أ. ف. ب وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاحد الى مصر في زيارة مفاجئة للحث على ارساء الديموقراطية في هذا البلد في حين افرجت واشنطن عن مساعدة للقاهرة قيمتها 572 مليون دولار. وخلال زيارته التي تستمر بضع ساعات سيحث كيري، اعلى مسؤول اميركي يزور مصر منذ تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسا، القائد السابق للجيش على ضمان حرية سياسية اكبر وسيبحث معه في التحديات الامنية. ومنذ عزل الجيش الرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز/يوليو 2013 ادى قمع السلطات لانصاره الى سقوط اكثر من 1400 قتيل وتوقيف نحو 15 الف شخص. وسيبحث كيري معه في شكل خاص في مخاوف واشنطن بخصوص القمع و"تكتيكات" الحكومة التي "تقسم" المجتمع المصري بحسب الولاياتالمتحدة. لكن مسؤولين اميركيين اكدوا ان واشنطن "تقر بان مصر تمر بمرحلة انتقالية صعبة جدا". وتأتي هذه الزيارة غداة تثبيت القضاء احكام الاعدام على 183 من انصار جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي، من بينهم المرشد العام للجماعة محمد بديع. وقالت جين بساكي المتحدثة باسم الخارجية الاميركية "سيبحث وزير الخارجية مجموعة مواضيع تتعلق بالعلاقات الثنائية ومسائل اقليمية تشمل العراق وسوريا وليبيا والعلاقات الاسرائيلية-الفلسطينية والتطرف والتهديدات الارهابية التي يواجهها الجميع". وسيركز كيري خلال جولته التي ستشمل ايضا عمان وبروكسل وباريس، على توحيد قادة العراق وطرد المتمردين الذين ادى هجومهم الى فرار مئات الالاف واثار هلعا في العالم ووضع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تحت ضغوط متزايدة. كما اعلن مسؤولون اميركيون عن افراج واشنطن عن 572 مليون دولار (420 مليون يورو) من المساعدة المخصصة لمصر التي جمدت في تشرين الاول/اكتوبر، قبل نحو عشرة ايام بعد حصولها على الضوء الاخضر من الكونغرس. وستخصص هذه الاموال اساسا لدفع العقود الدفاعية القائمة. وهذه الشريحة تمثل قسما من المساعدة الاميركية الاساسية الى حليفها العربي الكبير --1,5 مليار دولار منها 1,3 مليار دولارا كمساعدة عسكرية-- والتي جمدت في تشرين الاول/اكتوبر وربطتها الادارة الاميركية باجراء اصلاحات ديموقراطية بعد عزل الجيش وتوقيفه في تموز/يوليو 2013 الرئيس الاسلامي محمد مرسي اول رئيس منتخب ديمقراطيا للبلاد. وفي نيسان/ابريل اعلن مسؤولون اميركيون ان استئناف المساعدة مقرر خصوصا لتسليم عشر مروحيات اباتشي لدعم الجيش المصري الذي يواجه هجمات يتبناها متمردون جهاديون بشكل شبه يومي في شبه جزيرة سيناء. لكن المروحيات العشر ما زالت في الولاياتالمتحدة على ما اوضح مسؤول الاحد. وفي ايار/مايو فاز السيسي بالانتخابات الرئاسية ب97% من الاصوات بعد عام تقريبا على عزل الجيش لمرسي. والاسبوع الماضي ادت الحكومة المصرية الجديدة اليمين برئاسة ابراهيم محلب الذي ابقى على معظم الوزراء من الحكومة السابقة. وفور وصوله اجتمع كيري مع وزير الخارجية المصري سامح شكري السفير السابق لدى واشنطن في زيارة تستغرق بضع ساعات قبل توجهه الى عمان. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية للصحافيين المرافقين لكيري "هناك رغبة قوية لدى واشنطن لانجاح العملية الانتقالية". واضاف المسؤول "نقيم علاقة طويلة مع مصر (...) تقوم على اسس عديدة. وصلت الى مرحلة صعبة الان هذا واقع واننا قلقون جدا للمناخ السياسي". ومصر احدى الدولتين العربيتين اللتين وقعتا معاهدة سلام مع اسرائيل، اعتبرت على الدوام حليفا استراتيجيا اساسيا وركنا يضمن الاستقرار الاقليمي. لكن الفوضى السياسية التي اعقبت الاطاحة بحسني مبارك في 2011 شلت مصر وجعلتها منشغلة اكثر بمعالجة مشاكلها الداخلية رغم ثورات الربيع العربي. وقال المسؤول ان واشنطن قلقة "للتضييق على المعارضين والمحاكمات الجماعية وعقوبات الاعدام". واضاف "اننا قلقون من بعض الاساليب التي يلجأون اليها لمعالجة المشاكل الامنية والتي تساهم في "تقسيم" المجتمع المصري ولا تفضي الى ارساء الاستقرار". والدليل على عدم ارتياح واشنطن للاساليب التي ينتهجها المسؤولون المصريون، لم يحضر اي مسؤول اميركي حفل تنصيب السيسي رئيسا مطلع هذا الشهر. وقال المسؤول الاميركي "لان هذه العلاقة معقدة ونحاول اقامة توازن بين مصالح مختلفة نشعر بان الوقت الان مناسب لزيارة وزير الخارجية للتطرق الى هذه المصالح المشتركة".