حوار: ملك عبد العظيم انتهى صراع الانتخابات على رئاسة حزب الوفد بين السيد البدوى، رجل الأعمال المعروف بعلاقاته ونفوذه، وفؤاد بدراوى الوفدى أبا عن جد، فجده الباشا فؤاد سراج الدين، بفوز البدوى برئاسة الحزب الأقدم فى مصر، وكان صراعا بين المال والسياسة، فاز فيه المال على السياسة بفارق بسيط لم يتجاوز ال 200 صوت. ورغم انتهاء المعركة فإن الحرب لم تنته بعد.. فقد أعلن الطرف الخاسر فى الانتخابات استقالته من منصب سكرتير عام الحزب شفاهة وحتى لحظة طباعة المجلة. وفى حواره ل"الأهرام العربى" أكد بدراوى أنه لن يستقيل من الوفد كعضو وفدى أصيل فى الهيئة العليا للحزب، كما أكد أنه لن يعتزل العمل السياسى، وأنه سعيد بحصوله على 956 صوتا، وهو ما يجدد ثقة الوفديين فيه. وبرغم تأكيداته الواثقة، فإنه مازال تحت تأثير خوض تجربة انتخابات مريرة خرج منها خاسرا، وإن اعترف لنا بأن الأصوات التى حصل عليها جاءت من الوفديين الأصلاء. ما رد فعلك بعد فوز منافسك الوحيد فى انتخابات رئاسة الحزب؟ رد فعل طبيعى جدا، وأى شخص يخوض الانتخابات يكون معرضا إما للفوز أو لعدم تحقيق النتيجة التى كان يرجوها. أنا سعيد بثقة الوفديين ولما تقارنى الفرق بين الأصوات ستجدى أنه لا يزيد على ال200 صوت حيث حصلت على 956 صوتا، والبدوى على 1100 صوت وربما تزيد قليلا. لأن عدد الأصوات فوق ال2000 بقليل، والجمعية العمومية تبلغ فى مجملها 3500 عضو. وأنا سعيد بثقة الوفديين المخلصين الذين لم يخضعوا لأية تأثيرات خارجية أو ضغوط معينة وعددهم يقارب ال 1000 صوت. هل واجهت حملة مضادة ؟ كل طرف يسعى للحصول على الأصوات التى تؤيده لكن المهم، والأهم هو كيفية الحصول على هذه الأصوات وهذا هو السؤال. كيف حصلت على الأصوات التى أيدتك فى الانتخابات؟ حصلت عليها من الوفديين الحقيقين الأصلاء الذين لم يخضعوا لأية ضغوط أيا كان نوعها أو شكلها. ما سبب فوز السيد البدوى عليك؟ أكثر من سبب: أن بعضا ممن أعطوه أصواتهم لم يعلموا أساسا ما هو المطلوب وفى ناس شهدوا بذلك، وجميع من أعطوا أصواتهم له خضعوا إلى ضغوط ومؤثرات. ما طبيعة هذه الضغوط والمؤثرات؟ (خليها كده) بصفة عامة ضغوط ومؤثرات. بعد إعلان نتيجة الانتخابات .. ما الذى ندمت عليه؟ لم أندم على شيء لأننى كنت حاسما فى قراري، والحمد لله ربنا وفقنى فى الحصول على ما يقرب من الألف صوت وحصلت على ثقة الوفديين الذين أعرفهم. ماذا تقول عن تجربة خوضك لهذه الانتخابات؟ أقول أن التجربة كانت جيدة رغم كل ما شابه العملية الانتخابية من سلبيات. ما الذى دفعك لإعلان استقالتك؟ أرى أنه من الطبيعى بعد خوض تجربة الانتخابات أن أترك المنصب الذى كنت أشغله هذا من وجهة نظرى الشخصية، ثانيا: السكرتير العام ورئيس الحزب يفترض أن تكون العلاقة بينهما مشتركة، لذلك بعد إعلان النتيجة وما شابه العملية الانتخابية بكل مراحلها ارتأيت أن أتخلى عن منصب السكرتير العام. وفى انتخابات مجلس الشعب فى آخر دورة التى خضتها وشابها التزوير لم يكن الذى سقط فؤاد بدراوي، وإنما سكرتير عام الحزب ولذلك تقدمت باستقالتى فجاء أعضاء الحزب إلىّ فى بيتى حينها وأثنونى عن الاستقالة. وحاليا هل يمكن أن يثنيك أحد عن تقديم الاستقالة؟ والله منذ أن أعلنت الاستقالة لن تتخيلى كم الضغوط التى تمارس علىَّ كى تثنينى عن هذا القرار حتى هذه اللحظة، فالمجموعة الموجودة حاليا فى مكتبى جاءت لهذا الغرض وفى الصباح التقيت ومجموعة أخرى، هذا بخلاف التليفونات التى لا تتوقف وكل ذلك لأعيد النظر فى تقديم استقالتى. هل كل هذه الاتصالات تضمنت الرئيس الحالى للحزب؟ الدكتور السيد البدوى كلمنى الأحد الماضى أى بعد الانتخابات بيومين. ماذا قال لك؟ قال لى مكانك محفوظ ومكتبك محفوظ وتمارس نشاطك .. والحقيقة لا أستطيع إنكار هذا. هل طلب منك الرجوع فقط أم عرض عليك منصباً آخر؟ لا عرض على الرجوع كسكرتير عام. وهل قبلت؟ لم أتخذ قرارى حتى الآن. هل إعلانك الاستقالة يعنى اعتزالك العمل السياسى أو بمعنى أدق استقالتك من الوفد؟ بالطبع لا، عمرى ما أستقيل من الوفد والاستقالة التى أعلنتها من منصبى كسكرتير عام حزب الوفد، وهذا ليس معناه استقالتى من حزب الوفد، فأنا استقلت من منصب السكرتير العام مع احتفاظى بعضويتى فى الهيئة العليا للحزب. هل تقدمت بالاستقالة كتابة؟ لا لم أتقدم بالاستقالة حتى هذه اللحظة كتابة – يقصد لحظة طبع المجلة، وإذا قدمت استقالتى سأتقدم بها إلى الهيئة العليا لأنها هى التى انتخبتنى سكرتيرا عاما. فحتى الآن أعلنتها شفهيا. هل قرار الاستقالة نهائى؟ لا ليس نهائيا حتى الآن – أثناء طباعة المجلة – فمازلت أفكر لأننى لا أستطيع أتجاهل رغبة الأعضاء من قيادات وأعضاء عاديين الذين يلحون على للتراجع عن هذا القرار، وهو ما يجعلنى لا أستطيع أن أحسم قرارى الآن وإلا أكون متجاهلا إرادة الوفديين. عدم فوزك فى الانتخابات هل جعلك تشعر بالغدر أو الخيانة ممن لم يعطوك أصواتهم؟ لا لم ينتابنى هذا الشعور، لأنه لم يعدنى أحد بإعطائى صوته وخلا بى، لكن ما استشعرته وعلمت به وتأكدت منه أنه كانت هناك ضغوط مؤثرة على كثير من الأعضاء. فمن لم يعطنى صوته فله الحرية فى هذا، وأحترمه لكن بشرط أن يكون امتنع عن إعطائى صوته بمحض إرادته وليس تحت تأثير فبعض الأعضاء قالوا لى لسنا معك فاحترمتهم. ما السلبيات التى حدثت أثناء انتخابات حزب الوفد؟ الذى أستطيع أن أقوله حاليا هو بعض الجوانب التنظيمية الخاصة بسير العملية الانتخابية. هل لذلك تقدمت بالطعن فى نتيجة أحد الصناديق؟ لا لم أتقدم بطعن حتى هذه اللحظة. وإنما الأستاذ عصام شيحة المندوب الخاص بى داخل اللجنة هو الذى طعن فى نتيجة صندوقين، فاللجنة استبعدت صندوقا كاملا. أتعتقد أن سلوك بعض المؤيدين لك كان سببا فى سقوطك فى الانتخابات؟ مش فاهم .. ماذا تقصدين؟ أقصد محمود على المساعد لك فى الحزب والجمعية التى أنشأها وحصوله على تمويل أجنبى لها؟ أولا: محمود على مساعد رئيس الحزب والذى عينه الدكتور السيد البدوى ولست أنا. ثانيا: عضو فى لجنة الانتخابات. ثالثا: المتحدث الرسمى الإعلامى للجنة الانتخابات. رابعا: مكلف بتحضير اللائحة. هذا هو محمود على وكل هذه المناصب تكليفات من قبل رئيس الحزب. واستطرد قائلا: لما رئيس الحزب يمنحه كل هذه المناصب والصلاحيات لا أحد يتكلم عن الجمعية، وعندما يؤيدنى تظهر الجمعية ولما يدعمنى يظهر التمويل الأجنبي. فكل هذه الاتهامات غير منطقية وليس لها أساس من الصحة، وإنما الطرف الآخر والمؤيدون له هم الذين شهروا به وأشاعوا موضوع الجمعية والتمويل الأجنبى. وأضاف: معى ورقة مقدمة من الأستاذ صلاح سليمان، وهو عنده جمعية وقد فصل من الحزب بسبب تجاوزه مع أحد الأعضاء وليس بسبب موضوع الجمعيات. وأراد أن يقدم التماسا للعودة إلى الحزب مرة ثانية، وأخذ تزكية 29 عضواً من أعضاء الهيئة الحالية من بينهم الدكتور السيد البدوى وهذا توقيعه - مشيرا إلى توقيعه على الورقة- ومن أتباعه مثل السفير نور وأحمد عودة وجميعهم وقعوا لرجوعه للحزب. وهنا السؤال الذى يفرض نفسه عندما وافق الدكتور البدوى وأتباعه على عودة سليمان، لم يكن هناك جمعية وتمويل أجنبى وعندما يدعمنى يبقى فى جمعية وتمويل أجنبي. فما فعلوه مع محمود على نوع من التشهير وخلط الأوراق ولى للحقائق أمام القاعدة الوفدية. كانت حرب الانتخابات على أشدها .. فاتهمك البدوى بأنك المسئول عن الشيكات وفك الودائع هو والمدير المالى قريبه .. ماذا كان ردك؟ لدى من المستندات ما ينفى كل هذه الاتهامات ومنها توقيعاته على الشيكات وهو الذى كسر الودائع، فلم أوقع على أية شيكات وليست لى أية توقيعات. هل اتهم المدير المالى للحزب (قريبك) البدوى بأنه "حرامي"؟ لم يحدث ولن يحدث لأن البدوى (مش) حرامى ولم يأخذ «مليماً» فى جيبه، وإنما كان سوء تصرف مالى وتعاقد أدى إلى الأزمة المالية التى تعانيها الجريدة، وهذا ليس كلامى وإنما كلام الجهاز المركزى للمحاسبات. بعض الوفديين قال إنه لا أنت ولا البدوى لم تقدما شيئا للوفد؟ سأتحدث عن نفسى فقط، وأقول إن أبسط شئ قدمته للحزب هو الجمعية العمومية التى انعقدت، وبهذا العدد من الهيئة العليا وأعضاء مجلسى الشعب والشورى الحاليين والسابقين وأعضاء اللجان العامة فى المحافظات وهيئات مكاتب الشباب والمرأة فى المحافظات وأعضاء اللجان النوعية. واللجان العامة ولجان المرأة والشباب فى المحافظات، كل هذا شغل السكرتير العام للحزب طبقا للائحة (أى شغلى) فقد شكلت اللجان العامة فى المحافظات وأشرفت على انتخابات اللجان العامة فى المحافظات، وكذلك لجان المرأة والشباب أى البنيان التنظيمى للحزب..فلما رئيس الحزب حل جميع اللجان فى آخر انتخابات لمجلس الشعب فكانت مهمتى الأساسية كسكرتير عام أن أعيد البنيان والهيكل التنظمى للحزب، فأصبحت هناك لجان عامة على مستوى المحافظات، وأصبح هناك لجان للمراكز على مستوى المحافظات، ثم ولأول مرة يكون هناك لجان للوفد فى بعض القرى، وكان هذا التحدى الكبير أمامى ونجحت فيه بدليل المشهد الذى رأيناه فى الانتخابات