عماد أنور "جنة أم جحيم".. تلك هى النتيجة التى ينتظرها الأهلى فى "جنة الأقلية وجحيم الأغلبية"، عندما يلاقى فريق أورلاندو بيراتس بطل جنوب إفريقيا فى ذهاب الدور النهائى لبطولة دورى أبطال إفريقيا مساء اليوم السبت، على ستاد «أليكس بارك» فى العاصمة جوهانسبرج، وتقام مباراة العودة يوم 10 من الشهر نفسه. وإذا كان هذا الاسم يطلق على جنوب إفريقيا فى الماضى بسبب التفرقة العنصرية التى انتهت تماما من أكثر الدول الأفريقية تحضرا، والتى توصف ب "أوروبا" القارة السمراء، فإن كرة القدم لا تعترف إلا بالعطاء على المستطيل الأخضر، لذلك أعد الفريق الأحمر العدة للمباراة المرتقبة التى يخوضها تحكيميا الجزائرى جمال حيمودى، ويعاونه كل من الجزائرى الآخر عبد ليخطو خطوة نحو اللقب الإفريقى الثامن والعودة لكأس العالم للأندية التى تقام فى المغرب فى ديسمبر المقبل. صعد الأهلى إلى الدور النهائى بعد تخطيه عقبة القطن الكاميرونى فى الدور قبل النهائى بضربات الترجيح، بينما صعد أورلاند بعد فوزه على الترجى التونسى بهدف نظيف فى الدور نفسه. المواجهة هى الثالثة بين الفريقين فى البطولة نفسها، حيث التقيا من قبل فى دور المجموعات، وكانت الغلبة لقراصنة أورلاند، الذين تمكنوا من الفوز على الأهلى فى عقر داره بثلاثة أهداف نظيفة فى مباراة الذهاب، بينما جاءت مباراة الإياب على عكس المتوقع، وانتهت بالتعادل السلبى بين الفريقين. بدأت حرب التصريحات الإعلامية مبكرا من جانب روجر دى سا المدير الفنى لأورلاند، والذى يسعى أن يكون سببا فى حصد اللقب الإفريقى الثانى فى تاريخ الفريق بعد أن نال لقبه الأول عام 1995، مؤكدا أن فريقه أكثر جاهزية من الفريق الأحمر، وأنه لن يتنازل عن اللقب الإفريقى. قرر الأهلى السفر إلى جنوب إفريقيا قبل المباراة بخمسة أيام كاملة فى بعثة يرأسها المهندس هشام سعيد عضو مجلس الإدارة، حتى يتأقلم لاعبو الأهلى على الأجواء فى جوهانسبرج، حيث خاض الفريق الأحمر مرانين مفتوحين يومى الثلاثاء والأربعاء، بعدها قرر يوسف غلق التدريبات للتركيز. لم يترك الجهاز الفنى للأهلى شيئا للظروف، بل أتم استعداداته كاملة، بل إنه قرر اصطحاب طباخ خاص مع البعثة، بعدما فشل الشيف الإنجليزى الذى كان مسئولاً عن تجهيز وجبات الفريق فى مباراة دور الثمانية فى تلبية احتياجات البعثة وقتها. ويؤمن محمد يوسف المدير الفنى للأهلى بأن مواجهة أورلاندو بايرتس فى المباراة النهائية، تختلف تماما عن مرحلة المجموعات، حيث أشار إلى أن فريقه خسر فى المباراة الأولى بسببب الأجواء الصعبة فى الجونة، حيث خاض اللاعبون المباراة وهم صائمون، أما المباراة الثانية فكانت بالنسبة للفريق تحصيل حاصل بعدما ضمن التأهل. وطمأن يوسف الجماهير الحمراء، مؤكدا أن الفريق الآن أكثر جاهزية لخوض المباراة، حتى تكون خطوة نحو الفوز باللقب الإفريقى للمرة الثامنة، واستشهد يوسف ببطولة الموسم الماضى التى حصد الأهلى لقبها فى ظروف صعبة للغاية من مشاحنات سياسية فى مصر، بالإضافة إلى توقف النشاط، لذلك سميت بالبطولة المعجزة. ويراهن