بشير حسن جماعة الإخوان الارهابية، لم تكن مستعدة لحكم مصر، لكنها استثمرت كونها الفصيل الوحيد المنظم، وبالتهديد تارة، وبالوعود والصفقات تارة أخرى، وصلت إلى الحكم، ولأن قيادات الجماعة كانت تدرك أن حكم مصر أكبر من إمكانياتها وأنها تمتلك مشروعا واضحا للنهوض بمصر وتحقيق مطالب الثورة، كان التركيز الأكبر من الجماعة على حماية مقعد الرئاسة بأى طريقة ما حتى لو جاء ذلك على حساب الشعب، ومطالب الثورة، وقتل الأبرياء والتخابر لصالح جهات أجنبية، كواليس العام الذى حكم فيه الإخوان مصر، والعام الذى سبقه كثيرة، تظهر أحيانا من خلال تسجيلات تم تسريبها، وأخرى من خلال مخاطبات بين قيادات الإخوان وجهات خارجية أو بين مكتب الإرشاد وقصر الاتحادية، الأسبوع الماضى عرضنا أربعة خطابات أكدنا من خلالها أن الإخوان ومعهم أعضاء من حركة حماس متورطون فى اقتحام السجون وتهريب من فيها، و هذا الأسبوع نعرض ستة خطابات تؤكد أن الإخوان لم يكن همهم الأول بعد الوصول إلى الحكم، سوى حماية مقعد الرئاسة ورد الجميل إلى حماس التى أسهمت بشكل كبير فى وصول الإخوان إلى الحكم. الرئيس المعزول محمد مرسى، كان أول من أدرك الدور المهم الذى لعبته حماس فى تمكينه من الحكم وتهريبه من قبل ذلك من سجن وادى النطرون، ونقله فى نفس اليوم إلى قطاع غزة، وبعد وصول مرسى إلى الحكم أرسل خطابا إلى إسماعيل هنية، رئيس الحكومة المقالة، حمل الخطاب الكثير من عبارات الثناء ووعد برد الجميل، وهو الخطاب الذى اعقب زيارة هنية لمرسى فى قصر الاتحادية لتهنئته بالوصول إلى الحكم، الخطاب بتاريخ 31 يوليو 2012، وقال فيه مرسى مخاطبا هنية: بالأصالة عن نفسى، وباسم سيدى ومرشدى وعموم أهلى وعشيرتى، وباسم الثمانين مليونا من المصريين، أرفع إليكم برسالتى التى تحمل فى طياتها عظيم الامتنان والشكر والتقدير والعرفان بالجميل للمجاهد البطل وفارس الإسلام وفخره التى تحمل فى طياتها عظيم الامتنان والشكر والتقدير والعرفان بالجميل للمجاهد البطل وفارس الإسلام وفخره، الذى أثقل رقابنا ورءوسنا بجمائله وأفضاله وحسن خلقه. عزيزى أسد الإسلام وحامى عرينه، لقد كانت زيارتكم الأخيرة لنا، هى مصدر السعادة والبهجة التى ملأت قلوبنا وقلوب جميع المصريين الذين شرفوا بزيارتكم المباركة، والتى نتمنى تكرارها بعد أن أزلنا معا حواجز وبوابات الضعف والاستكانة والمهانة، وبعد أن أزلنا معا كل مصادر الكفر والإلحاد وتنفسنا معا نسيم الإيمان والإسلام، وعادت ديار المؤمنين متلاصقة الجدران لا تفصل بينها البوابات ولا يهب عليها غبار الكفر الإلحاد، وأننا واثقون من أن جميع هذه الحواجز وقد أزيلت من ذكرياتنا وحل بدلا منها الحب والتآخى وصلة الأرحام التى تجمع بين المؤمنين. عزيزى، رمز الجسارة والشجاعة والبطولة، إننا نعاهدكم أمام الله جل وعلا أن نسير بإذنه تعالى فى السبيل التى خطتها أيدينا سويا، سبيل الإسلام الحق الإسلام الذى يأمرنا بمجاهدة الكفار والملاحدة، نعاهدكم أمام الله عز وجل أن نظل السد المنيع، والحصن الحصين للزود والدفاع عن أهلنا وعشيرتنا