وفاء فراج تعثرات وأزمات وصراعات وتفكك صاحبت الأحزاب السياسية المصرية، عقب ثورة 25 يناير 2011، برغم أنه كان من المتوقع أن تزدهر حركة تلك الأحزاب ، لكن أصابتهم خيبة أمل كبيرة من قلة إقبال مشاركة المواطنين فى تلك الأحزاب، ومع بداية عام 2014 الجديد يأمل القائمون على الأحزاب المصرية أن يعم الاستقرار، ويكون عاما لازدهار وتفاعل الأحزاب سياسيا وسط المجتمع فى الشارع وداخل البرلمان والحكومة. فى البداية يقول الدكتور فخرى الفقى عضو الهيئة العليا فى حزب الوفد: قيادات الحزب تتمنى أن يصبح حزب الوفد الحزب الحاكم والأكثر قبولا وشعبية وتفاعلا مع المواطن المصرى فى عام 2014، مشيرا أنه مازال الحزب يحتاج لجهد كبير فى الشارع، وتجديد بناء القيادات فى الحزب وزيادة القيادات الشابة لتجديد دماء الحزب، إضافة إلى زيادة قدرة قادة الوفد على العطاء أكثر والدعم المادى والمعنوى للحزب، وضرورة تجنب أهم أخطاء الأحزاب المدنية التى وقعت فيها فى السنوات الثلاث الماضية. ويضيف الفقى: داخل الحزب نعتمد فى طموحنا على تاريخ الحزب، ونأمل أن يكون فى عام 2014 عودة لأمجاد الحزب السياسية والشعبية، كما كانت فى السابق، ومما يساعدنا على ذلك خروج الأحزاب الدينية عن مضمار السباق بشكل كبير. أما رفعت السعيد رئيس حزب التجمع فيقول: أهم طموحات حزب التجمع أن نستطيع أن ننفذ خارطة الطريق والتصويت على الدستور تنفيذا لخطة 80 × 80 وهى أن نسعى أن يصوت 80% من المقيدين بالحزب ب»نعم» على الدستور، وذلك إيمانا منا بأنه أول خطوة فى التقدم للأمام. ويضيف قائلا: فى نفس الوقت نتمنى أن يحقق الحزب قدرا كبيرا من مقاعد البرلمان، وأن يحصل حزب التجمع على ما يستحقه بعد كفاح سنوات طويلة ضد نظام مبارك ومن بعده نظام الإخوان، وأرى أن عام 2014 سيكون عام انتشار لحزب التجمع بين الجماهير فى الشارع. كما أوضح السعيد أنه من أهم أدوار الحزب فى السنة الجديدة محاولته التفوق على الأحزاب ذات المرجعية الدينية، التى لم يعد لها وجود فى الدستور الجديد. بينما يحلم أبوالعز الحريرى، رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى فى العام الجديد، أن يسهم الحزب فى حل بعض مشاكل المجتمع المتفشية كمشاكل التعليم والمشكلات الاقتصادية، والمشاركة فى وضع رؤية جديدة للتنمية للدولة التى نحن فى أمس الحاجة لها الآن. ويضف الحريرى: مهما كبرت مكانة حزب التحالف الشعبى الاشتراكى فلا يزال تأثيره ضعيفا ما لم نشترك وباقى الأحزاب فى التحالفات الحزبية والسياسية الكبيرة، ونسعى إلى الوصول لحل تاريخى وسطى يجمع كل القوى الاشتراكية لوضع برنامج إصلاح سريع ينقذ مصر لنتجاوز الأزمة الحالية، ونطرح الصراعات جنبا حتى يشفى «المريض» وهذا ما أصف به مصر الآن. أما المستشار أحمد الفضالى رئيس حزب السلام الديمقراطى ومنسق تيار الاستقلال فيحلم أن يستمر التيار والحزب فى الدفاع عن مصر من أى أعداء وعملاء لتحقيق أهداف ثورة 30 يونيو وترسيخ الديمقراطية كما يجب، ويأمل أن يكون العام الجديد فرصة أمام الحزب لنشر أفكار السلام المجتمعى والتصدى لكل جماعات الإرهاب، ودعوة كل المخلصين للاصطفاف الوطنى وردع كل الاعتداءات على الشارع وتوعية المواطن لهذه الهجمات. ويؤكد الفضالى أن حزب السلام يعمل جاهدا من أجل أن يفوز كوادر تيار الاستقلال والحزب بأكبر عدد من مقاعد البرلمان، وأن يحصل الرئيس القادم على تأييد الحزب والتيار، خصوصا وأن حلم قدوم رئيس الجمهورية من كوادر الحزب حلم مؤجل. من ناحيتها تتمنى كريمة الحفناوى أمين عام الحزب الاشتراكى المصرى أن يتوحد اليسار المصرى فى