جلال الشافعى هو أحد أفضل المدربين المصريين على الساحة الكروية خلال السنوات الأخيرة، حقق نتائج رائعة مع جميع الفرق الذى تولى قيادتها فنيًا سواء مع حرس الحدود وإنبى أم أهلى بنى غازى الليبي، وأخيرا العودة لإنبى الذى قاده لصدارة ترتيب الدورى المصرى حتى الآن. طارق العشرى، المدير الفنى لفريق إنبى أكد ل «الأهرام العربى» أن وجود فريقه فى مقدمة الدورى المصرى أمر طبيعى، وأن الفريق البترولى قادر على تحقيق اللقب هذا الموسم. ماذا تقول عن تصدر إنبى لترتيب الدورى بعد مرور 8 أسابيع من عمر المسابقة؟ صدارة الدورى فى الوقت الحالى لن تخدعنا، لأن البطولة لا تزال فى بدايتها، فأنا لم أشعر بنشوة الانتصار حتى الآن، لأننى لم أحقق الهدف الرئيسى، ولكن من حقى أن أشعر بالفخر إزاء ما حققه الفريق، وثقتى فى الله كبيرة فى مواصلة المشوار بنفس الأداء وقدرة الفريق على تحقيق اللقب فى هذا الموسم، برغم المنافسة الكبيرة من أكثر من فريق لحصد اللقب بخلاف الأهلى والزمالك، وثقتى لم تأت من فراغ لأننا نمتلك إدارة محترمة، بالإضافة لوجود لاعبين على أعلى مستوى أثق فى قدراتهم على صنع الفارق. إنبى كان أحد الأندية التى تصارع للهروب من الهبوط لدورى الدرجة الثانية فى الموسم الماضى حتى المباراة الأخيرة.. فهل من المعقول أن يحقق اللقب هذا الموسم؟ المكانة الطبيعية لفريق إنبى بقدراته وإمكاناته هى المنافسة على الألقاب، ووجودنا حاليًا فى صدارة الدورى "أمر طبيعى"، وما حدث الموسم الماضى كان حالة استثنائية لأسباب كثيرة، أهمها العشوائية فى التخطيط من قبل الإدارة السابقة، واتباع سياسة خاطئة للدفع بالناشئين، وعدم وجود لاعبين مميزين لتحقيق نتائج جيدة، مثلما حدث الموسم قبل الماضى خلال وجودى مع الفريق ووصولنا للمربع الذهبى، وكان من الممكن أن نفوز بالدورى لولا إلغاء البطولة، وأول خطواتى مع الفريق بعد العودة كانت استعادة هيبة الفريق بين أندية الدورى، وأن يصل لأفراد الفريق طموح الفوز واللعب فى منطقة المنافسات بعيدا عن المراكز الشرفية، وعندى أمل كبير فى أن نبنى فريقا شابا متميزا، وأن نسير فى خطين متوازيين وبناء فريق للمستقبل يستطيع الاستمرار 10 سنوات، والعودة إلى مكانة إنبى الطبيعية فى جدول المسابقة واللعب من أجل تحقيق الألقاب فقط . تتحدث كثيرًا على بنائك لفريق كبير.. فلماذا تعاقدت لموسم واحد فقط؟ تعاقدت لموسم واحد لأننى أفضل تقييم التجربة عقب نهاية كل موسم وترك حرية الاختيار لمجلس الإدارة فى تحديد مصيرى بعد ذلك، وهذا لا يعنى بأنى أعمل من أجل موسم واحد ثم أترك النادى بعد ذلك فهذا غير صحيح فأنا أعمل فى أى ناد أتولى قيادته الفنية، وكأننى مستمر معهم للأبد، وهو ما ساعدنى فى تحقيق نجاحات كبيرة فى الفرق التى عملت بها. لماذا اخترت العودة لإنبى برغم رحيلك عنه بطريقة غير جيدة الموسم قبل الماضى؟ تغيير مجلس الإدارة كان أهم أسباب عودتى لإنبى، لأن رحيلى المرة الأولى كان بسبب تغيير سياسة الفريق من قبل مجلس الإدارة الذى شعرت بأنه سيقضى على طموحاتي، ونتائج الموسم المنصرم خير شاهد على كلامى، وعودتى حاليًا لأننى سعيد بالتعامل مع مجلس الإدارة الحالى بقيادة ماجد نجاتى، الذى يختلف فى طريقة تفكيره عن سابقه، وهناك طموح كبير لدى الإدارة فى تحسين وضع الفريق وتحقيق نتائج تليق به، كما أن المجلس لديه ثقة كبيرة فى قدراتى. كيف ترى المنافسة بشكل عام فى بطولة الدوري؟ على الرغم من استئناف المسابقة بعد توقف طويل وكذلك غياب الجماهير، فإن شكل البطولة مقبول عن بطولات المواسم السابقة، فالمنافسة بين الفرق قوية وخير دليل على ذلك هو تغير جدول الترتيب كل أسبوع طبقًا للنتائج، وأصبحت النقطة لها ثمن كبير، وكثيرًا من الفرق قدمت عروضا قوية تؤهلها للتنافس أبرزها فرق حرس الحدود وإنبى والمصري، وهو ما يجعلنا نقول بأن الفوز بالدورى هذا الموسم قد يبتعد عن الأهلى والزمالك بنسبة كبيرة. وكيف تصف البطولة فى ظل الغياب الجماهيرى؟ الموقف الحالى لمسابقة الدورى يتلخص فى كلمة واحدة وهى بأنه دورى «ميت». متى تعود الجماهير للمدرجات من وجهة نظرك؟ للأسف الوضع أصبح متشابكا، فبجانب الوضع الأمنى الذى تمر به البلاد، هناك العديد من المشاكل الخاصة بجماهير الكرة أنفسهم مع الجهات الأمنية وإدارات الأندية التى يشجعونها، فكلها أشياء يجب التخلص منها لكى تعود الجماهير مرة أخرى للمدرجات، فيجب على الجماهير أن تتحلى بتشجيع المثالى والاكتفاء بدورهم فقط فى المدرجات دون حدوث أى شغب، دون الدخول فى سياسات الأندية والسياسة بشكل عام . محمد شعبان لم يجد فرصة فى الزمالك حتى الآن.. فهل تفكر فى ضمه للفريق مرة أخرى؟ شعبان له باع كبير مع إنبى، وقدم للفريق الكثير طوال فترة وجوده، لكن عامل السن أصبح معيارا للتواجد والاستمرار، خصوصا أن فى نفس مركزه يوجد لاعبون مميزون، ونحن نحتاج لظهور محمد شعبان جديد لإنبى يعطى الفريق 10 سنوات مقبلة. إذن باب إنبى مغلق أمام أى لاعب ترك الفريق وانتقل لناد آخر؟ هذا الكلام غير صحيح بالمرة، فنحن فى زمن الاحتراف ومسألة الانتقال والعودة أصبحت أمرا أسهل بكثير عن السابق ومن الممكن الاحتياج لأى لعب ترك الفريق، وعلى المستوى الشخص كنت أتمنى بقاء نادر العشرى لاعب خط الوسط، نظرا لخبرته ومستواه الثابت طوال الموسم، ولكن للأسف الأمر انتهى قبل عودتى للفريق. ولماذا أوقفت مفاوضات فتح الله؟.. وما موقفك من بيع مؤمن زكريا؟ فتح الله مدافع جيد، وصاحب تاريخ كبير مع المنتخب والزمالك، ولكنى أحتاج لمواصفات أخرى لهذا المركز بالتحديد، وأهمها السرعة والقوة، أما مؤمن زكريا لاعب الفريق المعار إلى الزمالك فقد فوجئت بإعارته لموسم ونصف الموسم، وكنت أتمنى أن يبدأ معى فترة الإعداد لحاجة الفريق إلى كل اللاعبين المميزين، وأنا متمسك بعودته لإنبى ولكن هذا غير كاف لعودته مرة أخرى، فرغبة اللاعب هى ما ستحدد وجهته. بعيدًا عن إنبى.. كيف تقيم تجربتك مع أهلى بنى غازى الليبى؟ تجربتى مع الفريق الليبى، كانت أول تجربة احترافية لى خارج مصر، والحمد لله كانت ناجحة وحققت نتائج جيدة، سواءً على المستوى المحلى والإفريقى، وتم استقبالى بشكل لائق من قبل الإدارة هناك، وكان طموحى الاستمرار معهم لولا الأحداث الساخنة هناك وعدم وجود استقرار أمنى، الأمر الذى دفعنى للعودة إلى مصر، وما حققته كان أقصى أمنيات الفريق على الصعيد المحلى والإفريقى، خصوصًا فى دورى أبطال إفريقيا والإطاحة بالنادى الأهلى المصرى حامل اللقب من دور ال16 والوصول لدورى المجموعات، ولكن تبقى تجربتى مع الحرس هى الأفضل حتى الآن فى مسيرتى التدريبية. دائما ما يتم وضع اسمك بين المرشحين لتدريب منتخب مصر وفى النهاية يتم استبعادك.. فما السبب فى ذلك من وجهة نظرك؟ طبيعتى وشخصيتى تمنعنى من الجرى خلف أصحاب القرار لوجودى بالمنتخبات الوطنية، وأعتقد هذا سبب عدم تعيينى لأى من المنتخبين الأول أو الأوليمبى، برغم أن اسمى كان يطرح دائماً قبل أى اختيار للجهاز الفنى بالمنتخبات الوطنية.
