حوار وليد سلام منذ سنواتها الأولى فى العمل النقابى كانت حرية الصحفيين وحقوقهم من أولويات برنامجها ..كانت دائما فى كل سبب ومناسبة تدافع عن حقوق زملائها الصحفيين ودور النقابة فى حمايتهم، الآن تقف عبير سعدى، وكيل نقابة الصحفيين موقفا حازما، مؤكدة أن هناك تراجعاً كبيراً فى حرية الصحافة فى مصر حتى أصبحت فى الترتيب الثالث من مصاف الدول الأخطر على الصحفيين بعد سوريا والعراق، بسبب تعرض الصحفيين للعنف والقتل بالشارع المصرى، وترى سعدى أن هناك تراخياً من النقابة فى التعامل مع أزمات الصحفيين فى مصر وطالبتها بوقفة جادة، وقالت لابد من التواصل مع وزارة الداخلية لتفهم عمل الصحفيين وإعطاء أوامر لرجالها لاحترام وتيسير عمل الصحفى بالشارع المصرى، وأكدت سعدى فى حوار خاص «للأهرام العربى» أن محاكمة بعض الصحفيين الكبار بتهمة سب القضاء يعطى إنذارا لشباب الصحفيين بعدم انتقاد الشخصيات العامة أو كشف الفساد فى الدولة. كيف تقيمين ظروف ممارسة مهنة الصحافة فى مصر اليوم؟ كنا نعتقد أنه بقيام ثورة 25 يناير، ستتوافر حريات أكثر للصحفيين فى مصر والتى ناضلنا كثيرا من أجلها ضد النظام السابق، ولكن أثناء ثورة يناير، نفسها حدثت عدة انتهاكات للصحفيين لإخفاء الجانب الثورى، وبعد انتهاء ثورة يناير كنا نظن أنه سيتوافر قدر كبير من الحريات للصحفيين، وقد حدث ذلك، ولكن لفترة قليلة، ومع تولى أول رئيس مدنى منتخب اندلعت مرة أخرى انتهاكات للصحفيين وتوفى الحسينى أبو ضيف، وبعد 30 يونيو، ظننا أنه سينفتح باب الحريات على مصراعيه أمام الصحفيين، ولكن للأسف زادت وتيرة العنف أمام الجماعة الصحفية وفقد سبعة صحفيين حياتهم منهم ستة مصريين فى فترة قليلة جدا لا تتجاوز الثلاثة أشهر، من 27 يونيو وحتى 20 أغسطس، وهى تعد انتكاسة كبيرة جدا، فقديما كنا نتحدث عن حق التعبير، فأصبحنا نناضل من أجل حق العمل بسبب فقدان عدد كبير من الصحفيين لعملهم، والآن نتحدث عن حق الصحفى فى الحياة، وعلى الرغم من أن مصر ليست فى حالة حرب فإن قتل الصحفيين وضع مصر فى الترتيب الثالث فى العالم فى الدول الأكثر قتلا للصحفيين بعد سوريا والعراق. والأسوأ من ذلك هو تعرض الصحفيين للعنف من قبل العديد من المواطنين أنفسهم وأجهزة الدولة ومن قبل من يسمون بالمواطنين الشرفاء، هذا بالإضافة إلى أنه بعد صدور دستور 2013، تم تحويل خمسة من الصحفيين فى القضيتين التى أحيل فيهما المستشار جنينة للجنايات أحيل معه فى القضايا خمسة من كبار الصحفيين منهم تهانى إبراهيم. هل تعتقدين أن اعتقال الصحفيين أو محاكمتهم أو التعرض لهم هو تكميم للأفواه أم هو خطأ غير مقصود فى ظل الحرب على الإرهاب؟ هناك أزمة حقيقية بالفعل، فالصحافة فى المراحل الانتقالية إما أن تخسر أرضاً أو تكسب أرضاً، ولكننا كصحفيين فى مصر خسرنا من حقوقنا الكثير والكثير وكلما جئنا لنطالب بحقوقنا كصحفيين قيل لنا إن الوقت غير مناسب، فنخسر المزيد من الحقوق، فمنذ شهر فى الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين وجهت صرخة لزملائى قبل أن يفوت الأوان، وأنه لابد أن تكون لنا وقفة حازمة لأخذ حقوقنا كاملة، فمهنتنا هى مهنة البحث عن المتاعب وليست مهنة البحث عن القتل، فمصر ليست دولة حرب ليموت فيها الصحفى وهو يغطى فى الميدان كشاهد عيان لا ذنب له، لكن يبدو أن قتل الصحفيين عملية ممنهجة. من الصحفيين من اعتقل ومن قتل ومن أصيب ومن حوكم، فهل هناك دور للنقابة لكل هذه الممارسات ضد الصحفيين، وهل السلطات تستجيب لضغوط النقابة أم تلقى بها عرض الحائط؟ النقابة لا تقوم بدورها ولابد أن تتفق على ضمانات لممارسة المهنة وبيئة عمل حقيقية، فالنقابة تقوم فقط بدور جندى إنقاذ وهو ليس الدور المنوط به لها، نحن الآن بحاجة كى نتوقف ونفرض شروطنا، لأن فاقد الشىء لا يعطيه، فالصحفى الجيد ينبغى ألا يكون ميتا. بعض الصحفيين تم القبض عليهم بتهمة حيازة كاميرا أو نقل معلومات لدول خارجية أو تهديد الأمن القومى المصرى، هل هذه الاتهامات تتفق مع حرية الصحافة؟ هناك بعض المواد الفضفاضة لاتزال موجودة للأسف، ولاتزال تطبق، وإذا كانت المواد الصالحة فى الدستور لم تطبق ولم تحترم، فهناك أزمة ثقة حقيقية، فحينما يصدق الصحفى أنه يمارس مهنة إبداء الرأى والتعبير يفاجأ بأنه يتم القبض عليه بتهمة حيازة كاميرات، فبالأمس القريب تم القبض على ثلاثة مصورين صحفيين بمدينة نصر، لأنهم يرتدون خوذة تحميهم من التراشق بين الجانبين بالحجارة فى إحدى المسيرات، كما أن الفئة الأكثر تعرضا للانتهاكات هم المصورون، ولقد قمنا بدورات حماية كثيرة فى النقابة للصحفيين . وعلى الدولة المصرية أن تضمن سلامة وأمن الصحفيين، فالشرطة المصرية هى المسئولة عن حماية الشارع المصرى، فلابد أن تتواصل نقابة الصحفيين مع وزارة الداخلية والجيش أيضا لإعطاء تعليمات لرجالهم باحترام التعامل مع الصحفى الذى يؤدى واجبه وعمله بالشارع. هذا معناه أن هناك تراجعاً حقيقياً فى حرية الصحافة فى مصر بسبب العنف الممارس ضد الصحفيين؟ بالطبع، لأنك عندما تضرب صحفيا أو تعتدى عليه وتهمل التحقيق مع من اعتدى عليه من الأمن، فهذا سيؤدى لمزيد من الاعتداءات عليهم فى عملهم، وأنا أميل إلى التحقيق الجنائى مع من اعتدى على الصحفى. هل تقوم الصحف ووسائل الإعلام بتغطية منحازة للمجتمع المصرى بشكل يرضى الجميع أم لا؟ هناك حالة من عدم المهنية مما يسبب فى النهاية احتقاناً كبيراً جدا ضد الصحافة والإعلام بالإضافة إلى وجود مناخ كراهية فى الشارع ضد الإعلام المصرى، فنحن نحتاج إلى مزيد من المهنية فى الإعلام المصرى.