إبراهيم العشماوى وقع المحظور مرة أخرى في اليمن، وتسببت القوى السياسية والحزبية فيه وفي مقدمتها جماعة الحوثيين في جلب التدخل الخارجي، وفتح مستقبل البلاد على مجهول غامض للجميع، وفيما واصلت طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية ضرب معاقل الحوثيين في صنعاء وصعدة وعدة مناطق يمنية، يحاول الحوثيون مدعومين بقوات كبيرة من الجيش اليمني التابع للرئيس السابق علي عبد الله صالح الاستحواذ على عدن من خلال معارك ضارية من عدة اتجاهات، وذلك لقطع الطريق على الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي الموجود في الرياض من العودة إلى البلاد وإعادة تنظيم صفوف أتباعه من جديد، وكذلك بغرض نقل المعارك والمواجهات مع التحالف العربي بعيدا عن صعدة وصنعاء إلى مناطق قريبة من مضيق باب المندب للتأثير على دول الغرب الداعمة لعمليات عاصفة الحزم. وأكدت مصادر في عدن أن قوات الحوثيين وصلت بالفعل إلى مدينة عدن ودخلتها من ثلاثة اتجاهات، لكنها توقفت بعد أن نفذت قوات التحالف غارات جوية على مناطق تمركزهم في الضالع ولحج. وذكرت المصادر أن معارك عنيفة بين مسلحي اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي والحوثيين دارت في نقطتي العلم من الجهة الشرقية، ومن أحياء دار سعد في المناطق الشمالية ، ونفذ طيران التحالف العربي غارات صاروخية استهدفت عتاداً عسكرياً للقوات العسكرية الموالية للحوثيين في الجهة الشمالية من المدينة. واعترفت جماعة الحوثي بتدمير أكثر من 22 موقعا حيويا من قبل قوات التحالف في مقدمتها مطار صنعاء الدولي ومطار الحديدة ومطار صعدة وقاعدتا العند في لحج والديلمي في صنعاء وميناء المخا وموقع الحرس الجمهوري بصنعاء ومخازن الصواريخ في فج عطان وعشرات الوحدات العسكرية والطائرات الحربية ومعسكرات الجيش الموالية لصالح في صنعاء، وصعدة وحجة وذمار ولحج، وبينما أعلنت قيادة التحالف العربي السيطرة الكاملة على موانئ اليمن الرئيسية في الحديدة وعدن والمكلا والمخا ومنع الحوثيين من استقبال أسلحة إيرانية عن طريقها، استبعدت مصادر عسكرية يمنية قرب بدء إنزال قوات برية في اليمن في الوقت الحالي، خصوصا ما يكتنف هذه الخطوة من مخاطر عديدة تتمثل في الطبيعة الجغرافية الصعبة لجبال اليمن، وأن الشعب في أغلبه مسلح ولا توجد مساحات كاملة آمنة يمكن الانطلاق منها، فضلا عن جلب مثل هذه الخطوة تعاطفا شعبيا أكثر مع الحوثيين الذين يجيدون استدرار مشاعر اليمنيين واستفزاز نخوتهم تجاه ما يعتبرونه عدوانا وغزوا خارجيا. ولاحظ المراقبون للتطورات في صنعاء أن جماعة الحوثيين تبدو كمن أسقط في يدها جراء الضربات الجوية حتى إن زعيمها لم يظهر على شاشة التلفاز منذ انطلاق الهجوم الجوي، لكنهم يتوقعون أن يحاول الحوثيون تنفيذ أي عملية برية داخل الأراضي السعودية لتحسين الحالة المعنوية لمقاتليها، وإظهار قدرتهم على البقاء، في الوقت الذي يركزون حاليا على التوسع في بسط سيطرتهم على أراضي الجنوب، وإخضاع أية ألوية وكتائب عسكرية وقبائل لا تزال على ولائها للرئيس عبدربه منصور هادي، وتؤكد مصادر قريبة من الحوثيين أن قواتهم لم تتضرر كثيرا من أعمال القصف الجوي الذي ركز على المطارات ومقار المعسكرات والصواريخ، وكما أن ميليشياتهم مدربة على حروب العصابات وأعمال الكر والفر من حروب صعدة الست، وهو ما سيعقد مهام القوات الدولية. وتكشف الوقائع على الأرض أن الرئيس اليمني يواجه مصاعب جمة في لملمة قواته وتنظيمها من جديد بسبب حالة الارتباك السائدة في صفوف الجيش اليمني وتعدد الولاءات، ونجاح الرئيس السابق علي صالح في استقطاب العشرات من قادة الوحدات العسكرية إلى جانبه، خصوصا أنه بات هدفا مشروعا لقوات التحالف التي تسعى إلى إسكات صوته لتمهيد الخطوات للتفاهم مع قيادات الجيش. ومع أن السعودية عرضت الحوار على كل الفصائل اليمنية الراغبة في استقرار اليمن وفقا لإعلان مجلس الوزراء السعودي، فإن مصادر يمنية تستبعد إجراء أي حوار في الوقت الحالي في ظل استمرار الأعمال الحربية التي تضررت منها مساكن المواطنين وأضعفت قدرة السياسيين والقيادات الحزبية على القيام بمساع حميدة، في الوقت نفسه بدأت روسيا والصين تحركات حثيثة لوقف هجوم التحالف على الحوثيين من خلال اتصالات سرية بين مختلف الأطراف تسعى إلى صياغة مبادرة مقبولة تحفظ الحد الأدنى من مطالب اليمنيين بمن فيهم الحوثيون والبدء في حوار تحت مظلة الأممالمتحدة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني. وبالتزامن مع حرب اليمن يعيش نحو 7 آلاف مصري مقيمين في اليمن أغلبهم أطباء ومدرسون ومحاسبون مأساة حقيقية نتيجة حصارهم داخل الأراضي اليمنية، وعدم قدرتهم على الهروب من القصف بعد خروج السفير وأعضاء السفارة قبل بضعة أسابيع، ويطالب المصريون بسرعة التحرك والتنسيق مع قيادة التحالف العربي لإنقاذهم وأسرهم من صنعاء وعدة مدن، خصوصا مع اشتداد المواجهات وحرب الشوارع ومخاوفهم من استهدافهم من ميليشيات الحوثيين على خلفية مشاركة مصر في التحالف العربي، وكانت وزيرة القوى العاملة الدكتور ناهد عشري أعلنت عن ترتيبات لتعويض المصريين العائدين من اليمن، وإعداد استمارة خاصة لذلك بموقع الوزارة.