علاء عزت أقر وأعترف بأنني أختلف معه أيدلوجيا. وأقر وأعترف بأنني أقدر تاريخه كرويا. ومن بين الاعترافين تسير علاقتنا علي الخيط الرفيع. « نحن دوما فى حاجة إلي الاختلاف .. ليعرف كل منا كيف يفكر الآخر .. وفى النهاية إما أن نفترق في هدوء .. وإما أن يعتذر أحد منا للآخر «.. حكمة لا يعرفها الكثيرون، الذين يصرون علي قتله، وجلده كل صباح بسوط اتهامات تصل إليهم مغلفة بسلوفان الشائعات، مستغلين صمته، وانعزاله ..لا يحاولون التأكد من صحتها، بل يرفضون التأكد خوفا من أن يكتشفون إنها مجرد كذبة، وتضيع عليهم فرصة جديدة لجلده ضمن مسلسل للانتقام منه .. وهو ما يفسر لنا إصرار البعض علي رصده ومطاردته عبر صفحات وحسابات علي مواقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» و«تويتر»، برغم أنهم يعلمون مسبقا أنها مزيفة!!.. ويتعاملون بشعار « العيار الذي لا يصيب ».. ويطمئنون علي صورتهم لأنه يعرفون مقدما أنه لن يخرج مدافعا عن نفسه. أتحدث عن علاقة الإعلام بالنجم الكروي الكبير محمد أبوتريكة، إعلام يحاول أن يشوه مع سبق الإصرار والترصد تاريخ لاعب أسعد الملايين ليس من المصريين فحسب، بل الملايين من شعوب كل الدول العربية، علي خلفية مواقف تحلي فيها بالشجاعة وحمل كفنه علي يده، كان مهددا بالاغتيال يوم أن أعلن تعاطفه مع غزة، حارب الفتنة وانتصر للقومية العربية وقت الأزمة مع الجزائر، وكل تهمته أنه ينتمي بحكم مولده ونشأته في قرية ناهيا المجاورة لكرداسة لجماعة الإخوان المسلمين. والغريب أن تصفية أبوتريكة إعلاميا ليست مطلبا جماهيريا وليست مهمة وطنية، بل من الغباء أن يتم وضعه في سلة واحدة مع آخرين، ومحاولة وضعه في القائمة السوداء، لأنه يتمتع بحصانة جماهيرية كبيرة وخاصة، حصانة جعلت الاقتراب منه خطاً أحمر، فهو في عيون وقلوب جماهير الأهلي ليس مجرد نجم منحه الله موهبة أحسن استغلالها ووجهها لصناعة بطولات كان فارسها الأول سواء مع الأهلي أم المنتخب الوطني، إلي بطل قومي. الانتقام والتشويه خرجا فى صورة حملة ممنهجة، لم يكن غريبا أن يبادر البعض بالتعرض إلي حياة أبوتريكة الشخصية، ومعايرته بفقره قديما، وأن والده مجرد رجل بسيط يعمل جنايني، وكيف أنه كان يعمل وهو طالب في مصنع طوب لتدبير أموال للصرف علي دراسته، ووصل الأمر إلي المقارنة بين نشأة أبوتريكة ابن الفقراء، ونجم آخر وهو حازم إمام ابن الأكابر، وأخرج لنا إعلامي نسخة جديدة من فيلم «رد قلبى» وحكاية الأمير علاء، وعلي ابن الجنايني. كثيرا ما طالبت أبوتريكة بالخروج من معزله الاختياري، للرد علي تلك الحملات والمهاترات، علي الأقل للحفاظ علي جماهيريته وصورته، إلا أنه فى كل مرة كان يردد جملة واحدة وثابتة : « البلد مش ناقصة انقسامات». وتزيد دهشتي، عندما يتصل بي عددا ممن يقودون حربا مقدسة لتصفية أبوتريكة، يطالبونني بالتوسط لديه لاستضافته فى برامج «توك شو»، وقبل أن أخبرهم أنه عازف تماما عن الإعلام، يفاجئونني برصد مبلغ مالي كبير، يبدأ من خانة الآلاف، ويقترب من خانة المليون!! .. أقسم لكم بالله إنها الحقيقة، وعندما يعتذر عن عدم الظهور الإعلامي يعاودون الكرة ويواصلون حملة التشويه .. تارة يغلفونها بالسياسة، ويعاتبونه علي صمته، وهم من هاجموه يوم أن أدلي بدلوه، واتهموه بخلط الرياضة بالسياسة، والآن يقتلونه لأنه عمل بنصيحتهم!!.. وتارة أخري يغلفونها بالدين .. ويتهمونه بالتشدد لجماعة الإخوان المسلمين. ضحكت كثيرا، وأنا أقلب في « أرشيفي « ووجدت صورا لأبوتريكة عندما زار ولعب داخل كنيسة، قبل أن أعود لأقرأ حوارا أجريته معه قبل سنوات وكان عنوانه « أبوتريكة يحييكم من داخل الكنيسة «.