رشا عامر ما زال فيروس الإيبولا مستمرا فى حصد أرواح البشر فى إفريقيا الوسطى، لا سيما فى المناطق الموبوءة مثل ليبريا وسيراليون وغينيا، ويكفى أن نعرف أن نيجيريا التى تسعى لإعلان أنها دولة خالية من المرض، قد توفى فيها ستة أشخاص أخيرا جراء المرض، فضلا عن إعلان منظمة الصحة العالمية عن إصابة 3069 بالفيروس توفى منهم 1552، مما يعنى أننا أمام وباء قد يحصد المزيد من الأرواح ما لم يتم الانتباه إليه، خصوصا أنه فيروس ضعيف يسهل تفاديه طالما تم الابتعاد عن التعامل مع المرضى بشكل مباشر. فى هذا الموضوع نرصد عدة نقاط مهمة تلقى الضوء من قريب على هذا الفيروس لتفادى الإصابة به. هلع شديد يعيشه العالم هذه الأيام بعد انتشار وباء الإيبولا، الأمر الذى يطرح تساؤلا مهما وهو طرق العدوى وكيفية الوقاية منها، خصوصا أن السلطات الصحية فى العالم كله تؤكد أن خطر الإصابة بالمرض منخفضة جدا، ولكن مع تجنب طرق العدوى. بداية، فإن المرض لا ينتقل عن طريق الاختلاط فى وسائل المواصلات العامة، برغم أنه مرض معد بالفعل، ولكن إمكانية انتقاله عن طريق الهواء ليست احتمالية واردة حتى الآن خصوصا إذا لم تكن أعراض المرض قد ظهرت بالفعل على المريض، وهى أعراض شديدة مثل الحمى والقئ والإسهال وكلها أعراض تمنع صاحبها من مغادرة مسكنه واستقلاله لأى مواصلات عامة، أما الشىء المطمئن فإنه فى فترة حضانة المرض لا يكون هناك احتمالية للعدوى ولا حتى فى مراحله المبكرة، فالفيروس ينتقل فقط عن طريق السوائل التى تخرج من الجسم مثل الدم والقئ وإفرازات الأغشية المخاطية سواء من العين مثل الدموع أو من الأنف، ولكنه لا ينتقل عن طريق العرق ولا لبن الأم . الشىء المطمئن الآخر فى أن الفيروس فى حد ذاته يعد فيروسا هشا يمكن تدميره عن طريق التعرض لأشعة الشمس ودرجات الحرارة العالية والمطهرات، لكن ذلك شريطة ألا يكون قد انتقل بالفعل للإنسان، ففكرة انتقال المرض للشخص عن طريق لمس سطح ملوث بالفيروس فكرة بعيدة مالم يكن هذا الشخص كان بالفعل مجروحا ولمس دماء ملوثة أو قام بفرك عينيه ويديه ملوثتان بالفيروس، أو تعرض للرذاز الصادر من أحد المرضى الفعليين الذين ظهر عليهم المرض بوضوح، وبالتالى فإن أكثر الناس عرضة للمرض هم القائمون على الرعاية والمعالجين له ما لم يتخذوا احتياطاتهم، وتظل الإفرازات العضوية للمريض هى الأكثر خطورة ونقلا للمرض. ومن هنا تكمن خطورة دورات المياه إذ يتصور البعض أن المريض طالما ظهر عليه المرض لن يتعامل مع دورات المياه العمومية باعتباره سيكون نزيلا فى أحد المستشفيات، وهذا بالفعل صحيح وعلى هذا يحظر استخدام دورة مياه المريض فى المستشفى، وتذكرنا منظمة الصحة العالمية بأن الممرضة الأمريكية التى أصيبت أخيرا بالمرض قد انتقل الفيروس إليها عن طريق دورة المياه. من جانب اخر تؤكد منظمة الصحة العالمية أن السائل المنوى يحتوى على الحمى الفيروسية لفترة تصل إلى سبعة أسابيع حتى بعد شفاء المريض من المرض نهائيا، والسبب فى انتقال المرض عن طريق السائل المنوى هو وصول الفيروس إلى الأسطح المخاطية الموجودة فى الجهاز التناسلى للمرأة، وهى ينطبق عليها نفس فكرة الأسطح المخاطية الموجودة فى الجهاز التنفسى للإنسان والذى يعد تربة خصبة لالتقاط الفيروس لو انتقل إليه بصورة مباشرة. تشير الدراسات أيضاً إلى إمكانية ذلك فالتقبيل يسمح بانتقال لعاب الشخص المريض إلى الشخص السليم، ولهذا يعد أمرا محفوفا بالمخاطر، أما بالنسبة للبعوض فلا يوجد دليل حتى الآن على أنه ينقل الفيروس، ولكن يجب التأكيد على أن القرود والخفافيش تنقل المرض للإنسان بسهولة ، عندما ينتقل لعابها المصاب إلى الثمار التى تأكلها من على الأشجار. أمم