جبهة واسعة تضم اليسار الاشتراكى والناصرى والقومى، لتتمكن تلك الجبهة من الوصول للشارع مثلما وصلت الأفكار الاشتراكية إلى كل مواطن وكانت مطالب وأفكار لثورتى 25يناير و30 يونيو من حرية وعدالة وعيش، كما كانت شعارات الثورة هى نفسها شعارات الحزب. وحول أحلامه لحزب شباب مصر لعام 2014 يقول الدكتور أحمد عبدالهادى، رئيس حزب شباب مصر، نتمنى أن يكون للحزب نواب فى برلمان 2014 من الشباب، خصوصا أن غالبية مرشحى الحزب من الشباب ممن يمارسون العمل السياسى بعيدا عن عدسات الفضائيات فى قرى ونجوع مصر، أما مارجريت عازر سكرتير عام حزب المصريين الأحرار فتتمنى فى العام الجديد أن تقوى جميع الأحزاب وتلتحم بالشارع المصرى، وأن تقدم الأحزاب حلولا بديلة لمشاكل البلد، بدلا من النقد والمعارضة فقط، كما أتمنى أن تكون الأحزاب مفرخة للكوادر الشابة والنسائية، خصوصا حزب المصريين الأحرار لتكوين صف ثان لتولى المناصب داخل الحزب استعدادا لاستلام مناصب وسياسات داخل الدولة. كما تعبر عازر عن حلمها فى أن يحصل الحزب على الأغلبية وأن يكون الرئيس القادم من كوادر الحزب أو على الأقل أن يتوافق الأحزب مع باقى الأحزاب على شخص واحد. من ناحيته يعقب الدكتور أيمن السيد عبد الوهاب الخبير فى شئون الأحزاب بمركز الأهرام للدراسات ورئيس تحرير مجلة أحوال مصرية، على أحلام وطموحات الأحزاب فى عام 2014، قائلا إن مشكلة الأحزاب مرتبطة من البداية فى هيكلة البناء وطريقة الخطاب الموجهة وعدم امتلاكها لأدوات تواصل مع شرائح المجتمع المختلفة، وعلى مر العصور لم تستطيع الأحزاب أن تتجاوز هذه الأزمة، خصوصا أن مشكلتها البنائية بدأت مع تأسيسها فى بداية الثمانينيات، وقد ظهر جليا ضعف تلك الأحزاب القديم منها والجديد خلال تحرك الجماهير فى 25 يناير و30 يونيو وعدم قدرتها على مواكبة حركة الجماهير والشارع السريعة، ونفس تلك القدرة الضعيفة التى جعلت أحزابا وتيارات كالإخوان والسلفيين يتصدرون المشهد ويحصلون على الأغلبية فى البرلمان ويصلون للحكم. ويتوقع عبد الوهاب ألا يتغير وضع الأحزاب فى عام 2014 عما مضى سوى ببعض النشاط الضعيف الذى سيتباين مع قدرة الأحزاب وقوتها فى على سبيل المثال بين حزب الوفد وحزب الخضر مثلا، خصوصا أمام سيولة المشهد السياسى وكثرة الأحزاب والتيارات المتنافسة، مشيرا أنه قد يتحقق أحلام الأحزاب فى الوصول لمقاعد كثيرة فى برلمان 2014، من خلال إنشاء التحالفات الكبيرة القوية وهذا يراه فى حد ذاته تحدا كبيرا أمام الأحزاب خصوصا أمام الأحزاب ذات المرجعية الدينية على وجهه الخصوص السلفى منها، الذى مازالت قواعده راسخة وسط الأقاليم والقرى المصرية، بخلاف ان المجتمع الآن يحتاج لأحزاب قوية لأنها الضامن الحقيقى للعملية السياسية والديمقراطية. ويضيف قائلا: الحديث عن أزدهار للأحزاب اليسارية فى الشارع هو كلام متفائل جدا وطموح، ولكن تنفيذه غير ممكن خصوصا وأن تلك الأحزاب حدث بينها وبين القوى الاجتماعية انفصام ولغة حوارها لم تصل أبدا للشارع لضعف وصعوبة بنائه الذى يحتاجه المواطن، كما أن تلك الأحزاب تفتقر إلى الكوادر والقيادات التى تمتلك لأدوات التواصل مع الجماهير، فكثير من الأحزاب اعتمدت على قطاع النخبة والروابط العائلية التاريخية لترسيخ مكانتها فى المجتمع كحزبى الوفد والتجمع ولكن هذا لا يكفى، موضحا أن قضية الرئيس المقبل فى عام 2014 فمن حق جميع الأحزاب أن تطرح مرشحا من داخلها أو على الأقل تتوافق عليه، وحتى الآن نرى معظم الأحزاب تنحى هذا الحلم الآن وتحاول الاتفاق على شخص الفريق السيسى أو على شخص قوى ليحكم البلاد.