فى غزة، هؤلاء الذين ضحوا بالغالى والنفيس فى سبيل إعلاء كلمة الله، هؤلاء الرجال الأبطال والشجعان الذين يجب ألا ننساهم ولن ننساهم أبدأ، هؤلاء الرجال الذين بذلوا الروح والدم من أجل نصرة أشقائهم فى مصر وتشاركوا معنا لتحقيق وعزة مصر، نعاهدكم عزيزى سنظل أوفياء لدماء هؤلاء الشهداء ولا نتخاذل ولا نتهاون فى حق من وهبوا لنا أرواحهم، مهما فعلنا وصنعنا من أجلهم ومن أجل ذويهم فلن نستطيع أبدا أن نوفيهم حقوقهم وأفضالهم، نعاهدكم يا أبى عبد السلام بأن معاناة أهلنا فى غزة قد انتهت بعون من الله، ولن تكون هناك أزمات من أى نوع ولن نسمح بذلك أبدا، لن تكون هناك أى فواصل أو موانع بيننا، ولن نسمح بذلك أبدا، فى أرض مصر هى الامتداد الطبيعى لأشقائنا الفلسطينيين وأرض غزة وفلسطين هى الامتداد الطبيعى لكل المصريين. حفظكم الله ورعاكم وسدد على طريق الهدى والحق خطاكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم محمد مرسى هكذا، يحمل خطاب مرسى لإسماعيل هنية تأكيد أن الإخوان وحماس شركاء فى حكم مصر وأن أرض مصر امتداد لغزة وفلسطين ولمصر، ولذلك بادر مرسى فور فوزه بالانتخابات بالتأكيد بأن هناك سوقا مشتركة سيتم إنشاؤها بين رفح وغزة، بالإضافة إلى المئات من الغزاوية الذين حصلوا على الجنسية واستخدموا بطاقة الرقم القومى المصرية. أما الخطاب الثانى، فكان بتاريخ 18 يناير 2013، ومضمون هذا الخطاب يؤكد أن جماعة الإخوان انصب اهتمامها فقط على حماية مقعد الرئاسة، بعد أن غاب برنامجا حقيقيا ينهض بمصر، الخطاب من على بن فهد الهاجرى، مساعد وزير الخارجية القطرى، موجه إلى رئيس الوزراء القطرى وهو رد على تعليمات الأخير بتوجيه 250 مليون دولار من صندوق الطوارئ والمنح العاجلة بوزارة المالية إلى حركة حماس تحت بند 11 منحة أعباء إضافية للمساعدة على تمكين الرئيس المصرى للحفاظ على حياته واستقرار إدارته للبلاد لأطول فترة ممكنة، ويؤكد مساعد وزير الخارجية أن المبلغ المطلوب وفقا لتعليمات رئيس الوزراء تم تسليمها لرئيس المكتب السياسى لحركة حماس خالد عبد الرحيم، إسماعيل عبد القادر مشعل، ومحتوى هذا الخطاب يرد على حركة حماس التى اعتادت كوادرها على نفى دورها فى حماية محمد مرسى، وقيادات جماعة الإخوان الإرهابية. فى 21 مايو 2013، اجتمع محمد بديع، المرشد العام للجماعة وبعض قيادات الجماعة وهم خيرت الشاطر، وسعد الكتاتنى، ومحمود عزت، ومحمود غزلان، ومحمد البلتاجى، وعصام العريان، وأسامة ياسين، ومحضر الاجتماع يؤكد أن الجماعة كانت تستعد لمواجهة الثوار فى 30 يونيو، و أهم ما جاء فى الاجتماع الموافقة على بدء تنفيذ العمل بقانون الطوارئ، والبدء فى تنفيذ حملة اعتقالات موسعة تضم 102 شخص تم تحديد أسمائهم، والموافقة على استقبال مجموعة المهام الخاصة التركية قبل بدء التنفيذ بيوم واحد، مع التأكيد على رحيلهم فور إتمام المهام الموكلة لهم، وتكليف محمود عزت، بملف المجاهدين من كتائب القسام، وتوفير كل مطالبهم المعيشية على أن يرحلوا فور إتمام المهام الموكلة إليهم، وأخيرا الموافقة على