أحمد سعد الدين نجح الفنان خالد أبو النجا فى إيصال رسالة مهمة لجيل الشباب من الفنانين، تتمثل فى دعمه لأفلام السينما المستقلة سواء عن طريق الإنتاج أو المشاركة فى أعمال لمخرجين شباب، وهو ما حدث فى فيلمه الأخير «فيلا 69» الذى شاركته البطولة أورى جودة والفنانة الكبيرة لبلبة وأخرجته المخرجة الشابة آيتن أمين فى أولى تجاربها الروائية الطويلة، عقب عرض الفيلم فى بانوراما السينما الأوروبية كان لنا معه هذا الحوار . كيف جاءت مشاركتك فى فيلم «فيلا 69» ؟ مشاركتى فى هذا الفيلم جاءت بالمصادفة البحتة، فرغم معرفتى بالمخرجة آيتن أمين إلا أنها طلبت منى عرض السيناريو على شقيقى الأكبر سيف الذى قدم دورا مهما فى فترة السبعينيات من خلال فيلم «إمبراطورية ميم» خصوصا أنه فى مرحلة عمرية مناسبة للشخصية المحورية فى السيناريو، لكنه رفض فكرة العودة مرة أخرى للسينما وقمت بإبلاغ رفضه للمخرجة والتى قالت اقرأ السيناريو وقل لي رأيك، وبالفعل قرأته وأعجبت به كثيرا وأخبرتها بذلك وكان تفكيرى بعيداً عن المشاركة فى العمل لأنه يخص رجلا فى العقد السادس من عمره، لكن ما حدث بعد فترة طويله أننى فوجئت بمكالمة هاتفية من المنتج محمد حفظى يعرض على تجسيد شخصية حسين واصفا التجربة «بالمجنونة» فوافقت، وعلى الفور بدأت فى عمل اختبار للماكياج ولأعرف ما إذا كنت أستطيع الوصول بالشكل لهذه المرحلة العمرية بصورة جيدة أم لا. ألم تخش من تجسيد شخصية رجل كبير فى السن؟ أنا كفنان أجد متعة فى أداء الشخصيات المركبة وغير التقليدية، ولو دققت النظر فى شخصية حسين ستجدها تمر بمراحل مختلفة، لكنها تحمل معانى كثيرة وهنا يظهر التحدى الحقيقى للفنان وهل يريد الظهور على الشاشة بشكل الجان فقط ولا يريد الظهور بمرحلة أخرى أم هو يبحث عن الدور الجيد بصرف النظر عن المرحلة العمرية أو حتى نوع الشخصية، أن كانت شريرة أم طيبة، كل هذه الأفكار كانت تدور برأسى وأنا أقرأ السيناريو للمرة الثانية لكن فى النهاية انتصر الفنان وقبلت التحدى. كيف كانت كواليس العمل؟ دعنى أختلف معك فى هذا الأمر فنحن فنانون محترفون نستطيع أن نفرق بين العمل وبين الشخصيات التى نقدمها، أضف إلى ذلك أن مجموعة العمل تعرف بعضها جيدا منذ فترة طويلة ونتقابل كثيرا فأنا أعرف المخرجة آيتن أمين منذ سنوات وأكن لها احتراماً كبيراً وأروى جودة عملت معى فى أول أفلامها منذ سنوات أما الفنانة لبلبة فهى الاكتشاف الجديد، هذه السيدة تحمل بداخلها قلب طفلة تستطيع أن تضحك الجميع فى لحظة ولديها قدرة غير طبيعية على إلقاء القفشات بسرعة لدرجة أننا كنا نضحك قبل أن نستوعب باقى القفشة، لذلك كانت الكواليس جيدة وكان لدينا إحساس بأن هذه الروح سوف تنعكس على الشاشة وهو ما حدث بالفعل والحمد لله. كيف استقبلت فوز الفيلم فى مهرجان أبو ظبى ثم عرضه فى البانوراما بعد ذلك؟ فى أبوظبى شارك الفيلم ضمن العديد من الأفلام الجيدة ولم أكن أتوقع الفوز بجائزة، لكن لا تنسى أن العمل الجيد يفرض نفسه ومن هنا نال رضاء لجنة التحكيم وكانت الجائزة حافزا لنا جميعا لأننا نشعر بأننا فريق متكامل، لكن عند عرضه فى بانوراما السينما الأوروبية فى مصر كنت أشعر بخوف لأن الجمهور المصرى يقسم الأفلام إلى قسمين قسم المهرجانات وقسم الأفلام التى يقبل عليها الجمهور، لهذا ذهبت لصالة العرض وأنا متخوف لكن سرعان ما ذهب الخوف بعد أن وجدت الجمهور الخارج من الصالة فى العرض الأول وهو مبتسم ويتناقش فى بعض المشاهد، ثم عند العرض الثانى وجدت استقبالا حافلا من معظم السينمائيين الكبار وهو ما شجعنى كثيرا. لديك بعض التجارب فى المشاركة فى الإنتاج كيف تقيمها؟ لا أستطيع أن أنكر الصعوبات التى تقابل أى مخرج لديه سيناريو ويبحث عن شركة إنتاج، وعندما يجد الشركة يسمع كلمة هذا الفيلم ليس كوميديا وهو ما يعنى أن الأفلام الكوميدية التى تدر عائدا كبيرا هى السائدة، إذن أين باقى الأفلام الجادة التى تشارك باسم مصر فى المهرجانات؟ والتى حصلت على جوائز عديدة قبل ذلك، من هنا كنت أفكر فى المشاركة فى العملية الإنتاجية للأفلام المستقلة التى تحتوى على لغة سينمائية عالية وبعيدة عن الكوميديا، لذا شاركت إنتاجيا فى فيلمى هليوبوليس وميكروفون واللذين حققا جوائز عديدة فى مهرجانات مصرية وخارجية، وأعتقد أن هذه هى رسالة الفنان أن يقدم أعمالا لها قيمة وتحصل على جوائز لصالح البلد. تنتظر عرض فيلم «عيون الحرية» وهو فيلم فلسطينى ألم تخش من المشاركة فيه واتهام البعض لك بالتطبيع؟ أنا فنان عربى يحاول أن يعرض قضية شعب تحت الاحتلال فهل هذا يعتبر تطبيعا مع المحتل؟ أنا ذهبت لفلسطين للوقوف بجوار الشعب الفلسطينى وقضيت هناك ما يقرب من شهر متنقلا بين عدة مدن وأقمت بعض من هذه الفترة مع أسر فلسطينية للوقوف على الحالة التى وصل إليها الشعب الفسلطينى حتى أستطيع تجسيد معاناته، فمن يرى ذلك تطبيعا فهو حر فى رأيه أما الحقيقة فهى غير ذلك تماما، فقد وافقت على المشاركة بالفيلم فور عرضه عليّ، ولم أشترط لعب دور البطولة لإيماني بضرورة حضور القضية الفلسطينية ثقافيا وفنيا وعرضها على العالم سواء العربي أو الغرب، وقد رأيت بعينى أن تصوير فيلم في بلد تحت الاحتلال أمر غاية فى الصعوبة، لكن كنت سعيدا عندما أقابل الشباب الفلسطينى والابتسامة تملأ وجهه، وعن نفسى فخور بمشاركتى بهذا الفيلم