إفريقيا فى خطر.. المغرب يخشى قدوم الوباء إلى أراضيه مع الجماهير الإفريقية جنوب إفريقيا أقرب البدائل.. ومصر فى الصورة مع اقتراب موعد نهائيات أمم إفريقيا 2015 والمفترض إقامتها بالمغرب فى الفترة من 17 يناير إلى 8 فبراير، بات مصير البطولة غامضًا بعد أن طلب الاتحاد المغربي لكرة القدم تأجيل البطولة خوفًا من قدوم الفيروس القاتل إلى أراضيه ولا سيما مع خصوصا مع توقع ارتفاع نسبة الموت من المرض إلى 70 % من الحالات بحلول ديسمبر المقبل فى ظل إصابة أكثر من 10 آلاف شخص أسبوعيا فى إفريقيا الوسطى وحدها! الاتحاد الإفريقى لكرة القدم رفض الطلب المغربي تماما وأصر على إقامة البطولة فى موعدها وهو ما دفع الاتحاد المغربي للاعتذار عن تنظيم البطولة. وبرغم الجهود التي تجرى حاليًا لإقناع الاتحاد المغربي بالتراجع عن موقفه فقد بدأ الكاف في البحث عن بديل جاهز لٌاستضافة البطولة في موعدها المحدد مسبقا. وظهر أكثر من بديل في الصورة لعل أبرزها جنوب إفريقيا المنقذ الدائم فى حالات الطوارئ، فسبق أن استضافت البطولة عام 1996 عوضا عن كينيا التى كانت تعانى من حالة إفلاس تامة وقتها، كما استضافتها عام 2013 بدلا من ليبيا بعد أن أصبحت بؤرة للصراع المسلح. فيما أعلنت غانا التى استضافت البطولة فى 1963 و1978 و2008 أنها لا تزال تفكر فى الأمر، وأن المسألة متوقفة على حساب التكلفة وموافقة وزارة الصحة. كما دخلت عدة دول في الصورة بينها نيجيريا ومصر التي أعلنت استعداها لاستضافة البطولة حال موافقة أجهزة الدولة. وحدد الكاف 2 نوفمبر المقبل لتحديد مصير البطولة والدولة المستضيفة بشكل نهائي. 5 أشياء لا نعرفها عن المرض.. معظم ضحاياه من النساء طرحت مجلة لكسبريس الفرنسية قائمة بالمعلومات التى لا نعرفها عن فيروس إيبولا خصوصا بعد أن اكتسح الموت 4000 مريض أخيرا جراء المرض الذى ينتشر فى إفريقيا الوسطى. يظل المريض حاملا للمرض طيلة 3 أشهر متواصلة برغم شفائه التام منه، ولكن بالطبع تصبح وسائل انتقاله شبه منعدمة اللهم إلا فى وجود رزاز أو دم أو حيوانات منوية، فمع الشفاء التام من المرض تختفى الأعراض الأخرى مثل القئ والإسهال والحمى النزفية التى تسهل انتقال العدوى. ظهر فيروس إيبولا فى كل من السودان وزائير (جمهورية الكونغو الديمقراطية) عام 1976 وتسبب فى وفاة 280 شخصا من 318 مصابا أى أن معدل الوفيات بلغ 88 % منذ اندلاع الوباء فى مدينة يامبوكو بالقرب من نهر إيبولا والذى اتخذ اسمه بعد ذلك للإشارة إلى المرض. معظم ضحايا فيروس إيبولا من النساء، حيث تشكل النساء ثلثى الوفيات فى إفريقيا كما تشير منظمة اليونيسيف العالمية، وقد نشرت صحيفة الواشنطن بوست أن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالمرض لأنهم أكثر من يعملن فى المجال الناقل للمرض بالمستشفيات مثل أقسام التمريض والمغاسل والنظافة، كما أن المرأة غالبا هى التى تتولى كل ما يخص الشعائر الجنائزية للأسرة من غسل وتحضير المتوفى الذى مات جراء المرض، الأمر الذى يعد شيئا فى غاية الخطورة لأن جسد المتوفى فى هذه الحالة يكون شديد العدوى. لا يمكن مقارنة الإيبولا بالإيدز، وذلك لسبب بسيط جدا وهو أنه فى عام 2013 توفى أكثر من 1,5 مليون شخص جراء الإيدز، فى حين أن الإيبولا قتلت 4033 شخصا فى عام 2014 وفقا لما أعلنه برنامج الأممالمتحدة. هناك نوعان من الإيبولا فى إفريقيا، فالنوع الأول الذى قتل 43 شخصا فى جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ شهر أغسطس الماضى لا علاقة له بهذا الوباء الذى تفشى فى إفريقيا الوسطى، فهذا الأخير هو سلالة مختلفة وقاتلة، حيث نجد أكثر البلدان تضررا هى ليبريا وغينيا وسيراليون.