بوابة الأهرام العربي الثورة عن بعد عبر الفيس بوك وتويتر والمدونات ورسوم الجرافيتي في الشوارع والميادين، لها «طعم تاني» خاص لو جاءت بمذاق السخرية والألش بالكلمة والصورة والرسم ومقطع الفيديو، تلك أسلحة جيل أسقط نظاما وعزل آخر ولا تزال النار تحت الرماد! على الفيس بوك أبرز «جدران الحرية» وفي أحلك الظروف التي شهدت عملية اختطاف منظم لثورة 25 يناير 2011 ، تظهر سخريتنا وعفويتنا ، نشطح وربما نخطئ أو نسىء، وندخل في حروب يومية طاحنة، نفقد صديقا في أول النهار ونكسب عشرة في آخر الليل بسبب تعليق أو بوست وضعناه على الوول بيدج. وتظل مصر الثورة موضوعا يجمعنا، ويبقى الفيس بوك عالما ساحرا، يأسرك إلى حد الإدمان، ويحبطك ويقهرك ويحرق دمك وأعصابك إلى حد الاكتئاب، لا يخفف من حدة ذلك سوى السخرية. نصيحتي لك عزيزي قارئ هذا الكتاب:"قابل الألش بالألش .. المهم ما تزعلش ، وتذكر مصر بكره أحلى بناسها وحكاويها وثورتها التي ستظل ترويها على جدران الحرية". بهذه الكلمات قدم د. سمير محمود الكاتب الصحفي بمؤسسة الأهرام ، أستاذ الإعلام بجامعة السلطان قابوس لكتابه " جدران الحرية ..تدوينات الحياة والثورة في مصر" ، الصادر عن دار الأدهم للنشر والتوزيع ، والذي لحق به مهرجان الثقافة في معرض القاهرة الدولي للكتاب. يقول المؤلف: جمعت في كتابي على مدى سنة كاملة هي 2012 كل ما نشرته من تدوينات في الحياة والثورة في مصر، على مختلف جدران الحرية بأشكالها المختلفة ، سواء الجدران والحوائط المادية في ميدان التحرير وكل ميادين الحرية في مصر، خصوصا وقد كتبت بدموعي تحت صورة لشهيد أعرفه ، على حائط في شارع شامبليون المؤدي لميدان التحرير، "أبكي أنزف أموت.. وتعيشي يا ضحكة مصر" وذلك خلال زيارتي الأولى لمصر بعد أشهر من اندلاع الثورة وسقوط النظام، إضافة إلى كتاباتي المنتظمة على حائط صفحتي – Page Wall– على الفيس بوك، وكذلك في الصحف المطبوعة والمواقع الإلكترونية ، التي أعتبرها جدرانا رسمية تصدر بتصريح وموافقة رسمية من السلطات، مما يجعلها أقل حرية وجرأة في أغلب الأحيان.