة 55% من أكسيد الكربون المنتشر في غلاف الأرض الجوي، وتستوعب ما بين 50-71 % منها بيئات "الكربون الأزرق" النباتية في المحيط، وهي التي تغطي أقل من 0.5% من قاع البحر. و ذلك حسبما ورد في تقرير برنامج الأممالمتحدة للبيئة 2009، بعنوان "الكربون الأزرق". هذه الاكتشافات حول كفاءة الغطاء النباتي بالمحيطات في التخفيف من غازات الاحتباس الحراري، وقدرة الأنظمة البيئية في المحيطات على تخزين أكسيد الكربون المتواجد في الغلاف الجوي لآلاف السنين- حفزت العلماء علي التعجيل بالبحث في الدور المحتمل "للغابة الزرقاء" في الجهود العالمية للتخفيف من التغيير المناخي. كما شجعت علي عقد الندوة الدولية حول آثار التغيير المناخي على المحيطات في العالم في معرض اكسبو يوسو لعام 2012 وعلي مدي الفترة من 12 مايو/آيار-12 أغسطس/آب 2012، تحت عنوان "المحيطات والسواحل الحية". وتجمع الندوة العلماء والباحثين لمناقشة إدارة أكسيد الكربون في "الغابات الزرقاء". وأوضح جابرييل جريمزديتش، من برنامج الأممالمتحدة للبيئة في نيروبي، أن "أكسيد الكربون المخزن الذي تمتصه من الجو النظم البيئية الساحلية -مثل المنجروف والأعشاب البحرية والمستنقعات المالحة- يسمى "الكربون الأزرق". وبدورها قالت ويندي واتسون رايت، الأمينة التنفيذية للجنة الحكومية الدولية لعلوم المحيطات ومساعدة المدير العام لليونسكو، لوكالة إنتر بريس سيرفس، "نحن بحاجة إلى العلم الجيد من أجل وضع سياسة جيدة". وفي دراسة قدمت للندوة بعنوان "الموائل الساحلية مزروعة كأحواض لأكسيد الكربون المكثف: فهم واستخدام استراتيجيات الكربون الأزرق"، تقول نوريا ماربا بوردالبا، الباحثة في معهد البحر الأبيض المتوسط للدراسات المتقدمة في أسبانيا، أن هناك المزيد من أكسيد الكربون المخزون في التربة الخاصة بالنظم البيئية البحرية عما تعرفه الأوساط العلمية حتى الآن. والجانب الهام للكربون الأزرق هو أن غالبيته موجود في التربة تحت النظم البيئية، وليس في الكتلة الحيوية فوق سطح الأرض. و يمكن تخزين أكسيد الكربون لآلاف السنين بسبب تذبذب مستوى سطح البحر، بدلاً من الغابات البرية التي تصل إلى نقطة التشبع بأكيد الكربون قبله. ولكن هناك مخاطر. فالوجه الآخر للكربون الأزرق هو أنه إذا تعرضت هذه النظم الايكولوجية للتدهور أو التدمير، فإن كمية ضخمة من أكسيد الكربون المخزن -المتراكمة في بعض الأحيان على مدى ملايين السنين–تنطلق في الجو كغاز ثاني أكسيد الكربون نتيجة لتأكسد الكتلة الحيوية والتربة العضوية التي قد يكون تم تخزين الكربون داخلها.