لن أقول لك وداعاً يا أبوتريكة .. بل سأرحب بك في واحدة من أحلي واجمل صفحات الكرة في مصر والعالم العربي .. لن أمد يدي لأسلم عليك لآخر مرة يا أبوتريكة .. بل سأجل الأرض تتزين بالورود لتتشرف بكل خطوة ستخطوها عليها بعد أن أضأت ملاعب مصر والعالم بكرتك الجميلة وأخلاقك الطيبة وانجازاتك مع الأهلي ومنتخب مصر. لست أنا من يتكلم .. لست أنا من يقول تلك الكلمات .. لست أنا من سيعطيك حقك مهما طال الزمان .. لست أنا الذي يرحب بك أو سعيد للقاءك، لكنه كتاب التاريخ .. هذا الكتاب الذي أكاد أشعر بمدي سعادته لوجود إسم محمد ابوتريكة بين طيات صفحاته والحبر يرسم صورته علي أوراقه.. أهلاً بك يا أبوتريكة. كثيرون كانوا كتبوا منذ فترة مجرد كلمات تمر وتُنسي وتصبح مجرد أقوال بل شعارات، لكنني الآن آمنت بكل ما قيل ويقال بأننا لن ننساك يا أبوتريكة، ولا نتخيل الكرة بدونك، فلا الملاعب سيكون لها طعم، ولا الكرة ستكون جميلة ولن تُسمع آهاتنا، ولا الأغاني التي أطربتنا لوجود اسمك فيها ستمتع آذاننا. سيقول البعض أنني مبالغاً، لكنني وبشكل شخصي أعشق أبوتريكة، ولو اجتمعت كل أوراق العالم لن تكفي لوصف ما بداخلي من حب لشخص كان وسيظل إنساناً قبل أن يكون لاعب كرة، ومن لا يعرف حجم أبوتريكة، فليسأل عنه في وطننا العربي ليعرف ما قيمة أن يكون لديك لاعب مثل محمد أبوتريكة. محظوظ هو كتاب التاريخ الذي سيحتفظ بمحمد أبوتريكة .. محظوظ لأنه سيبقي معه نظيفاً ولن يلوثه أحد مثلما حاول بعض الجهلاء والباحثون عن الشهرة .. محظوظ بما سيحمله من ذكريات جميلة لهذا النجم لن تمحوها الأقلام ولا حتي الرياح أو عوامل التعرية .. فهو باق في قلوبنا. محظوظ هو كتاب التاريخ الذي سيظل يسمع كلمات هذا الخلوق .. محظوظ لأنه هو من سيحتفظ بابتسامته التي ستعود له بعد أن أطفأها سفهاء الصحافة والإعلام الذين ظلوا يبحثون عن الشهرة وزيادة المتابعة واتخذوه مادة لهم - وهذه شهادة تقدير في حقه وليست ضده - فلننتظر معاً لنري ماذا سيفعلون هؤلاء المفلسون الآن بعد أن اعتزل أبوتريكة الكرة وابتعد عن أعينهم الشيطانية. أنا ومن جاء في هذا الزمن والجيل أيضاً جميعنا محظوظين، فأنا شخصياً قدر لي الله وكان لي شرف مشاهدة النجم محمود الخطيب ومن بعده أبوتريكة، تمتعت وأنا صغير ببيبو .. واستمعت الآن بتريكة .. فياله من حظ سعيد ! عاد بي الزمان إلي عام 2003 عندما دارت حرب إدارية وإعلامية بين الأهلي والزمالك وقت أن قرر الترسانة بيع أبوتريكة لمن يدفع أكثر، كان حينها الحديث عن أنه لاعب عادي ولا يستحق كل هذا العناء من أجل ضمه، والآن وبعد مشوار أبوتريكة مع الأهلي والمنتخب المصري عرفت بل تأكدت أنه لا يمكن أن تحكم على مستقبلك من الآن، فالأنبياء رعوا الغنم ثم قادوا الأمم. محمد أبو تريكة .. اللاعب الإنسان .. هذا كان عنوان مانشيت علي الموقع الرسمي لبرنامج الأغذية العالمي ومكافحة الجوع في العالم .. وقيل عن أبوتريكة علي هذا الموقع "التواضع والخجول وحب الإنسانية وفعل الخير بعض سمات المهاجم المصري محمد أبو تريكة نجم النادي الأهلي ومنتخب مصر. فهو ليس فقط أحد معالم القلعة الحمراء وأمل ملايين الجماهير في أي مباراة يلعبها، بل أيضا إنسان يعمل في صمت ليساعد الفقراء والمحتاجين من خلال أعماله الإنسانية." ومن أفضل ما قال بعيداً عن الكرة قال " كل إنسان هو قدوة للغير. والقدوة ليست بالكلام، بل بالفعل حتى يثق الناس فيك ويحذو حذوك". رجل سأل بحار: أين مات أبوك؟ قال: في البحر، فسأله ثانيةً: وجدك أين مات؟ قال: في البحر، فصرخ الرجل مستغربا: وتركب البحر بعد هذا؟! ابتسم البحار ورد بالسؤال نفسه: وأنت يا هذا، أين مات أبوك؟ قال: على فراشه، وجدك؟ فأجاب: على فراشه.. فالتفت البحار عنه عائداً إلى قاربه وهو يقول: وتنام على الفراش بعد هذا!! تلك القصة أهديها لكل من حارب أبوتريكة واستمتع بإهانته ..فالمحبطون تراهم في كل زاوِية، إناس لا ترى إلا الشوك في الورد. للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك