السيد رشاد تصوير أيمن برايز فى سابقة هى الأولى من نوعها، أطلقت مؤسسة الأهرام صالونها التشكيلى الأول، الذى من المنتظر أن يعقد سنويا فيما بعد، بافتتاح معرض «إيقاع» الذى يمثل بانوراما للفن التشكيلى المصرى المعاصر، وذلك مساء الاثنين الماضى بقاعة الأهرام للفنون. ««إيقاع» يقام تحت رعاية رئيس مجلس إدارة مؤسسة «الأهرام»، ومجلة «البيت»، وإدارة المقتنيات الفنية بالمؤسسة وافتتحه د. جابر عصفور، وزير الثقافة ود. أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة المؤسسة، برفقة مجموعة من نجوم الفن والفكر والاقتصاد والسياسة والثقافة والإعلام والمجتمع وبعض أعضاء السلك الدبلوماسى فى مصر من العرب والأجانب، بحضور جمهور غفير من الفنانين التشكيليين يمثلون مختلف الأجيال ومحبى الفنون الجميلة، إضافة إلى محمد عبدالهادى رئيس تحرير جريدة الأهرام ونخبة من رؤساء تحرير الإصدارات. عقب الافتتاح أشاد د. جابر عصفور، وزير الثقافة، بالأعمال التشكيلية المعروضة، والتى تزيد على 80 عملا فى النحت والتصوير والرسم والفوتوغرافيا والجرافيك وفنون الحلى والفيديو آرت. أشار د. عصفور إلى أن الفن التشكيلى المصرى كما يقدمه هذا المعرض، هو مجال إبداعى شديد الثراء سواء من حيث الفنانين المبدعين من مختلف المدارس والاتجاهات والنزعات الفنية، أم من حيث الأعمال التشكيلية نفسها، وأنه يحق لهذا الوطن، مصر وأبنائها أن يفخروا بمنجز الفنانين المشاركين فى هذا المعرض، مؤكدا دور مؤسسة الأهرام التاريخى فى رعاية ودعم الفنون التشكيلية، فضلا عن امتلاكها ثروة فنية ضخمة تجعلها من أهم المؤسسات المصرية والعربية فى هذا الشأن. من جانبه أوضح د. أحمد النجار أن معرض «إيقاع» يأتى فى إطار مشروع فنى متكامل، يقدم معارض ومهرجانات ومنتديات تشكيلية دورية، تتيح لكل الاتجاهات والمدارس والأجيال الفنية تقديم إبداعاتها إلى الجماهير المصرية والعربية من خلال الأهرام، مشيرا إلى أن هذه الفاعليات استمرارا لدور المؤسسة الريادى فى دعم ورعاية الفنون، ونشر التنوير والإعلاء من البعد الحضارى، استكمالا لدورها التثقيفى والمعرفى والتوثيقى، مشيرا إلى أن الأهرام حرص على الإسهام الفاعل والإيجابى فى ازدهار حركة الفن التشكيلى المصرى والعربى، منذ أن نظم صالونه التشكيلى الأول قبل 139 عاما، وحرصه أيضا على إنشاء واحدة من أكبر قاعات الفنون التشكيلية فى مصر هى قاعة «الأهرام للفنون» التى تبلغ مساحتها نحو 700 متر مربع، وصممت على أحدث الطرز المعمارية والفنية، حيث صممتها الفنانة الفرنسية العالمية سيلفى بلانشيت، كما زودت بأجهزة إضاءة خاصة بحماية الأعمال الفنية، لخدمة الحركة التشكيلية المصرية والعربية، كما حرص «الأهرام» على تقدديم «كنوزه» من الأعمال التشكيلية فى مختلف المجالات والاتجاهات والفنون، وهى أعمال عالية القيمة الفنية والتاريخية، وتعد ثروات «فوق التقييم» للمؤسسة والفن التشكيلى المصرى والعربى والإنسانى. فيما أكدت عزة الحسينى، رئيس تحرير مجلة «البيت» أن «إيقاع» يأتى استمرارا لرسالة «البيت» فى جذب القارئ المصرى والعربى للاهتمام بمجالات الفنون والإبداع المختلفة، باعتبارها واحدة من أهم إصدارات مؤسسة الأهرام المتخصصة فى مجال الديكور والعمارة والفنون، والتى حرصت منذ انطلاقتها قبل 14 عاما، على تقديم العديد من المواهب الفنية الذين أصبحوا