⢴ حوار علاء عزت أشعر الآن أننى مثل المغامر العالمى الشهير روبنسون كروز، «عندى جمعة .. وليست عندى جزيرة»، ولكن جمعة هو الصخرة التى سأبنى عليها جزيرة بطولاتى فى الأهلى .. كان هذا نص ما قاله فى حقه البرتغالى الأسطورة مانويل جوزيه، المدير الفنى الأسبق، فى بداية مذكراته الشخصية، «أشهد أننى عشت»، الصخرة التى بنى عليها جوزيه جزيرة بطولاته فى الأهلى، هو أسطورة الكرة المصرية وائل جمعة، ذلك الصخرة الذى أبكى مصر كلها بدموعه الصادقة التى انهمرت وهو يعلن اعتزاله، فى ليلة سوبر. جمعة لم يكن مجرد مدافع فذ، وصخرة تحطمت عليها أحلام أعتى مهاجمى العالم، ولكن تحول إلى أسطورة للانتماء والولاء، واعتزل بعد أن تحول لأسطورة عالمية بحق.. دون مقدمات أكثر، حاولت «الأهرام العربى» أن تنبش فى عقل الصخرة، وهى تجرى معه لقاء «سوبر».. حوار اختلط فيه الجد بالهزل. كابتن وائل .. لا نعرف إن كنا نبدأ حوارنا معك بتقديم التهنئة لك على فوز الأهلى بالسوبر.. أم نتحدث عن قرارك المفاجئ بإعلان اعتزالك اللعب وما تبعه من ردود أفعال درامية؟ ضحك وائل، بصوت مبحوح : " لا طبعا بارك لى على الفوز بكأس السوبر .. وبارك لى على اعتزالى أيضا !!. وهل قرارك بالاعتزال يستحق التهنئة؟ طبعا .. خصوصا أننى اعتزلت وأنا بطل.. والمشهد الذى سيظل فى عقول الجميع عندما يتذكرونى أننى اعتزلت بعدما رفعت كأس فوز الأهلى بالسوبر الإفريقى. عفوا .. لماذا بكيت وأنت تعلن قرار اعتزالك، برغم أن المناسبة كانت سعيدة؟ تنهد جمعة وقال: " والله غصب عنى .. بس لما مر شريط حياتى مع الأهلى كله فى لحظة أمامى وأنى وصلت لخط النهاية .. لم أتمالك نفسى وبكيت .. وهذه المرة الثالثة التى أبكى فيها فى مناسبة كروية ". وما هما المناسبتان السابقتان؟ أنا بكيت فى حياتى 6 مرات، المرة الأولى عند وفاة والدى .. ثم والدتى .. وأخي.. وبكيت 3 مرات كرويا الأولى عندما خسرنا بطولة دورى الأبطال العام 2007 أمام النجم الساحلى التونسى، والثانية عندما خسرنا أمام غانا فى تصفيات كأس العالم، وتبخر حلمى الأخير فى اللعب بالمونديال، والمرة الثالثة عند إعلان قرار اعتزالى. من كان يعلم بقرار اعتزالك؟ صدقونى .. لا أحد حتى زوجتى .. وأول من علم بأننى سأعلن اعتزالى اللعب هو الكابتن محمد يوسف، المدير الفنى ونحن فى طريقنا لحضور المؤتمر الصحفى بعد لحظات من انتهاء مباراة الصفاقسى .. ولكن أصدقكم القول إننى اتخذت القرار قبل فترة وأعلنته بينى وبين نفسى أثناء مشاركتى مع الأهلى فى بطولة كأس العالم الأخيرة للأندية بالمغرب. وماذا لو كان الأهلى خسر كأس السوبر .. هل كنت ستعلن اعتزالك؟ نعم .. كنت عازما العقد على إعلانه مهما كانت النتيجة.. وكنت مستعدا لأن أتحمل كل العواقب والانتقادات. هل رأيت أن الفوز بكأس السوبر الإفريقية فرصة ذهبية لإعلان اعتزالك بعدما أهدرت فرصة الإعلان بعد الفوز ببطولة دورى الأبطال الإفريقى فى نوفمبر من العام الماضى مثلما فعل صديق عمرك محمد أبوتريكة؟ لا .. لم أفكر فى هذه الطريقة.. لأنى كما أخبرتك كنت سأعلن اعتزالى حتى لو كنا خسرنا السوبر الإفريقى، وأكشف لكم عن سر وهو أننى تعرضت لضغوط كبيرة لأعلن اعتزالى مع أبوتريكة، ولكنى رفضت أن أخون الأهلى. ماذا تعنى بالخيانة؟ لو كنت أعلنت اعتزالى وقتها ودون أن أمهد الأمر لإدارة النادى أو أمنحها فرصة لترتيب أوراقها، كنت سأعتبر خائنا للأمانة.. وفضلت أن أعلن قرارى والأهلى فى منتصف موسم بطولة الدورى.. وفضلت أن أعتزل على طريقة النجم والمدافع الإيطالى " نيستا". عفوا .. هناك من ردد أنك لم يكن يمكنك الاعتزال وقتها.. لأنك كنت مرتبطا مع الأهلى بعقد رسمى .. إضافة إلى ارتباطك مع النادى بعقود إعلانية؟ هذا غير صحيح.. بدليل أن محمد أبوتريكة أعلن اعتزاله وهو أيضا كان مرتبطا مع النادى بعقد رسمى وارتباطات أخرى مثلى تماما. 14 عاما قضيتها فى النادى الأهلى .. كيف تراها؟ دعونى أولا أن أؤكد لكم أننى عندما قدمت للأهلى من نادى غزل المحلة فى صيف عام 2001 لم أكن أحلم أن أمكث فى الأهلى أكثر من 4 سنوات، وهى قيمة عقدى الأول مع النادى، وكنت خائفا أن أفشل وأرحل قبل نهاية عقدى.. لقد دخلت الأهلى من الباب الملكى، وأقصد مباراة الأهلى الودية التاريخية مع ريال مدريد فى أغسطس عام 2001 وكانت أول مباراة لى بالفانلة الحمراء .. والنهاية كانت سوبر .. بالفوز ببطولة كأس السوبر الإفريقية.. يا لها من بداية ونهاية حالمة وأسطورية . بعد 14 عاما هل تتذكر قصة انضمامك للأهلى؟ ضحك جمعة وقال: " طبعا .. فاكر باليوم والساعة والثانية .. أنا فاكر يوم ما انتقلت من مركز شباب قريتى " الشين " بالغريبة للمحلة على يد الكابتن شوقى غريب وكان عمرى وقتها 16 عاما، وتمت الصفقة بشوية كور وفانلات أعطاها نادى غزل المحلة لمركز شباب الشين .. وانضممت للأهلى بعد مفاوضات قادها الحاج محمد عبد الوهاب، عضو مجلس الإدارة السابق بالأهلى.. وأتذكر أنه قال لى مستر جوزيه عاوزك بالاسم .. وأتذكر يوم انضمامى للأهلى أننى اشتريت مجلة النادى وكان مانشيتها «الأهلى يتعاقد مع أحسن مدافع فى العالم».. وأنا كنت هذا المدافع لأنى قبلها فزت بلقب أحسن مدافع فى بطولة كأس العالم العسكرية.. وتعاقدت مع الأهلى مقابل 500 ألف جنيه لمدة 4 سنوات. أصعب مرحلة مرت عليك فى مشوارك الكروى؟ عام 2007، وتحديدا بعد خسارة الأهلى أمام النجم الساحلى 1/3 فى نهائى دورى الأبطال الإفريقى، كنت لأول مرة أتعرض لانتقادات حادة، وهناك من طالبنى بالاعتزال، وبعدها خرجت من حسابات جوزيه، وكنت أخشى على مكانى فى المنتخب الوطنى الذى كان يستعد لبطولة أمم إفريقيا 2008 بغانا، وقتها أخذت قرار الرحيل من الأهلى بالموافقة على احترافى على سبيل الإعارة بنادى السيلية القطرى .. وتألقت مع المنتخب فى أمم 2008 وفزنا باللقب وتوجت أنا بجائزة أفضل مدافع فى القارة . حملات انتقادك زادت عليك فى الفترة الأخيرة خصوصا بعد تعرضك للطرد مباراتين متتاليتين أخيرا فى الدورى.. هل أثرت تلك الحملة على قرارك ودفعتك للتبكير بقرار اعتزالك؟ إطلاقا.. وبالمناسبة تعرضت للطرد فى مباراتين متتاليتين، لأن الحكام فى مصر يتصورون أنهم يديرون مباريات فى بطولة دورى كرة القدم النسائية. كابتن شوقى غريب المدير الفنى للمنتخب طالبك بالتراجع عن اعتزالك .. هل يمكن أن تفكر فى الأمر بجدية؟ بصراحة.. لا .. قرارى نهائى .. أنا ضد فكرة اعتزال اللعب محليا ودوليا.. يعنى مش ممكن أبطل فى الأهلى وأكمل فى المنتخب.. ده مش منطقى. ما أطرف مكالمة تلقيتها بعد إعلان قرار اعتزالك؟ هو فيه غيره .. بركوتة، ويقصد زميله السابق فى الأهلى والمنتخب المعتزل حديثا محمد بركات، وقال جمعة ضاحكا: " اتصل بى وقال ليه بس يا جمعة تعتزل .. والله خسارة .. كان نفسى تستمر فى الملاعب عشان أعرف أقطعك وأنا مذيع.. حرام عليك يا شيخ .. أفسدت علىّ مخطط الانتقام منك ". هل تعلم أن صديق عمرك محمد أبوتريكة ظل يداعبك عبر تغريدات له على حسابه على موقع التواصل الاجتماعى " تويتر " قبل وبعد المباراة .. وبارك لك؟ وعاد جمعة ليغرق فى الضحك، وعلق قائلا : " خلاص أبوتريكة بعد ما اعتزل اتفرغ للفيس وتويتر، وشكله كده عاوز يشتهر على حسابى . سؤال أخير.. طريق وائل جمعة بعد الاعتزال إلى أين يتجه؟ إما الإدارة أو الإعلام..والأخيرة الأقرب إلى قلبى.