إلهامي المليجي بالرغم من ان كل المؤشرات فضلا عن المعلومات المتسربة كانت تؤكد على ان المشير عبد الفتاح السيسي يعد العدة للترشح للانتخابات الرئاسية المصرية الا انه وما ان ظهرت مؤشرات وتسريبات واضحة لا لبس فيها ان الرئيس يحضر اجتماع المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي سيشهد اعلان المشير السيسي لاستقالته من موقع القائد العام للقوات المسلحة تمهيدا للاعلان عن الترشح للانتخابات الرئاسية حتى حبست الجماهير المصرية ومعها الكثير من الجماهير العربية انفاسها ترقبا للكلمة المتوقعة للمشير والتي اذيعت عقب نشرة التاسعة مساءا في التلفزيون المصري الاربعاء الفائت ونقلت على الهواء مباشرة تقريبا على كل القنوات الكبرى عربيا ودوليا . كلمة قصيرة نسبيا .. واضحة الرؤية .. قوية الدلالة ... محددة الأهداف .. بسيطة الصياغة .. عميقة المعنى .. حملت رسائل قوية للخارج .. جاءت من القلب فاستقبلها اغلب المصريين برضا وتفاءل .. لم يعد بمعجزات بل بعمل جاد ..تحدث عن استعادة هيبة مصر ولن تكون مستباحة واستهل كلمته بنبرة حزينه لاضطراره لخلع الزي العسكري الذي ظل يرتديه على مدى خمس واربعين عاما هي عمره الذي مضى الا خمس عشرة ما اصبح معه الزي العسكري جزءا من جلده البشري ، ارتداه طالبا في الثانوية الجوية وخلعه عندما وصل الى اعلى مراتب العسكرية رتبة وموقعا ومعه اصبح واحدا من اشهر وزراء الدفاع في تاريخ مصر المعاصر الذي سيتوقف كثيرا امام دوره في حسم ثورة 30 يونيو لصالح الارادة الشعبية الكاسحة التي خرجت في الشوارع والميادين رفضا لحكم الاخوان الاقصائي الاستبدادي . وبعدما شخص الحال الذي وصلت اليه مصر بعين طبيب ماهر حدد بوضوح لا لبس فيه مهمته -اذا ما حصل على ثقة الجماهير المصرية- المتمثلة في استعادة مصر وبناءها ، والغالبية العظمى من شعبنا المصري التي طالبته بالترشح تدرك جيدا ان مصر بحالتها الراهنة في حاجة لرجل تمرس الادارة في مرس في الادارة في المؤسسة الاكثر نجاحا والاقل فسادا والاشد تماسكا مدرسة الوطنية المصرية ومصنع الرجال . واستوقفني تحليل خبراء علم النفس لخطاب المشير عبد الفتاح السيسي وخاصة ما قاله الدكتور يسري عبد المحسن من إن المشير السيسى يتمتع بقدر واسع من التواضع والهدوء النفسى والثقة العالية بذاته، كما أنه متأنى فى قراراته، ويبدو عليه الكثير من الحكمة ويحتكم إلى المنطق فى استرساله وإيقاع فكره، وترتيب المقاطع التى يتحدث بها بنوع من الأولويات ثم الأقل فى الأولوية ، وانه إنسان عسكرى منضبط تماماً فلا يفتقر إلى الانضباط حتى فى التعبير، لافتاً إلى أن لديه اتزانا عاطفيا ولا يندفع بعواطفه ولا ينجر إلى انفعالات ليس لها معنى. هذا التحليل النفسي للخطاب اكد على " ان حس الشعب يسبق أي فكر وأي صوت " الشعب الذي بادل السيسي حبا بحب وتقديرا بتقدير وثقة بثقة وتجلى ذلك واضحا في كلمته «أقفُ أمامَكُم وليست بى ذرةُ يأسٍ أو شك، بلْ كلّى أملٌ، فى اللهِ، وفى إرادتِكُم القويِة لتغييرِ مصرَ إلى الأفضلِ».. الشعب الذي طالب السيسي بضرورة دخول معترك الانتخابات الرئاسية لتحمل مسئولية ادارة البلاد في هذه المرحلة العصيبة .. واظن ان هذا الشعب سوف يظهر احدى ملاحمه في يوم الانتخابات بالخروج وبشكل مكثف مواجها لبقايا الارهاب التكفيري والفوضوي العبثي ومعبرا عن تأييده للسيسي رئيسا لمصر يعبر بها الى افاق العدل الاجتماعي الذي غاب طويلا ، والديمقراطية الشعبية المتطهرة من المال الحرام القادم من الغرب الاستعماري وادواته ، واعادة مصر لمكانتها التي تستحق وسط امتها العربية وعمقها الافريقي ومحيطها الاقليمي .