ا ش ا أعرب محلل صيني بأحد مراكز الدراسات الإستراتيجية الحكومية في بكين اليوم الثلاثاء عن اعتقاده بأن روسيا ليس أمامها ثمة خيار سوى التدخل في أوكرانيا، في الوقت الذي توجد فيه " نقاط مشتركة " بين بكينوموسكو حول المبادىء إزاء الأزمة هناك. وقال لي زيجو وهو خبير في شؤون أوروبا وآسيا الوسطى بالمعهد الصيني للدراسات الدولية " إنني أعتقد شخصيا أن روسيا ليس لديها أي خيار سوى التدخل الآن، لأن الدول الغربية لم تف بوعودها بعدم التدخل ". وأضاف لي في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية ( د. ب.أ) " إن الصينوروسيا لديهما بالتأكيد نقاط مشتركة حول السبب في حدوث أعمال الشغب الأخيرة في أوكرانيا ". وتابع لي " إن الصين تصر دائما على انتهاج السياسة الأساسية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، كما تسعى الصين دائما إلى مساندة الوحدة الإقليمية لأوكرانيا ". وقال " وفي هذه المنطقة كانت هناك خلافات دائمة بين روسيا والدول الغربية ". وعندما سئل أمس الإثنين عن التناقض الواضح بين مبدأ الصين بعدم التدخل وعدم إدانتها العمل العسكري الروسي، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية تشين جانج إن بكين ستتمسك " بالمبادىء الدبلوماسية الراسخة "، غير أنها " ستضع في اعتبارها تاريخ القضية الأوكرانية وتعقيداتها ". وأشار كين إلى أنه " من العدل القول بأن موقفنا الذي يتسم بالموضوعية والنزاهة والعدل والسلمية يتبع كلا المبادىء والحقائق ". وذكرت وكالة إيتار تاس للأنباء الروسية نقلا عن وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف تحدث هاتفيا مع نظيره الصيني وانج يي أمس الإثنين ، و" أكدا التوافق بين موقفيهما " إزاء أوكرانيا. ومن ناحية أخرى قالت وزارة الخارجية الصينية إن لافروف ووانج اتفقا على " أن التعامل بشكل سليم مع الأزمة الأوكرانية هو أمر مهم للغاية للحفاظ على السلام والإستقرار الإقليميين "، غير أن الوزارة لم تفصح عن تفاصيل المحادثات بين الوزيرين. ورفض المحلل الصيني لي المزاعم التي رددها بعض المحللين من أن لافروف يستخدم الصين لدعم الموقف الروسي. وقال لي إنه لا يستخدم الصين " لأن الصينوروسيا لديهما بعض النقاط المشتركة، ولكن الحادث هو أن الصين لم تعبر عن موقفها بوضوح ". وأكد لي أن " الصين تنتهج سياسة دبلوماسية مستقلة لا يمكن أن تتغير نتيجة أي حادث ". وأوضح لي أن الصين تريد أن تجد كل الأطراف " حلا سلميا من خلال المفاوضات "، ويمكنها أن تقوم بدور الوسيط بين روسيا والولايات المتحدة. وكان الإتحاد لأوروبي والولايات المتحدة قد هددا أمس الإثنين بفرض عقوبات ضد روسيا في حالة عدم سحب موسكو قواتها المسلحة من شبه جزيرة القرم الأوكرانية، واتخاذ خطوات للحد من التوتر.