يوسف فى موقعة اليوم على خبرة لاعبيه الكبار، أمثال، محمد أبو تريكة ووائل جمعة وأحمد فتحى وسيد معوض ووليد سليمان وعبدالله السعيد، بالإضافة إلى اطمئنانه على شريف إكرامى حارس الفريق الذى تعافى من الإصابة التى لحقت به فى لقاء المنتخب الوطنى أمام غانا فى المباراة الفاصلة المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل، وتأكدت مشاركة حارس الأهلى فى المباراة. فى الوقت نفسه أكد المدير الفنى للأهلى صعوبة اللقاء، خاصة بعد تعادل أورلاندو الايجابى1-1 مع كايزر تشيفز فى آخر مبارياته بدورى جنوب إفريقيا قبل بداية استعداداته لمواجهة الأهلى، وهو ما يحفز اللاعبين على مسح آثار الهزيمة، بجانب عاملى الأرض والجمهور، وهو ما يحتاج إلى التوازن فى البداية لامتصاص حماسهم. وأوضح يوسف، أن الجهاز الفنى تابع فريق أورلاندو جيدا، من خلال مشاهدة العديد من الفيديوهات، وتم معرفة طريقة لعبهم وعناصر القوة والضعف داخل الفريق وكيفية التغلب على ذلك، كاشفا أن بطل جنوب إفريقيا يمتلك خط ظهر قويا ولاعبين يمتازون بالسرعة الهائلة، لكنهم يواجهون مشاكل مع الفرق صاحبة التنظيم الدفاعى الجيد، لأنهم يفضلون اللعب فى المساحات، وهذا ما سوف يحاول استغلاله. على الجانب الآخر، يدخل بطل جنوب إفريقيا اللقاء بمعنويات سيئة بعدما تلقى ضربة معنوية وتعادل مع كايزر تشيفز فى بنتيجة 1-1 فى مسابقة الدورى الجنوب إفريقى. وقال دى سا المدير الفنى للفريق، أن تعمد تغيير تشكيلة فريقه فى الفترة الأخيرة بهدف الحفاظ حلى حيوية لاعبيه الأساسيين قبل مواجهة الأهلى، وهو ما تسبب فى التعادل، الذى أبقى الفريق فى المركز ال 15 فى جدول ترتيب الدورى برصيد 3 مباريات فقط، من أصل 8 مباريات عمر المسابقة. وقال دى سا: إن بعض اللاعبين لعبوا 18 مباراة فى فترة قصيرة، وكان عليه مراعاة ذلك، حتى يحقق الهدف المرجو وتحقيق اللقب الإفريقى بدورى الأبطال، لأنه لا توجد جائزة أكبر من هذه، مستشهدا بأكبر الفرق الأوروبية التى تضحى بنجاحها المحلى من أجل اللقب القارى، وأن التعادل فى إحدى مباريات الدورى لا يعنيه ولن يؤثر عليه فى النهائى الإفريقى. وأشار دى سا إلى أن اللقب القارى يبدو قريبا، وأن الفريق والبلد بالكامل ينتظروا النجاح، مؤكدا أنه يشعر بالأمل، وعلى الرغم من أنه يشعر بشىء يلوح فى الأفق، فإنه استشهد بمثل طريف قائلا: "لكن علينا أن نتوقف عن بيع جلد الدب قبل صيده". وأكد المدير الفنى لأورلاندو، أن التعادل أمام كايزر تشيفز، سيكون دافعا معنويا نحو الفوز باللقب الإفريقى، عكس ما يشيع البعض، مشيرا إلى أن رغبة لاعبى الأهلى فى الثأر من الهزيمة فى القاهرة بثلاثية نظيفة، ربما تتسبب فى انشغال الجهاز الفنى للفريق الأحمر بالتركيز على الناحية الهجومية لإحراز هدف مبكر. وكشف المدير الفنى لأورلاند، عن أنه سيحاول استغلال النزعة الهجومية من البداية، والتى قد تؤثر على الناحية الدفاعية للفريق الأحمر، وهذا ما وضح من خلال التدريب الأخير للفريق، منمحاولة الضغط وتفتيت دفاعات الأهلى سعيا لإحراز هدف مبكر.