وليد سلام قررت الدولة أن تزيد من معاناة الفقراء هكذا فجأة عندما قامت - وبدون سابق إنذار -برفع أسعار أدوية التأمين الصحى المدعم ليجد المستفيدون من مظلة التأمين الصحى أنفسهم بين فكى الفقر والمرض ولم يجدوا أمامهم سوى الصراخ بأن الدواء المدعوم خط أحمر، ولا ينبغى العبث به خصوصا فى ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى دفع فيها الفقراء الفاتورة باهظة . أسعار الأدوية خارج مستشفيات التأمين الصحى تزيد الضعف على أدوية التأمين الصحى، فمن يقم بشراء عبوتين من التأمين الصحى من أصحاب الأمراض المزمنة لا يستطع شراء سوى عبوة واحدة فقط من خارج التأمين إن استطاع شراءها بعد ارتفاع أسعارها فى الصيدليات الخارجية حاليا أضعافا مضاعفة . فالنظام الصحى يعانى من فوضى كبيرة؛ وبرغم القوانين المختلفة التى صدرت بصدد النظام الصحى التى تهدف إلى كفالة الحق فى رعاية صحية تأمينية على مراحل لجميع المواطنين والسعى نحو رفع كفاءة الأداء فى تقديم الخدمات الصحية فإنها لم تحقق شيئا من ذلك إلى الآن، فالإهمال الجسيم الذى تعانى منه منظومة التأمين الصحى تقع نتائجة السيئة على المشتركين وهم فقراء مصر . اتجهنا إلى أحد مستشفيات التأمين الصحى وتقع فى شارع أحمد عرابى، حيث يأتى إليه المرضى من أنحاء مختلفة من إمبابة وبشتيل والمهندسين والدقى. فوجدنا حالة من الغيوم تسيطر على المستشفى بأكمله، فجميع العاملين بالمستشفى لا يريدون الإفصاح عن التغيير المُفاجئ والذى طرأ على أدوية التأمين الصحى، وعن أسعارها إذا كانت ارتفعت أو كما هى مازالت مستقرة، وبعد البحث وجدنا الدكتورة «أسماء.ح « تنادى علينا بصوت منخفض لكى لا يراها أحد ويعلم بأنها تتحدث معنا، فبدأت بكلام عادى كى لا يلاحظ أنها تتحدث معنا عن مشكلة ارتفاع الأسعار، والغريب انها كانت تتلفت يمينا ويسارا لترى إذا كان أحد يراقبها أم لا، فقالت ما لم يستطع الجميع الإفصاح عنه وهى أزمة مرضى السكر، مع دواء الأنسولين، فبعدما كان سعره 45 جنيهاً ارتفع ليصبح ب 60 جنيهاً رغم عدم ارتفاع سعره فى شركة التأمين، وأزمة الأنسولين الذى كان سعر إنتاجه 1.40 قرشا وكان يباع ب 3 جنيهات سابقاً وعندما اختفى من الأسواق طلبت وزارة الصحة من إحدى الشركات إنتاجه وبالفعل أنتجته بسعر 45 جنيهاً حتى أصبح الآن سعره 60 جنيهاً. كما ارتفع سعر دواء "فاكتيبكس" من 150 إلى 180 جنيها، وهو يستخدم لعلاج سرطان الكبد والكلى، وهناك دواء "إيزو- بروتوكول " الذى يستخدم لعلاج العظام ارتفع سعره من 20 إلى 35 جنيها، وأيضا " ليجالون 140 جم" المستخدم لعلاج الكبد ارتفع من 40 إلى 55 جنيها. وبعد ذلك ذهبنا إلى مستشفى 6 أكتوبر للتأمين الصحى بالدقى، فوجدنا الكثيرين من المرضى ينتظرون دورهم لصرف الأدوية الخاصه بهم، ولكن بعد انتظار طويل لكى يفتح شباك الصيدلية أصيب الجميع بدهشة أذهلت كل من يوجد فى المستشفى بسبب ارتفاع سعر الأنسولين إلى 60 جنيهاً، فبات الجميع يضربون كفًا على كف من الحال التى أصابت أدوية التأمين التى كانت من قبل تعتبر نجاة للفقراء. حيث التقينا أحد الواقفين أمام منافذ صرف