حوار هانى بدر الدين الشيخ عادل الفايدى رئيس لجنة المصالحة الوطنية فى ليبيا، وأحد أبرز قيادات وزعماء القبائل العربية فى ليبيا، وفى ختام زيارته على رأس وفد من زعماء وشيوخ القبائل الليبية إلى القاهرة، كشف ل"الأهرام العربى" عن تفاصيل تحرك القبائل الليبية لإنقاذ بلادها من الأزمة الحالية، والخطوات المستقبلية، مؤكدا على أن القبائل الليبية بدأت تحركها ولن تتوقف قبل إنقاذ ليبيا من خطر التقسيم ومخاطر الإرهاب، كاشفا عن تفاصيل تحرك القبائل الليبية خلال الفترة المقبلة. كيف نبعت لديكم فكرة تشكيل وفد من شيوخ القبائل وزيارة القاهرة؟ منذ البداية كنا حريصين كل الحرص كشيوخ وزعماء القبائل فى ليبيا على أن نحافظ على العلاقة الاجتماعية، بين الشعبين الليبى والمصري، على الرغم من أن كثيرا من السياسيين حاولوا عراقيل وسد الطريق بين ليبيا ومصر، ونحن نعرف أهدافهم، كانوا يريدون غلق البوابة المصرية على ليبيا ليتفردوا بالشعب الليبى ليشكلوه كيفما شاؤوا، ولكن يقظتنا كزعماء قبائل لدور مصر التاريخى ومدى مساعدات مصر وشعبها لنا عبر التاريخ، جعلنا حريصين على استمرار العلاقة بين الشعبين، والدولة المصرية رغم كل ما عانته منذ الثورة لم تكن أبدا تغلق الباب أمام الشعب الليبى وكانت تمد لهم دائما المساعدة وتفتح لهم الباب وتقدم لهم احتياجاتهم، ونحن نعرف أن الإخوان والتيارات المتطرفة والمتشددة كانت تصنع قلاقل وفتناً بين الليبيين والمصريين، فى الأراضى الليبية وأيضا فى المناطق الحدودية، وتحاول إرسال بعض الأشياء التى قد تضر بأمن مصر مثل الأسلحة والمخدرات وغيرها بطريقة منظمة، ورأينا عقده فى مصر لأننا يهمنا الداخل فى ليبيا، وكذلك يهمنا أيضا العالم الخارجى والمجتمع الدولى. تقصد أن عمليات تهريب السلاح والمخدرات من ليبيا لمصر مسألة مرتبة ومقصودة؟ نعم.. نعتقد أن تلك مسألة مرتبة ومقصودة، ونعرف أن الدولة المصرية لن تقبل هذا، وهم يريدون تفتيت مصر ومحاربتها من الداخل، ويعرفون قدر مصر وقيمتها، لذلك الحرب فى الأساس هى على مصر وليس على ليبيا، ولكنهم يحاربون مصر من داخل ليبيا، واشتدت وتيرة هذا الصراع بعد 30 يونيو، وأصبح الصراع علنا، وأصبح أفراد الدولة المصرية مستهدفين فى كل مكان فى ليبيا، ولاحظتم كثيرا من عمليات توقيف السيارات التى تحمل بضائع من مصر، رغم أنها عملية تجارية بحتة، ولكن لم يستطع أحد أن يوقف هذا الأمر، لأسباب عديدة مثل إصدار أحكام على ليبيين لمخالفة القانون، وبسبب مثل هذه الأمور، كان يتم تأليب الليبيين وبخاصة فى منطقة أجدابيا وما حولها، للقبض على بعض الرعايا المصريين فى ليبيا واتخاذهم ورقة للضغط على الحكومة المصرية للإفراج عن أشخاص ليبيين مقبوض عليهم لمخالفتهم القانون فى مصر، مثلما حدث فى حادثة اختطاف أعضاء السفارة المصرية فى ليبيا. تكررت حالات احتجاز المصريين فى ليبيا.. ما الدور الذى تقوم به القبائل لحلها؟ نحن نعلم بالأمر فور حدوثه، لأن تواصل القبائل وزعمائها أسرع من أى تواصل على مستويات أخرى، ودائما نتدخل ونقوم بجهودنا منذ البداية، ونطالب بالإفراج عن المحتجزين، ونبحث طلبات منفذى عملية الاحتجاز، وننقلها للطرف الثاني، وتستمر مساعينا وجهود الوساطة، حتى يتم الإفراج عنهم، وقد يستغرق ذلك نحو أسبوعين على الأكثر، وقد تكررت عملية احتجاز المصريين فى ليبيا لنحو 4 مرات، ولكن ستجد فى كل مرة لنا دورا كبيرا فى حل تلك الأزمات، بما فيها مسألة احتجاز طاقم السفارة، حيث كان لنا دور كبير فى الوساطة وكذلك فى تأمين مغادرة أعضاء السفارة المحتجزين، وكنا حريصين على عدم المساس بأى شكل بالسفير المصرى فى ليبيا، وللأمانة فمصر تحملت الكثير، كعمليات التوقيف وكذلك الترحيل، بخلاف حالات قتل المصريين فى ليبيا لأسباب غير معروفة، ومصر تدرك جيدا ما يحدث فى ليبيا وتقدر الأوضاع. تعددت حالات احتجاز وترحيل وكذلك قتل المصريين فى ليبيا.. متى تعود ليبيا آمنة للمصريين؟ اليوم نتحدث عن تثبيت السياسة المصرية والعلاقة المصرية - الليبية، وما تقوم به مصر من دعم كبير لمساعدة ليبيا سيسهم إسهاما فاعلا فى تمكين مصر فى الحصول على النصيب الأكبر فى عملية إعادة إعمار ليبيا، ردا للجميل، وحقيقة الأمر فإن الشعب الليبى لا ينكر الجميل أبدا، ويعترف به، رغم أن مصر ما تقوم به حاليا ليس من قبيل انتظار العائد، ولكن مصر تقوم بدورها باعتبارها دولة كبيرة ورائدة فى المنطقة البعض يتساءل ما الدور الذى تقوم به مصر لمساندة ودعم ليبيا؟ مصر تحافظ على أمن وسلامة مواطنيها، وتصنع خطوطا دفاعية أخرى فى العمل الإستراتيجى، فهناك ارتباط وثيق بين الأمن القومى المصرى والأمن القومى الليبي، ومصر تستخدم قوتها الناعمة وعلاقاتها الخارجية فى التأثير على الدول الأجنبية ليحققوا للشعب الليبى تطلعاته واختياراته بحرية كاملة، وهذا أفضل ما تقدمه مصر إلى ليبيا، فمصر الحارس على مصالح الشعب الليبى فى هذا الوقت، فليبيا تفتقر إلى الدبلوماسيين الذين يتمتعون بالكفاءة، وإن وجدا فللأسف لا توجد منظومة وآليات تجمعهم وتمكنهم من العمل على مستوى سائر دول العالم. لكن ما حقيقة شائعات تدخل مصر عسكريا فى ليبيا؟ لم ولن نطلب تدخلا عسكريا من مصر أو من أى دولة فى العالم، فمصر لا يمكن أن تقوم بهذا العمل أبدا. البعض فى ليبيا يرون مصر ليست صديقا ويعتبرونها فى خانة أخرى.. فما رأيك فيهم؟ هؤلاء مغرضون، ومن يتحدث عن مصر بهذا الشكل فهو مريض، فمصر دائما خير سند ومعين إلى ليبيا، وإذا استعرضنا التاريخ فسنجد أيام الجهاد ضد الاستعمار الإيطالى، فنجد أن الاستعمار لم يصنع أى حاجز مع أى دولة من دول الجوار باستثناء مصر لمنع وصول المساعدات والمعونات والدعم المصرى إلى ليبيا والمجاهدين الليبيين، وفى ثورة الشعب الليبى فى 17 فبراير التى لم تكن ثورة جياع ولا ثورة إسلاميين، بل ثورة قام بها الشعب الليبي، لم نجد من يقف بجانبنا سوى الشعب المصري، ولو نجح نظام القذافى فى اغلاق البوابة الشرقية مع مصر لفشلت الثورة الليبية، ولكن ظلت الإمدادات تتدفق علينا واستمرت مصر فى استقبال الجرحى، حتى رغم عدم وجود استقرار فى مصر وليبيا، بسبب أحداث الثورات فى البلدين، وأقول لأى ليبى لا يرى مساندة مصر لنا إن عليه إعادة النظر من جديد، وللعلم فهؤلاء نسبتهم لا تتعدى 5% من الليبيين. لكن برغم قلة عددهم فإن بعضهم مسيطر على مقاليد الحكم؟ نعم للأسف لأنهم استغلوا شعار إنهاء الميليشيات المسلحة لمصلحتهم، حيث كانت المجموعات المسلحة التى لا تدين بالولاء لهم يقومون بتفتيتها، ويضيفون من يقومون بتفتيته إلى تشكيلاتهم العسكرية حتى قويت شوكتهم، وكنا نظن أنهم ذاهبون للطريق الصحيح لتكوين الجيش الليبى الموحد، وإنهاء المظاهر المسلحة فى الدولة، لكن للأسف الشديد اكتشفنا أنهم يقومون بضم معظم الميليشيات والثوار إلى قواتهم دون دراية ومعرفة من الثوار، وهذه معضلة كبيرة، وللأسف استغلوا طيبة الشعب الليبي، وتحدثوا باسم الدين تارة، وباسم الثورة تارة أخرى، وباسم الشهداء وباسم المختطفين والمبعدين، وتحدثوا عن نضال أعتقد أنه كان فى سبيل شىء غير ليبيا ومصلحتها ومستقبلها، فهؤلاء تركوا ليبيا وانضموا لمنظمات وجماعات غير شرعية ونفذوا أعمالا باسم الدين والدين منهم براء، وأصبحوا مطاردين دوليا، فكيف يسمون أنفسهم مناضلين؟ متى نجد ليبيا وقد أصبح لديها جيش قوي؟ ومتى تنتهى ظاهرة الميليشيات؟ من ضمن النتائج التى خرج بها الملتقى الأول إقرار إنشاء المجلس القومى لشئون القبائل الليبية وله 5 إدارات رئيسية؛ يتشكل من رئيس و5 نواب؛ نائب الرئيس لشئون الحوار والمصالحة، ونائب الرئيس لشئون المهجرين والنازحين، ونائب الرئيس للشئون التنفيذية والمتابعة، ونائب الرئيس لشئون التثقيف، وأخيرا نائب الرئيس للتواصل الشعبى مع دول الجوار، وكل إدارة تضم لجانا متعددة، وللعلم فالحديث عن جمع السلاح حاليا غير مطروح، ولا يمكن أن يقوم أى مواطن ليبى بتسليم سلاحه حاليا فى خضم الأحداث الحالية، إلا إذا اقتنع المواطن أن هناك دولة ومؤسسات قوية قادرة على توفير الحماية والأمن للمواطنين، ولكننا ندعو فى البداية لعدم حمل السلاح وتنظيم استخدامه، وهو ما سيفتح الباب أمام إقامة مؤسسات شرطية قوية، وإذا اتفقنا على هذه النقطة سنكون قد حققنا نجاحا، وهو ما سيمكننا من حصر السلاح فى ليبيا أولا، وبعدها ننتقل إلى جمع السلاح، وفى البداية سيتم جمع السلاح الثقيل كالدبابات والمدافع والآر. بى. جى، وغيرها من أنواع الأسلحة الثقيلة، فلا مبرر لوجود مثل تلك الأسلحة فى يد المواطنين والميليشيات، وليس هناك منطق عندئذ لوجود ميليشات فى الدولة الليبية. هل نفهم من ذلك أنكم تدعون لانخراط الميليشيات فى الجيش والشرطة؟ ما كان يتم فى السابق هو انخراط ميليشيا بالكامل إلى الشرطة بنفس تشكيلها وسلاحها وقادتها، ولكن نحن لنا تصور آخر، فلا بد أن ينخرطوا فرادى وليسوا مجموعات، لأن انخراط ميليشيا بالكامل يجعل ولاء أعضائها ليس للدولة الليبية وإنما لقائدها ومنطقتها، فنحن نريد تغيير الولاءات بحيث يكون إلى ليبيا وليس لأى فرد أو منطقة، كما أنه ليس المطلوب انخراط الشباب فى الجيش والشرطة فقط، ولكن هناك أبواب عمل وإنتاج، ولهذا نضغط على الحكومات لفتح أبواب الاستثمار والعمل والإنتاج، فنحن نريد تنمية ثقافة الانتاج لدى المواطن، ونريد إنهاء الظاهرة التى حدثت فى السنوات الثلاث الماضية بحصول الموظف على راتبه بدون أى عمل، والمعروفة ب "خد مرتب واقعد فى البيت" فلا راتب بلا عمل، فلا حقوق بلا واجبات. ما نتائج زيارتكم وانعقاد الملتقى بالقاهرة؟ مصر احتضنت الملتقى الذى عقدناه فى القاهرة للقبائل الليبية، وهذا من أفضل ما تقدمه مصر الآن، والوفد كان عدد أعضاؤه 48، وكنا نريد أن يصل العدد إلى 70 لكن تعذر وصول البعض بسبب الأوضاع فى ليبيا، ووجودهم فى مناطق تسيطر عليها قوات فجر ليبيا، وكذلك بسبب عدم وجود وسائل نقل فى مختلف أنحاء ليبيا، فنحن فى المنطقة الشرقية استطعنا بعد مجهود كبير تأمين طائرة، ولكننا واجهنا مشلكة عدم وجود وقود فالمؤسسات فى ليبيا أصبحت شكلية للأسف، وكان هدف الملتقى كيف نصل إلى الاستقرار فى ليبيا بعد هذا الكم الهائل من الفوضى، ونقلنا ذلك السؤال على ضرورة التوافق على ثوابت الدولة الليبية، بالاتفاق على نقاط أساسية، وثوابت مهمة، ومن أهمها وحدة التراب الليبي، فنحن نرفض التقسيم والفيدرالية والكونفدرالية، وأى فكرة متعارضة مع وحدة التراب الليبي، ويجب أن تبقى ليبيا دولة واحدة موحدة، وعاصمة واحدة. كما اتفقنا على رفض كل أشكال التدخل الخارجى فى الشأن الليبي، سواء كان تدخلا عسكريا أم سياسيا، إلا ما يتفق مع مصلحة الدولة، وهى الجملة التى أثارت جدلا حول من يقرر أن أمرا ما لمصلحة الدولة، وتم الاتفاق أن يكون أعضاء البرلمان المنتخبون من الشعب الذى يقرر ذلك. وتم الاتفاق أيضا على نقطة أخرى من الثوابت وهى ضرورة دعم المؤسسات الشرعية المنتخبة من الشعب الليبى وما ينتج عنها من قرارات، وبفرض أن كان البرلمان غير جيد، فلا بد من تحمله، طالما جاء بإرادة حرة من غالبية الليبيين، وهذه النقطة تؤكد قبول الشعب الليبى بالتعددية الحزبية، والتداول السلمى للسلطة، بخلاف حقوق المرأة والطفل، وغيرها من الحقوق. ما نتائج المقابلات التى أجريتموها فى مصر؟ أول وأهم لقاءاتنا مع السيد سامح شكرى وزير خارجية مصر، وأثبت لنا ذلك اللقاء أن مصر مستعدة تماما لدعم الشعب الليبى فى خياراته، وأن مصر حريصة كل الحرص على عدم التدخل فى الشأن الليبي، وهو ما لمسناه فى مختلف اجتماعاتنا مع المسئولين المصريين، فلم نجد أى شخص فى مصر يوجهنا باتجاه معين أو يناقشنا لأمر ما، وإنما كل ما سمعناه من المسئولين المصريين هو أنهم قالوا إننا نؤيد كل ما تتفقون عليه من توصيات وقرارات، ونحاول أن نقره بقدر الإمكان، وهو أمر يوضح النيات المصرية تجاه ليبيا. ما الذى سنراه يتحقق خلال الأسابيع المقبلة نتيجة الملتقى الأول للقبائل الليبية؟ الملتقى الأول كان له أصداء جيدة جدا، وتلقينا تأييدا من مجلس القبائل فى المنطقة الغربية فى ليبيا، بخلاف تأييد من جهات قبلية عديدة فى ليبيا، بينما نجد أن المتحدث باسم الدروع فى ليبيا وهى تابعة لقوات فجر ليبيا وقالوا إن القبائل لا تمثل أى شرعية ولا أى مؤسسة وبالتالى لا وجود لها، وهم بذلك ينكرون أن المؤسسة الوحيدة الباقية فى ليبيا حتى الآن هى القبائل التى لم تتأثر بأى متغيرات، بينما نجد أن هناك الكثير من سفارات الدول فى مصر والمهتمة بالشأن الليبى اهتمت كثيرا وتواصلت معى هاتفيا، وكان تعاطيهم مع الأمر بشكل إيجابى وأبدوا ارتياحا، لأن القبائل الليبية أعلنت تحمل المسئولية ودخولها على الخط لحل الأزمة فى ليبيا، كطرف يستطيع ترجيح كفة على حساب الأخرى، وكانوا يقولون لنا إنكم كقبائل تأخرتم فى التحرك، وتلك السفارات أصبحت متفائلة بتحركنا وسألونا ما خطوتكم المقبلة؟ والملتقى الثانى سيقدم الإجابة عن ذلك السؤال. لماذا تأخرت القبائل فى اتخاذ خطوة التحرك لحل الأزمة فى ليبيا؟ تأخرنا جاء لأننا كنا نريد أن نعطى الساسة فرصة للحل والوصول لتوافق حول أى شئ، ولكن للأسف لم يصلوا لأى شىء سوى هدم الدولة وإبقائها على هذه الحالة الغوغائية، التى يمقتها كل الليبيين حاليا، والدولة حاليا عرضة للتمزيق من الداخل، وأصبحت كل الدول تخاف من المواطن الليبى وتعامله بحذر عندما يصل إلى مطاراتها، ونحن كقبائل نريد أن نحسن العلاقات مع الدول ونصل إلى المكانة التى نستحقها كشعب مناضل وأصيل. كيف سيكون الملتقى الثانى من حيث المشاركة والأهداف؟ الملتقى سيعقد فى منتصف شهر نوفمبر، والمشاركة ستكون أكبر، وربما يفوق عدد الحضور 200 من قيادات وزعماء القبائل، وربما تكون هناك خطوات متقدمة، فالملتقى الأول اكتفى بالإعراب عن أملنا فى حل الأزمة ومطالبة جميع الأطراف بالحوار لحل الأزمة، أما الملتقى الثانى فربما يشهد توجيه تحذيرات ولوم مباشر لبعض الشخصيات أو الجهات أو الدول، وربما نقوم بزيارات لدول بعينها تدعم أطرافا معينة فى الأزمة الليبية لبحث الأمر إذا كان السياسيون قد فشلوا فى التواصل معهم، فنحن لدينا أسلوبنا وطريقتنا فى التواصل. أما هدف الملتقى المقبل فسيكون القضاء على الفتن التى يبثها أطراف النزاع بين القبائل، لخلق فجوة بين القبائل يستطيع من خلالها أن يجد مكانا، ويفرض على الليبيين آراءه بقوة السلاح. هل سيكون الملتقى المقبل بمثابة تحرك حقيقى للقبائل بعد فترة من الثبات؟ الملتقى المقبل سيشهد وضع آلية من خلال المشاروات مع القبائل ومن خلال ما أنجزناه فى الملتقى الأول، لدعم مؤسسات الدولة وبالأخص الجيش والشرطة، والمؤسسات المعنية بأمن المواطن والدولة، وسنكون معهم جنبا إلى جنب ما داموا يحرصون على إبقاء ليبيا موحدة. كيف ترى وضع قوات وعملية الكرامة؟ أولا قوات الكرامة هى قوات الجيش الليبي، بقيادة اللواء خليفة حفتر، وكان متقاعدا ولكن تم تدارك الوضع وتمت إعادته للخدمة بقرار رسمي، وبالتالى فحفتر يملك مقومات القيادة حيث خاض معارك فى السابق ولديه خبرة كبيرة، وهو يعمل تحت قيادة رئاسة الأركان، وأعتقد أنه سيحقق فى الأيام القليلة المقبلة إنجازات جيدة، رغم ما تعرضت له قواته من تراجع خلال الفترة الماضية، وهناك فارق فى القوى المتحاربة فى ليبيا، فالقوات الموجودة فى صف الجماعات والميليشات المتشددة والإرهابية توجد بأعداد كبيرة ولديهم خط إمدادات مستمر من الخارج بالسلاح والذخيرة والرجال الذين يأتون تمت راية الجهاد، من كل النقاط الساخنة فى العالم، من سوريا واليمن والجزائر وتونس ومالى والسودان والصومال وغيرها من الدول، حيث جاء من كان يؤمن بفكر القاعدة وما نتج عنها من تنظيمات وجماعات، ونحن نتحدث عن أعداد كبيرة، وكذلك لديهم أسلحة وأموال ضخمة، ونحن نرى تجمعات كبيرة لهم فى درنة ونرى تجمعات كبيرة لجماعة أنصار الشريعة فى بنغازى، ولكن ما زالوا أقل عددا من الشعب الليبى الذى إذا قرر أن يحارب فسيسحقهم، لأنه مهما بلغت أعدادهم فقد يستطيعون أن يدخلوا فى معركة مع الجيش، ولكنهم إذا دخلوا فى معركة مع الشعب فالشعب سيسحقهم ويقضى عليهم تماما. أنت تشير لحرب كبيرة .. هل يمكن أن يقدم عليها الشعب الليبي؟ ذلك قد يقع إذا استنفدنا كل وسائل الحوار، عندئذ سنذهب للحرب وستكون حربا شاملة فى الدولة، وسيتخلى الأب عن ابنه إذا كان فى الطرف الآخر، وسيعلن ذلك، فمن ضمن الترتيبات التى نسعى لتحقيقها رفع الغطاء الاجتماعى والقبائلى عن أى شخص ينضم لهذه التنظيمات بإرادته أو مرغما عليها، ويصبح بالنسبة لنا هدفا مشروعا ولا يمكن لأى قبيلة أو فرد أن يطالب بأى مستحقات أو دية إذا تم قتله، وعلى الجميع أن يلتزم بذلك، وذلك ضمن آليات التوافق التى نهدف للوصول إليها، وبالطبع إذا نشبت تلك الحرب ستقع خسائر كبيرة جدا، ونحن لا نسعى للحرب ولا نتمناها، بل نتمنى أن ينجح الحوار الوطنى فى حل الأزمة، ولكن شريطة ألا حوار مع من يستخدم السلاح ضد أبناء الشعب الليبي، ونحن لن نرفض أى مبادرة تحقق حلا للأزمة. كيف ترى احتمالية نشوب تلك الحرب؟ هناك أسباب تتحكم فى احتمال نشوب الحرب، فنحن نعتمد على تنفيذ قرارات المجتمع الدولى فى تحقيق ما أقره فى اجتماع دول الجوار فى أغسطس الماضى فى القاهرة، بتجفيف منابع دعم الإرهاب فى ليبيا، فإذا تم تنفيذ هذا القرار فإن ذلك سيسهم فى منع قيام الحرب، لأنه سيحرم الجهة الأخرى فى ليبيا من وسائل القوة التى تجعلها حاليا تبتعد عن الحوار وتفرض رأيها بالقوة، وفى نفس السياق إذا تم تنفيذ قرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن وخاصة قرار بمنع تنقل المقاتلين المطلوبين بين الدول، فكيف يتم السماح لشخصيات معروف أنها إرهابية ومطلوبة دوليا عبر الدول لتصل إلينا فى ليبيا، ولم تم تنفيذ تلك النقطتين أعتقد أن الجهة الأخرى فى ليبيا ستحرم من وسائل عديدة وستجد نفسها مدفوعة لحل الأزمة عبر مائدة الحوار، وهو ما نتمناه ولا نريد الحرب لأن بالحرب سيخرج الشعب الليبى خاسرا بها.. وأطلب من الشعب الليبى أن يساند مؤسساته الشرعية المنتخبة بإرادة حرة، وأن يلتزم كل مواطن ليبى بالثوابت والعادات والتقاليد التى تربينا عليها، وأن نحافظ على الأرض التى دفع أجدادنا أرواحهم من أجلها.