منح رجال الأعمال هشام طلعت مصطفى، إفراجا صحيا مقابل دفعه ملياري جنيه، وتكليف محمد البلتاجى بمتابعة الملف. إذن محضر الاجتماع يؤكد أن الجماعة الإرهابية استعانت بعناصر من تركيا وحماس لمواجهة المتظاهرين وما تردد حول مساومة الجماعة لرجال أعمال نظام مبارك كان صحيحا. أما الخطاب الرابع، فكان من محمد الظواهرى، شقيق أيمن الظواهرى، زعيم تنظيم القاعدة موجه إلى أبو محمد الأنصارى، أحد قيادات الجماعة الإرهابية فى سيناء، والظواهرى فى الخطاب يؤكد أنه أرسل للأنصارى بدر عبد السلام التميمى، الشهير « بأبى القعقاع «، وهو رجل فارس وتوكل إليه المهام الصعبة وقد جربه فى أفغانستان والعراق، والخطاب يؤكد أن ما قاله محمد البلتاجى، عن وقف الإرهاب فى سيناء بمجرد عودة محمد مرسى، إلى الحكم كان صحيحا، كما يفسر الخطاب وجود محمد الظواهرى، مع الإرهابيين فى سيناء لفترة طويلة بعلم وتوجيهات من قيادات الإخوان الذين كانوا يعدون العدة لتنظيم صفوف الإرهاب فى سيناء إذا ما أطاح الثوار بمرسى. أما الخطاب الخامس، بتاريخ 15 يونيو 2013، فكان بمثابة إعادة ترتيب لجماعة الإخوان لترتيب أوراقها هى عبارة عن محضر اجتماع لمكتب الإرشاد وحمل العديد من التوصيات أهمها ضرورة تصفية رجل الأعمال المصرى أشرف السعد، وتكليف محمود عزت، بهذا الملف وتفويض محمود عزت، أيضا بالتوقيع على كل المعاملات المادية وإخطار البنوك بذلك، وإنهاء كل الاتفاقيات مع رجال الأعمال المصريين الموجودين بالخارج والداخل أيضا، ودعوة قاسم سليمان، مسئول العلاقات الخارجية بمكتب آيه الله خامنئى، لزيارة مصر كما جاء فى محضر الاجتماع إسناد الملف الأحمر لرجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، والملف خاص بالاتفاقيات الخاصة بمشروع تنمية قناة السويس، وشرق التفريعة، وضرورة سفر أبو هشيمة، إلى قطر فورا وتكليف وليد شرابى، وعصام سلطان، بصياغة الاتفاقيات قانونيا. أما الخطاب السادس، فكان من طارق الزمر، إلى محمد مرسى، بتاريخ 29 يونيو 2013، أى قبل ثورة يونيو بيوم واحد، وفى الخطاب يؤكد الزمر دعمه لمرسى ومعه اتحاد الأحزاب والجبهات الإسلامية ورفضه المساس بالشرعية وإجهاض الثورة الإسلامية المباركة من قبل الرافضين الكافرين والملحدين على حد وصف الزمر، وأشاد الزمر فى خطابه إلى مرسى أن يوم 30 يونيو 2013، سيكون يوم الخلاص من كفار وملاعنة مصر الأنجاس وهو أيضا يوم الثأر من أعداء الإسلام. تلك كانت الخطابات الستة التى تؤكد أن جماعة الإخوان الإرهابية كانت تعد العدة لإجهاض ثورة 30 يونيو، وتؤكد أيضا مشاركة عناصر من تركيا وحماس فى قتل المصريين برعاية إخوانية، كما يؤكد مضمون الخطابات أن خطة الإخوان لم تكن فى النهوض بمصر، لكنها فى الخلاص بكل من يعترض طريقهم فى السيطرة على مقاليد الحكم، وما تردد حول ضلوع محمود عزت، فى العمليات الإرهابية فى مصر وهو صحيح، أو الجماعة الإرهابية كانت تسعى أيضا لعقد صفقات مع رجال أعمال نظام مبارك وإعادتهم إلى مصر والإفراج عن الموجودين منهم فى السجون مقابل مبلاغ مالية طائلة.