أ ش أ أكد وزير الخارجية سامح شكري، مجددا على العلاقة الوطيدة الممتدة والتاريخية والراسخة بين مصر والمملكة العربية السعودية على المستويين الحكومي والشعبي. جاء ذلك ردا على سؤال لوكالة أنباء الشرق الأوسط حول الرسالة التي يبعث بها هذا الزخم المصري السعودي للعالم كله، وذلك خلال لقاء صحفي لوزير الخارجية سامح شكري ونظيره السعودي عادل الجبير بمقر وزارة الخارجية السعودية بالرياض على هامش اجتماعات المجلس التنسيقي المصري السعودي. وتابع شكري قائلا "الشعور بأن المصير مشترك وأن مصر والمملكة هما ركيزة العمل العربي المشترك والسعي لتدعيم الأمن القومى العربي والانطلاق نحو طموحات الشعبين والأمة العربية والإسلامية يجعل من هذه العلاقة علاقة استراتيجية تبنى على الخير وتبنى على الاستجابة لطموحات شعوبنا للتقدم والازدهار". وقال "نحن لنا هذا التوجه الأكيد وسنظل عليه"، منوها بأن "أعمال المجلس التنسيقي هي انطلاق نحو مستقبل مليء بالتفاعل والإنجازات". من جانبه، عبّر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، عن شكره وتقديره للوزير شكري على هذه الزيارة، وعلى كلماته الطيبة فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية وفيما يتعلق بالأهداف المرجوة من قبل قيادة البلدين الشقيقين، معربا عن التطلع لمزيد من اللقاءات والزيارات الثنائية. وردا على سؤال عن الموقف المصري تجاه إيران، خاصة بعد إعلان المملكة العربية السعودية أمس قطع العلاقات في ظل ما حدث للسفارة والقنصلية السعوديتين في إيران، قال وزير الخارجية سامح شكري "نحن اتخذنا قرارا بقطع العلاقات مع إيران منذ 27 عاما نظرا للأوضاع في ذاك الوقت، ونرى في هذا التدخل في الشأن الداخلي للمملكة أمرا مرفوضا، ولا تقره أى من القوانين والأعراف الدولية". وأضاف "وبالتالي فنجد في القرار الذي اتخذته المملكة أنه يلبي سيادتها ومصالحها، وكما أكدنا في العديد من المرات فنحن نرفض أي شكل من أشكال التدخل في الشأن الداخلي العربي، وفي التأثير على الأمن القومي العربي، ونرى أن هذا هو الموقف الثابت الذي نعمل بالتنسيق مع المملكة وغيرها من دول الخليج على إقراره والتأكيد عليه في كل مناسبة". وأكد شكري أن "أمن المملكة جزء لا يتجزأ من أمن مصر.. وأمن مصر جزء لا يتجزأ من أمن المملكة". وردا على سؤال حول مبادرة مصرية بحق الجامعة العربية لاتخاذ قرار جماعي تجاه النظام الإيراني وتدخلاته في دول المنطقة قال وزير الخارجية سامح شكري "اليوم بلغنا بالطلب الذي تقدمته به المملكة لعقد المجلس الوزاري للجامعة، وكانت مصر من طليعة الدول التي أيدت هذا الطلب"، مشيرا إلى أنه "سيكون هناك تشاور وتنسيق مع المملكة في مخرجات الاجتماع الذي سوف يعقد في أقرب فرصة، متوقعا أن يكون الأحد القادم". من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي إن هناك ترتيبات لاجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون، ووزراء خارجية الدول العربية، كما توجد تحركات في الأممالمتحدة، مؤكدا أن المملكة ستبذل كل جهدها لإبراز الدور السلبي الإيراني وانتهاكات إيران للقوانين والأعراف الدولية. وفي سياق آخر، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن زيارة وزير الخارجية سامح شكري واللقاء اليوم على هامش اجتماعات المجلس التنسيقي المصري السعود تأتى في إطار التشاور المستمر والتنسيق المستمر بين البلدين، مشيرا إلى أن مباحثاته مع الوزير شكري تناولت وجهات نظر العديد من القضايا التى تهم البلدين، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وأهمية إيجاد حل لهذا النزاع يؤدى إلى إيجاد دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف. كما تم بحث الأوضاع في سوريا والعراق واليمن وليبيا، والأمور الثنائية التي تتعلق بالتنسيق والتشاور والاستثمارات، وكذلك "آخر التطورات في التدخلات الإيرانية في شئون المنطقة والأعمال السلبية التى تقوم بها إيران". وردا على سؤال حول عقد مجلس الجامعة العربية فى الرياض ليكون رسالة لإيران وغيرها، قال الجبير إن الاجتماعات الوزارية دائما تعقد فى مقر الجامعة العربية بالقاهرة، مشيرا إلى أن هذا الأمر يعود إلى وزراء الخارجية أنفسهم والجامعة العربية. وردا على سؤال بشأن مبادرة لوزير الخارجية الروسى لإيجاد حل بين الرياض وطهران، قال الجبير "لم اطلع على مبادرة روسية"، وتابع "الشر يأتي من طرف واحد وليس من طرفين"، مؤكدا أن "المملكة العربية السعودية على مدار 35 عاما لم تقم بأي عمل عدواني تجاه إيران ولكن إيران منذ الثورة الإيرانية وهى تتحرك بشكل سلبي وعدواني تجاه المملكة".. مضيفا "إيران تتدخل فى شئون المنطقة وتدعم الإرهاب وتجند أبناء المنطقة ليعملوا ضد مجتمعاتهم، وتهرب السلاح والمتفجرات إلى دول المنطقة من أجل زعزعة الأوضاع الأمنية وتحرض على الإرهاب والعنف والتطرف وتحمى إرهابيين وأشخاص متهمين بالإرهاب وتعطيهم جوازات سفر إيرانية ولا تحترم القوانين والأعراف الدولية". وقال وزير الخارجية السعودي "التصعيد والعمل العدواني والشر يأتي من إيران وليس من المملكة، وبالتالي إذا أرادت إيران أن يكون لها دور إيجابى فى المنقطة فعليها أن تكف عن الأعمال العدوانية وتتصرف مع دول المنقطة كما تتصرف أي دول تسعى لحسن الجوار فالأمر يعود لإيران وأساليبها". وردا على سؤال حول عدد الاتفاقيات التى ستبرم بين البلدين فى اجتماع المجلس التنسيقي المصري السعودي، قال وزير الخارجية سامح شكري "إن غدا سيشهد على الأقل اتفاقيتين وربما تزيد وفقا للمشاورات الجارية بين الطرفين"، مشيرا إلى أن هناك اتفاقيات لها طابع فني يحتاج إلى تشاور وإلى توافق بين الجانبين"، مؤكدا أن اللجنة تعمل بكل جهد حتى يتم التوقيع والانتهاء من أكبر عدد ممكن من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، مشيرا إلى أن هناك عددا من الاجتماعات القادمة سيتم خلالها إنجاز ما يتبقى من هذه الاتفاقيات. بدوره، أكد الجبير أن هذه الاتفاقيات هى مرحلة انطلاق وليست مرحلة وصول والعمل مستمر فيما يتعلق بإيجاد فرص استثمار إضافية وإيجاد أفق للتعاون إضافية، منوها بأن البلدين حريصان على تكثيف التعاون في كل المجالات، وقال "لن نبخل في محاولة إيجاد مزيد من الفرص لتعزيز هذا التعاون القائم والقوى بين البلدين"، مشيرا إلى أن هناك حوالى 14 اتفاقية ينظر فيها الآن. وتوجه شكرى للوزير الجبير بالشكر على حفاوة الاستقبال وقال "إننا نشعر فى بلدنا، وليس الثانى، وإنما بلدنا، كما دائما نلمس نفس المشاعر عند زيارة الوزير الجبير"، مشيرا إلى أن اللقاء كان فرصة طيبة على هامش اجتماعات المجلس المصري السعودي لتفعيل ما تم الاتفاق عليه خلال الجلسة الثانية من إطار تشاوري ومستمر بين وزيري خارجية البلدين للاطلاع على آخر المستجدات على المستوى الإقليمي والدولي ومواجهة التحديات العديدة التي تتعرض لها المنطقة والتي تعمل سويا على درء المخاطر الخاصة بالمنطقة وبالأمن القومي العربي. وقال شكرى "نحن نرى في هذه العلاقة علاقة استراتيجية وعلاقة إخاء ومصير مشترك ونعمل بكل ما لدينا لتدعيم هذه العلاقة على المستوى السياسي والثقافي والاقتصادي والأعمال التى تضطلع بها لجنة التنسيق، وما تسفر عنه من نتائج لهى خير دليل على عزم البلدين لتحقيق هذه المصلحة المشتركة".