علامات مهمة فى مجالاتهم فيما بعد، كما حرصت وستظل على دعم الحركة التشكيلية بفنانيها الكبار والشباب وحتى الواعدين لإثراء المشهد التشكيلى والمنظومة الجمالية المصرية والعربية. وعن سبب اختيار اسم «إيقاع» عنوانا للمعرض، برغم أنه اسم ذو دلالة موسيقية - صوتية فى الأساس، قالت سوسن مراد عز العرب، رئيس التحريرى التنفيذى لمجلة «البيت»، إن اختيار الاسم يدل على أنه برغم تعدد الأساليب والاتجاهات والمدارس الفنية على اختلافها، فإنها تتداخل وتتناغم فى «إيقاع» واحد داخل المعرض هدفه الاحتفاء بالإبداع المصرى فى مجمله، بتعدد روافده وأجياله، كما أنها من ناحية أخرى دعوة غير مباشرة لزائرى المعرض إلى التواصل الأعمق مع الإيقاع الداخلى للعمل التشكيلى لوحة كان أو تمثالا أو عملاً مركبا أو قطعة من الحلى، أو صورة فوتوغرافية، وأن كلمة إيقاع تحمل أيضا رنينا خاصا، وهو ما يدل على تلك الروح المتجددة دائما ل «الأهرام» التى تواكب «إيقاع» العصر. واتفق معها هشام نصر، مدير إدارة المقتنيات الفنية، مضيفا أن صالون الأهرام الذى يقام هذا المعرض ضمن فاعلياته، سيختار كل عام «تيمة» مختلفة للوقوف على آخر ما وصل إليه المشهد التشكيلى المصرى. وفى تقليد حميد يجسد معانى الوفاء والتقدير لمن أعطوا للفن التشكيلى المصرى والعربى. قام المعرض بتكريم اثنين من رواد الحركة التشكيلية المصرية هما «كاهن النحت المصرى» الفنان الرائد آدم حنين، صاحب تمثال النسر الشهير الذى يقبع أمام المبنى الرئيسى لمؤسسة الأهرام، وهو أحد أبرز الأسماء فى فن النحت المعاصر مصريا وعربيا، حيث تسلم حنين درع مؤسسة الأهرام فى احتفالية أقيمت عقب الافتتاح على أنغام فرقة «وتريات» التى عزفت مجموعة من أجمل معزوفات الموسيقى الكلاسيكية، كما كرم المعرض اسم الفنان الراحل منير كنعان، الذى رحل عن عالمنا عام 1999، تاركا ثروة فنية هائلة للفن المصرى والإنسانى، وقد تسلمت درع تكريمه الكاتبة الكبير سناء البيسى زوجة الفنان الراحل منير كنعان وشريكة مشواره الإنسانى والإبداعى وكذلك نجله هشام منير كنعان. ويأتى تكريم اسم منير كنعان تقديرا لإثرائه المشهد التشكيلى المصرى بمئات الأعمال، والتى يمتلك الأهرام أكثر من عمل مميز منها، ويعد كنعان من أهم فنانى «التجريدية التعبيرية»، والذى نجح فى خلق عالم فنى خاص به مفعم بالتجريب والجرأة الفنية، وكسر دوائر الفن الجامدة، مما جعله يشكل مدرسة فنية منفردة ومتفردة، وقد حصل على العديد من الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية فى الفنون، والجائزة الذهبية فى أول بينالى عربى. تبقى الإشارة إلى أن فاعليات المعرض ستستمر حتى العشرين من نوفمبر الجارى بمشاركة أربعين فنانا من مختلف الأجيال والمدارس، من بينهم عمر النجدى وخالد حافظ وهانى راشد ورامى دوزى، ومحمد أبوالنجا، وكاثرين باخوم، ورضا عبدالسلام وعقيلة رياض فى مجال «التصوير»، وعمر طوسون وكمال الفقى وأحمد عبدالفتاح وأحمد عبدالتواب، وأحمد العسقلانى فى مجال «النحت»، وأسامة عبدالمنعم وعوض الله الشيمى، وفؤاد الشاذلى وهشام طه فى مجال «الجرافيك»، وأيمن لطفى، وبسام الزغبى فى مجال «التصوير الضوئى»، وريم جاثو ومايا سوريك وسوزان المصرى فى مجال الحلى، وكل هذه الأعمال المعروضة متاحة للاقتناء من جانب الجمهور، وتستمر فاعليات المعرض حتى العشرين من نوفمبر الجارى.