أمين حميدي قبل شهرين فقط كنا في الجزائر ندعو للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة بالشفاء والعودة لأحضان شعبه معافى من مرضه، لأن الجزائريين لم ينسوا أنه كان ذات يوم مهندس سلم وأمن تتمتع بهما الجزائر الآن في وقت اشتدت الحروب والأزمات في بلداننا العربية. قبل شهرين فقط كنا نتحدث عن فترة ما بعد الرئيس الذي سكن وجدان الجزائريين لعشرية من الزمن وطئت فيها أقدامه الجزائر شبراً شبراً ربما كما لم يزرها رئيس جزائري من قبله قط. قبل شهرين كنا نمني النفس بأن يكون القادم أحسن رغم صعوبة ما ينتظر الرئيس القادم للجزائر من مشاكل وأزمات، عجز بوتفليقة عن حلها، وأخرى تراكمت مع مرور سنواته في الحكم، وأخرى ولدها حكمه أكثر مما كانت موجودة من قبل. قبل شهرين لم نكن نتوقع أن تصل الحماقة كما وصفت بالحزب الذي حرر الجزائر أن يقول إن روزفلت حكم أميركا معاقاً، لذا فنحن ندعم بقاء بوتفليقة وهو مشلول مع كامل دعواتنا له بالشفاء، لأنه لا يزال يسكن قلوب بعض الجزائريين. حكم بوتفليقة وهو مشلول لجزائر تنتظرها الكثير من التحديات الداخلية أكثر منها الإقليمية، يعني أن الجزائر ستفوت على نفسها فرصة أخرى للعودة إلى مقامها الذي يليق بها، وهو ما ساهم فيه بوتفليقة ولو بالقسط القليل. حكم بوتفليقة الجزائر بدعم من أشخاص يرغبون في السلطة لا أكثر يجعل هؤلاء يستفزون شعباً يعرفون أنه لم يعد قادراً على التظاهر ولا على الشغب لأنه سئم عشرين سنة من القتل والتقتيل. لم يكن أكثر العارفين بالرئيس بوتفليقة عندما وصل للحكم عام تسعة وتعسين يعتقد أنه سيبقى في الحكم عشرية ونصفاً، قال بوتفليقة ذات يوم في نهاية عهدته الأولى هذا هو الفال خذوا ولا خلوا. قرر الشعب أن يأخذ وأن يجدد عهدة ثانية مع بوتفليقة. عهدة ثالثة لم يستشر فيها بوتفليقة الشعب رغم معرفته بأن الشعب لا يزال متعلقاً به، لكن في نفس الوقت كان الرئيس يعلم جيداً أن الجزائريين كافحوا لينالوا حقهم من الديمقراطية التي وصلته على يدي الرئيس اليامين زروال. اليوم نقول لك يا بوتفليقة لا تفعلها.. لا تترك أصحاب النفوذ والنفوس الفاسدة تحكم الجزائر إلى جانبك ومن بعدك أيضاً.. الجزائر اليوم بحاجة لحكمتك لا لنفوس المتآمرين.