العلاج التابعة لمستشفى 6 أكتوبر للتأمين الصحى بالدقى من مرضى التأمين، وهى سماح عبد الفتاح 32سنة، وتقول : لدى طفلان يعانيان من مرض السكر، وحينما أحضر للمستشفى لصرف العلاج الخاص بطفلى، أتعرض مثل غيرى لسوء المعاملة من قبل الأطباء، وزاد الأمر سوءاً بارتفاع سعر الأنسولين بزياده تقدر ب 15 جنيها ً، فأصبح لا فرق بين شرائه من التأمين الصحى أو من خارجه، فسعره فى الصيدليات الخارجية 80 جنيهاً وفى التأمين الصحى 60 جنيها بعد أن كان ب45 جنيهاً، وهو ما لا نستطيعه، لأن زوجى مريض ولا يقوى على العمل، مؤكدة أن التأمين الصحى بالمستشفى لا يقدم أى خدمات للمرضى، أو حتى يراعى الظروف الصحية والمادية للمرضى البسطاء، الأمر ذاته يؤكده فتحى محمد 37 سنة حيث يقول: عادة ما أتوجه فى الصباح الباكر إلى مستشفى التأمين الصحى لصرف الدواء لشقيقتى العجوز، والتى يمنعها مرضها من المجىء إلى هنا، وغالباً تقتصر الأدوية على مجموعة من البدائل الرخيصة، وتدخل الوساطة فى صرف الأدوية اللازمة للمرضى، فمنذ يومين جئت لأصرف بعض الأدوية ففوجئت بارتفاع سعر الأنسولين على الرغم من عدم ارتفاع سعره فى الصيدليات الخارجية، فالتأمين الذى يعالج أكثر من 45 مليونا أصبح الآن نقمة على الفقراء. ويقول عادل محمود موظف: أذهب عدة مرات لصرف علاج استشارى باطنة وقلب وسكر مدته 6 أشهر، فلم أستطع صرف الدواء لارتفاع سعر الأنسولين وأخشى من ارتفاع أسعار أدوية الباطنة والقلب فيزداد الطين بلة . وأشار يوسف على، أنه كان يحصل على علاج للسكر اسمه "مكسترد"، إلا أن صيدلى التأمين الصحى بمستشفى الصدرية أصر على صرف «هيمولين» فأصبحت فى حاجة إلى ضبط من جديد، وقد يستغرق مدة طويلة لتحديد موعد العملية، وهذه المدة ستؤثر على القلب لأن قلبى يتأثر بزيادة ونقص السكر. وأكدت منى سلامة، أن التأمين الصحى فى غيبوبة مثلة مثل باقى القطاعات الحكومية، فهناك روتين وسرقة إلى جانب ضعف فاعلية الأدوية، فأنبولة الأنسولين التى تباع خارح التأمين الصحى مفعولها أكثر بكتير من التى تباع داخل صيدليات التأمين الصحى، ولكن «ما باليد حيلة»، لكن بعد ارتفاع سعر الأنسولين أصبح المريض يفكر كثيراً، إما أن يشترى الأنسولين من داخل التأمين أو من خارجه، ولكن يوجد الكثيرون ممن لا يستطيعون شراءه بعد ارتفاع سعره. وتابعت منى أنها تقوم بشراء أربع أنبولات أنسولين لأن لديها ولدان مصابان بالسكر لكن لا تدرى كيف تقوم بشرائها الآن . تقول هدى إنها كانت تشترى» تتزاسيد 250 جم " مضاد حيوى للاطفال ب 10 جنيهات ففوجئت بارتفاع سعره ليصل إلى 15 جنيه. وقالت أمينة محمد، موظفة: ارتفاع سعر الأنسولين من الأدوية المدعمة يضيف إحباطا جديدا لإحباطات الحياة بسبب ارتفاع الأسعار من حولنا. كما أوضحت أمل عبد الحميد، مريضة السكر، أيضا أنها غاضبة من ارتفاع سعر " الأنسولين " تشتكى من ارتفاع سعر "الأنسولين " وأن بطاقة التأمين الصحى هى من حق كل موطن، وتقول أمل الأدوية المدعمة خط أحمر. وقال أحمد محمود، مريض الكبد، إنه يصرف "فاكتيبكس" لعلاج سرطان الكبد وكان سعره 100 جنيه ارتفع فجأة إلى 120 جنيها